جمال محمد حسني مبارك .
" الإبن الأصغر للرئيس مبارك وأمين لجنة السياسات وأمين مساعد التنظيم بالحزب الوطني"
في 10/6/2000 قطعت المحطات التليفزيونية برامجها وأذاعت نبأ وفاة الرئيس السوري حافظ الأسد عن عمر ناهز 69 وعن سنوات حكم بلغت الثلاثين عاما .. ثم تابع العالم جميعه -وقبل تشييع الجنازة - وقائع الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الشعب السوري بعد ساعات قليلة من وفاة الرئيس الأسد ليعلن فيها المجلس بالإجماع تعديل المادة 83 من الدستور السوري لتهبط بالحد الأدنى لعمر الرئيس المرشح لرئاسة سوريا ليكون 34سنة بدلاً من أربعين سنة ..
و ( بالمصادفة) كان هذا هو ذات عمر وسن بشار الأسد ابن الرئيس الرحل !!!..
في خمسة عشر دقيقة تم هذا التعديل ليكون أسرع تعديل لمادة دستور في التاريخ!! ..
وبالفعل اعتلى بشار الأسد عرش سوريا خلفاً لوالده الراحل حافظ الأسد ..
شغلت هذه الطريقة (السورية) كافة أصعدة الرأي العالم في الوطن العربي وخارجه ..
وفي مصر .. كان جمال مبارك ابن الرئيس حسني مبارك قد بدأ خطواته الأولى في طريق الحياة السياسية في مصر عقب عودته منهياً عمله بأحد البنوك الكبرى بالعاصمة البريطانية لندن . . تساءل الشارع المصري .. هل ستكون الحالة السورية سابقة وقدوة تقتدي بها الأنظمة العربية حيث يخلف الأبناء الآباء؟ ..
كان الرد قاطعاً وجهوريا وصريحا في مصر ( مصر غير سوريا .. مصر دولة مؤسسات .. نظام مصر جمهوري لا يعرف التوريث ) .. التوريث .. هذه اللفظة منذ تلك اللحظة التي مر عليها قرابة عشر سنوات إلا أن ألسن الشعب المصري تجترها وتلوكها عشرات الآلاف من المرات يوميا حيث اضطرمت فيها الهواجس والتكهنات والتساؤلات والتوقعات على كافة الأصعدة والمستويات في مصر بل وامتد الأمر إلى خارجها ..
هل سيخلف جمال مبارك والده ؟ هل سيتم توريث الحكم ؟
لم تستطع الفترة الفاصلة بين بدء جمال مبارك مشواره بتأسيس جمعية جيل المستقبل حتى تقلده "منصب" الأمين العام المساعد ومنصب أمين لجنة السياسات باعتبارها رأس الهرم بالحزب الوطني أو رأس الهرم عموماً .. وبكل ما تخلل ذلك من نشاطات ومؤتمرات وتصريحات وتحركات وبيانات وبرامج وشعارات ..
أقول لم يستطع ذلك أن يحسم ذلك الجدل الذي يتصاعد في أجواء الوعي الشعبي المصري .. فكثير من السياسات واتجاه السلطة وموضوع تعديل مواد الدستور المصري على نحو تفصيلي يكاد يتشابه إن لم يكن يتطابق مع ما حدث في سوريا .. كذا البصمات التي لا تخطئها عين رجل الشارع حتى العامي غير المثقف .. والسلطات المتداخلة بدون أدنى تنظيم أو ضبط .. كل ذلك يصب في اتجاه إعداد جمال مبارك لتولي مقاليد الحكم في مصر ..
بينما هناك اتجاه عارم لا يجوز تجاهله يعارض هذا المسلك باعتباره ارتداداً في مسيرة مصر نحو الديمقراطية وانقلاباً على نظامها الجمهوري وتحايلاً على دستورها وقوانينها وتعدياً عليها بوصفها دولة مؤسسات .. من هنا كان الاعتراض ..
علاوة على جنوح البلاد نحو التغيير بالتجديد وليس التجديد بالتمديد أو بالتقليد .. لم يعلن جمال مبارك صراحة وعلانية رغبته أو نيته في الترشح لرئاسة مصر .. ولكن جميع الترجمات لتحركاته وتصرفاته تصب في هذا الاتجاه .. ويؤكدها تعمد تضييق قناة المرور في مادة تحديد مواصفات رئيس مصر المعدلة في الدستور لا تسمح إلا لشخص واحد باجتيازها ..
هذا الشخص تنطبق مواصفاته على جمال مبارك مع جواز (حشر) بعض الأشخاص أو تمريرهم منها ولكن بيد أصحاب القرار وفقاً لنظرية (النسبية) وليس بفعل نظرية (الانسيابية ) ...
ظهرت أصوات كثيرة رافضة للتوريث .. بينما ظهرت أصوات أخرى ولكن على استحياء توافق على التوريث .. بينما الغالبية الكاسحة من الشعب المصري كعادتها الدائمة .. عازفة .. مبتعدة عن المشاركة والتعبير عن رأيها .. ولكنها تمتلك رأياً واضحاً لا مرية فيه إلا أنها لا تصرح به ولا تعلنه وذلك تحت وطأة الانشغال بغلاء المعيشة والمرارة اليومية التي تعانيها وتعايشها في سبيل الكفاح من أجل لقمة العيش والبقاء على هامش الحياة ..حيث تعمل بمقولة ( دع الملك للمالك ) و ( كل عيش واسكت) و(ياعم واحنا مالنا ) و( احنا يعني هانعمل إيه) ..
كل ذلك تجد ترجماته في نسبة الإقبال على الانتخابات التي بلغت في انتخابات الرئاسة الأخيرة 23% من نسبة الأصوات التي يحق لها الانتخاب .. علاوة طبعا على الشعور الشعبي الجارف والغير قابل لتغييره عن موضوع تزوير الانتخابات والتلاعب بنتائجها وهو ما غرس في وجدان رجل الشارع المصري أن لا قيمة لرأيه أو صوته بل لا قيمة ولا جدوى من تكلفه عناء الذهاب لصندوق الانتخاب .. حيث أن هذا الصندوق لن يحمل رأيه ولن يحتفظ به ولن يصونه .. لذا كان العزوف .. ولذا اقتصر الأمر على الجلوس في مدرجات الإستاد أو على المقاهي أو على نواصي الشوارع أو مقاعد القطارات والباصات والاكتفاء بممارسة عملية التكهن والتحليل والاستنباء والتوقع
هل سيرشح جمال مبارك نفسه في انتخابات2011 أو حتى ما بعدها ؟
وهل سيكون جمال مبارك هو رئيس مصر القادم ؟
وفي حالة ترشحه .. هل سيكون ذلك وفق معايير متكافئة ونزيهة تكون الكلمة فيها للشعب؟ ..
أم سيكون الأمر بنظام التفصيل على النسق السوري ؟!
هذا السؤال لم يقطع بإجابته أحد حتى الآن حتى جمال مبارك نفسه ..
وربما تجيبنا عنه الأيام ...
التعليقات (0)