عبرت إلي الماضي الذي يبعد عني أربعين عاما وجلست بين أحضان شبابي المغادر, وحولي أم كلثوم تشدو يا جمال يا مثال الوطنية, ثم تتبعها ( بعد الصبر ما طال حققنا الآمال) ويطربني من هناك عبد الحليم ( يا جمال يا حبيب الملايين) ثم مقطع من خطبة للصوت المحبوب, صوت جمال بكلمات رقيقة تبوح بالحب للأمة كلها... وبكلمات قوية تهز الكيان بالإصرار علي الوحدة المأمولة بين الشعوب العربية!!! ثم بكلمات تأميم قناة السويس ومعها هدير أصوات الشعب والعرب تعقيبا علي هذه الضربة الخيالية للاحتلال البريطاني.. وأشعر أن الذين كانوا يستمعون لهذا البيان تساءلوا وقتها: أي الرجال هذا الرجل؟؟ كان حلم جمال أكبر من حلم الشعب.. وأرقي من أحلام المثقفين....لقد بعث فينا روح الاعتزاز بالنفس.. ورفع سقف الأمل عند أفقر المواطنين ليتخلصوا من ربقة الذل للأغنياء من الإقطاعيين... لقد كسر شوكة مصاصي دماء الشعب لصالح المظلومين ... هذه لمحة من جوانب الصورة المشرقة لزعيم لم تستطع الأعوام مجرد تظليل صورته.... رحمه الله ...وأبقي ذكره
التعليقات (0)