جمعت الطبيعة عبقريتها فكان الجمال .. صدق الحكيم الذى قال : ( ان الذكاء يحول القبح الى منتهى الروعة .. في ذات الوقت لاشئ يستطيع اصلاح الجهل .. وما ابهى نتاج مهارة انامل المرأة الفاشرية عندما يقترن بذكاء العلم وحلاوة الروح ... ان للجمال كلمة لاتقرأها الا العيون..ولبعض العيون مأرب في المقاطف والسلال ..امنة حامد ورفيقاتها قادهن وعي الجدات لامتهان الفن بغرض تزيين الواقع بمشغولات موغلة في الثقافة المحلية للمجتمع الدارفوري شديد الاناقة ..
( اضافة منظومة من الجلد او الخرز للمشغولات السعفية ... خلط وتشكيل الاصباغ المحلية .. فرز الالوان .. معرفة النسبة والتناسب ما بين الوحدة التشكيلية وموضع التشكيل) .. مهارات يتعلمها طلاب الكليات المتخصصة في هذا المجال بعدة اشهر .. وتتعلمها المرأة التقليدية عبر سلسال ارثي يمتد لقرون من الخبرة التراكمية ..احدى مهارات التنمية الصناعية البحث عن اجود المواد الخام و تخفيف تكاليف وجهد الانتاج وهذا ما تعيه صانعات المندولات بمدينة الفاشر اللاتي يستوردن المشغولات السعفية ذات الجودة العالية من اسواق كردفان ثم يفردنها كورقة بيضاء يتعهدنها تشكيل وتلوين حتى يصلن فيها الى رؤية فنية مرضية يطرحنها مرة اخرى بالسوق بعد ان يوقعن عليها بالذوق الفاشرى واضح المعالم .. تعتبر المندولات اكسسسوار يضيف عمق الهوية لديكور المنزل و ايضآ تستخدم في تقديم الحلوى وكافة اغراض الضيافة في المناسبات كما تستعمل كاناء للهدايا التي تقدم في كافة مراحل الزواج .. لا احسب ان طموح هؤلاء تنتهي هنا على مدخل سوق الفاشر الكبير .. ولكنهن يطمعن تعرض اعمالهن في مختلف المحافل المحلية والدولية حتى بؤطرن لصنع في السودان فى مجال لن يضاهيها فيه الاخرين .. فمن يراهن على هذه المشغولات و يعرضها على الاخر؟ ما اجمل ان تصنع الدهشة وتتوارى تواضعآ وتبتسم برضى وتمسح براحتك حلال درر حبيبات العرق.. لا يمكن للروعة ان تنمو دون دوذنة التركيب العقلي ولا يمكن للجمال ان يذدهر دون نفس شفافة تذوب روعة و نقاء
التعليقات (0)