أخيراً أتحفنا الدكتور عصام العريان بقوله "أنه تربى فى جماعة ربانية " و لا ندرى عما إستند عليه الدكتور فى ربٍّانية جماعته ، وعلينا أن نعود لجرائم القتل ـ العمدى مع سبق الإصرار والترصد ـ الأولى للجماعة الربَانيه وكيف يبكى الشيخ حسن البنا وتنساب دموعه من عينيه إلى لحيته وهو فى غاية التأثر ثم يُتحفنا الرجل بأسوأ تفسير وهو تحويل جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد إلى قتل خطأ وقامت الدولة مشكورة بدفع الدية عن أبناءه من جماعته الربانيه ولنقرأ ما قاله محمود عساف فى مذكراته (( كنت مستشاراً لمجلس إدارة النظام الخاص منذ عام 1945 بإعتبارى أميناً للمعلومات تابعاً للإمام حسن البنا ، وكنا نحضر الإجتماعات وتعرض علينا مشاكل النظام وأعضائه ، ونقر أساليب التدريب التى تخدم الفصائل التى سوف تتجه إلى فلسطين .
قتل المستشار الخازندار وأنا مستشار لمجلس إدارة النظام ، ولم يكن مجلس الإدارة يعلم شيئاً عن تلك الواقعة إلاّ بعد أن قرأنا فى الصحف وعرفنا أنه قد قُبض على إثنين من الأخوان قتلا الرجل فى ضاحية المعادى ومعهما دراجتين لم تتح لهما فرصة الهرب عليهما حيث قبض الناس عليهما .
فى ذات اليوم طلب الأستاذ الإمام عقد إجتماع لمجلس الإدارة بمنزل عبد الرحمن السندى ، وحضر الأستاذ بعد صلاة العشاء وبصحبته شخص آخر .
دخل الأستاذ مُتجهماً , وجلس غاضباً , ثم سأل السندى قائلاً : أليست عندك تعليمات بألا تفعل شيئاً إلا بإذن صريح منى ؟ قال : بلى ، قال : كيف تسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس إدارة النظام ؟ فقال عبد الرحمن : لقد طلبت الإذن وصرحتم فضيلتكم بذلك ! ، قال الإمام : كيف ؟ هل أصرح لكم وأنا لا أدرى ؟ قال عبد الرحمن : لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول ما رأيكم دام فضلك فى حاكم ظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالمؤمنين ويمالىء الكفار والمجرمين ؟ فقلتم فضيلتكم : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو ثقطع ايديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، فإعتبرت هذا إذناً !! .
قال الإمام : إن طلبك الإذن كان تلاعباً بالألفاظ ، فلم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة ، أما موضوع الخازندار فهو موضوع محدد لابد من الإذن الصريح فيه ، ثم إنك إرتكبت عدة أخطاء : لم تعرض الأمر على مجلس النظام ، ولم تطلب إذناً صريحاً ، وقتلت رجلاً يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ، وإعتبرته يحكم بغير ما انزل الله وهو يحكم بالقانون المفروض عليه من الدولة ، ولو إفترضنا أنه كان قاسياً ، فإن القسوة ليست مبررا للقتل .
وأثناء حديثه كانت الدموع تنساب من عينيه إلى لحيته وهو فى غاية التأثر ، ثم قال إن كان قتلك للخازندار قد تم بحسن نيه فإن علينا الدية . ولكن الحكومة دفعت تعويضاً كبيراً لأسرة الخازندار ، فأسقطت الدية عن الأخوان . ))
التعليقات (0)