مواضيع اليوم

جلسة في فندق الهليتون -4-

أصــيل أنا

2009-01-08 17:35:29

0

الورقة الثالثة والأخيرة

كانت للشاعر العبقري والأديب الكبير وفارس هذه الأمسية المتنبي ، أما عنوان هذه الورقة فقد كان ( الشعر بين سمو الغاية وعلو الهمة وبين التردي في وحل التفاهات )

ولأن شاعرنا الكبير كما تعرفونه لا يجامل أحدا ولا يسير إلا وفق قناعته الشخصية حتى وإن عارض أمة بأكملها فقد كانت هذه الورقة صاخبة ومثيرة لحد بعيد جدا ..

بدأ شاعرنا الكبير بمقدمة عن أهمية النقد في تصحيح مسار الأدب وخصوصا في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل وركب عباب البحر من ليس له فيه ناقة ولا جمل ( هذه رواية بالمعنى وأغلب الظن أنكم على دراية كاملة بكيفية اختيار الشاعر لألفاظه القوية خصوصا إذا ما تذكرتم ( ما أنصف القوم ضبه و لا تشتري العبد ) ثم وصف أديبنا الحال التي وصلت لها الساحة الأدبية وشبهها بما يحدث في منتديات الساحة السياسية من معارك وبطولات زائفة واستشهد بقول الشاعر ( أسد عليّ وفي الحروب نعامة ) بل وصف الحال بأسوأ من ذلك وانتقد الأمراء وأصحاب البلاط بشدة ووصفهم بعدم المعرفة وقال بأن أكثرهم لا يعرف من العربية إلا انتسابه لها ولهذا يرضى أكثرهم بالمتردية والنطيحة وما أكل السبع ..

وقال من خوارم المروءة أن يدعي الإنسان المعرفة في مجال لا يفقه فيه شيئا وشدد على أن الأدب الراقي وإن كان فيما سبق في بلاط الخلفاء والأمراء إلا أنه الآن أبعد ما يكون عنهم ذلك أن أمراء هذا الجيل لا تتعدى هممهم قصر منيف وجوارى حسان وأموال طائلة وسهرات حمراء وموائد شهية أما العزة والكرامة والمجد والسؤدد فلا أظن أنها وجدت في قواميسهم بل ربما لم يسمعوا بها ...

ومن الأشياء الملفتة للنظر أن أديبنا الكبير تراجع عن هجاء كافور ومدحه بأكثر من قصيدة وقال عندما نظرت بعين العقل وقارنت بين كافور وغيره وجدت أني قد أخطأت بحق كافور وهانذا أسوق اعتذاري له ورجائي أن يقبله ..

المداخلات كانت كثيرة جدا أعترض فيها الكثير من أبواق الإعلام على ورقة الأديب والمعنى الذي ذهب له ووصفوه بالخارجي والقاعدي والقطبي والإرهابي وكفره جملة منهم ووصفه بعضهم بالعميل الذي يريد أن يفت في عضد الأمة ويذهب ريحها ..

رغم الحذر الشديد وخصوصية الأمسية ومنع أغلب الإعلاميين من الحضور إلا أن المنطقة حوصرت بكمية كبيرة من أفراد الأمن الداخلي ( المباحث ) والاستخبارات وفرق المداهمات التي ما أن سمعت إعلان نهاية الأمسية حتى داهمت المسرح وألقت القبض على الشعراء والأدباء المشاركين في الأمسية وبعد التحقيق تم إطلاق سراح الأغلبية وتم التحفظ على كل من الأستاذ والأديب الكبير / عبدالله بن المقفع ومنسق الحفلات في فندق الهيلتون بجدة حيث أنه من الجنسية السورية ولم تكن له علاقات قوية تحميه من المساءلة ، أما شاعرنا وأديبنا وفارس أمسيتنا فقد تم إطلاق سراحه فورا ودون أي سؤال وذلك لأنه يحمل جواز دولة من الدول التي تقدس الحرية وعاشوا ..




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !