جلسة في فندق الهليتون -1-

2009-01-08 17:29:42

كنت متكئا على أريكتي أقلب في أوراقي القديمة الجديدة باحثا عن بقايا من ذكريات كادت الأيام أن تطمس جمال معالمها وإذا بي أتلقى اتصال هاتفي من صديقي الأديب الكبير الخليل بن أحمد ، قال لي بالحرف الواحد وبدون مقدمات لدينا أمسية أدبية ثقافية يجب أن تحضرها ولا أسمح لك بأي عذر فضيوفنا من العيار الثقيل والثقيل جدا ولن أتحمل تبعة هذه الأمسية لوحدي خصوصا أن لدي عروض جيدة من عدد من القنوات الفضائية وإن كانت في مجملها لا تبلغ ولن تبلغ بأي حال عشر المبلغ الذي حصل عليه سامي الجابر من تغطية مهرجان اعتزاله ..

ولأني أحب الخليل بن أحمد لأنه ( سعودي ) على قولة المعتوه محمد عبده ومن بلاد زهران من جماعة ( عبدالواحد الزهراني ) شاعر العرضة الجميل فقد قررت الحضور ومساندة الخليل خصوصا أنه طلب الفزعة ورمي شماغه ( الريموند ) بين يدي ..

ذهبت أنا والخليل بن أحمد إلى فندق هيلتون بجدة وحجزنا قاعة جميلة في الأدوار العلوية من الفندق وحرصنا أن تكون القاعة مطلة على شاطئ البحر الأحمر وطلبنا من إدارة الفندق إزاحة كل الستائر الواقعة في الجهة الغربية وذلك حتى يتسنى لضيوفنا الكرام مشاهدة منظر شاطئ جدة الجميل ..

عموما لا أود أن أطيل في ذكر تفاصيل الإعداد لهذه الأمسية ففي الأمسية وتفاصيلها ما يغني عن كثير من الكلام فإلى الأهم ..

عنوان هذه الأمسية كان ( استخدام ال life circle cost في تحديد أيهما الأفضل ( ماديا ) أن يتجه الشعراء إلى المشاركة في برامج المسابقات الشعرية أم الاكتفاء بكتابة الدواوين وإلقاء القصائد في بلاط الأمراء والمشاركة في الأمسيات التي تنظم عن طريق النوادي الأدبية ..

أما ضيوف الأمسية فقد كانوا ترتيبا على حسب الأهمية
أبو الطيب المتنبي ، النابغة الذبياني ، طرفة بن العبد ، أبو فراس الحمداني
أما إدارة الحوار فقد كانت للأديب الكبير عبدالله بن المقفع

الورقة الأولى في هذا الأمسية قدمها الشاعر المعروف / أبو فراس الحمداني وكانت بعنوان ( الشعر بين مفهومي الجودة والمادة ، برنامج شاعر المليون مثال ) وقد تناول أبو فراس في ورقته هذه عدة محاور هامة تطرق فيها إلى صناعة الشعر والهندسة القيمية في تلك الصناعة والتي نجحت بشكل كبير في شل أركان الشعر وزيادة الدخل المادي وذلك بتخفيض المواد المستخدمة في تلك الصناعة وبتغيير ما بقي منها من مواد جيدة وعالية التكاليف إلى أخرى مستوردة من الصين وتايوان ..

مقتطفات من ورقة أبي فراس
استخدم أبو فراس الكمبيوتر المحمول من نوع ( DELL ) في تقديم ورقته حيث كان العرض ببرنامج البور بوينت وعلى جهاز ( DATA SHOW ) .
أعترض كل من مقدم اللقاء الأستاذ / عبدالله بن المقفع والنابغة على استخدام التقنية في مجال الشعر واتهما أبو فراس بتكوين ما يسمى بتيار الحداثة في الأدب العربي ..
على هامش اللقاء حضر عدد من الفنانات اللبنانيات ( أليسا ، نانسي ، هيفاء .... الخ ) وحرصن جميعا على أخذ صور تذكارية مع أبو الطيب وحاولن الحصول على تنازل منه على بعض قصائده ..
استنكر الشاعر طرفة بن العبد ما أسماه بالتحرر والانفلات في لبس الفنانات حيث كان مستاء جدا رغم أنه لم يخفِ إعجابه بالميك أب وتسريحات الشعر والصدور والتي ما أن رآها حتى عزم على نقض معلقته واستبدالها بما أسماه بقصيدة الموسم أو قنبلة الموسم كما صرح في وسائل الإعلام ..
النابغة لم يشارك كثيرا في مناقشة هذه الورقة لانشغاله بمتابعة مباراة نجمه المفضل ماجد عبدالله وذلك من خلال جواله النوكيا N95 ..

انتهت الورقة الأولى باختصار وتم تأجيل بقية الأمسية لحين الانتهاء من مباراة نجم المنتخب السعودي الكابتن ماجد عبدالله وذلك بناء على إصرار النابغة وتأييد كل من مقدم البرنامج وراعي هذه الأمسية الأديب الكبير الخليل بن أحمد

يتبع لا حقا

طباعة الموضوع المفضلـة أبلغ عن إساءة