تاريخي مع الكلمة تاريخ مطرز بخيوط نسجها مغزل الاحزان في ليالي بكى فيها القمر على زواريب حارتي القديمة وهو تاريخ لا يخلو من الأمل الذي استشرفه في الافق البعيد والذي كثيراً ما يبدو لي كقنينة مسك مختومة بداخلها رسالة انسان عاش ليمحو احزان العالم ويلتحف احزانه والقى بواصاياه العشر في احضان البحر وتقاذفتها الامواج فتارة تبدو للرائي وتارة تختفي. ان اكثر ما يقلقني هو انني اتعامل مع الكلمات كتعاملي مع النساء واتحمل عناء امزجتهن ورغباتهن فمن كلمة اورستقراطية الى كلمة من الطبقة البرجوازية الى كلمات من الطبقة الكادحة . ان معادلة الجمع بين الكلمة الانسان والانسان الكلمة في داخلي كمعادلة الجمع بين الماء والنار في يدي .كثيرا ما كنت وانا اجلس امام النوافيراتساءل هل قدر الطبيعة ان تعيش في اطار الكلمة فاالماء يتحدث وله صوت والرياح تئن وتبكي والنوافذ وكثير من الاشياء التي كنا نعتقد انها صامته هي في الواقع افصح من بني البشر حديثا . انني ارى ان الشاعر هو من يستنطق اللا ناطق ويفتح في صدره نوافذ لتعبر منها الريح الى مواطن لم تلوثها السنة البشر ولان صوت الريح اشبه ما يكون بصوت ناي تداعبه اصابع عازف فقير على شاطيء مهجور فقد البستني الكلمة جلباب حزن لا اظن انه سيبلى الى نهاية العمر!
التعليقات (0)