كان لابد لي من وقفة في حضور جلالة الملكة احلام المستغانمي في حفل تتويجها بالجزائر , تلك المرأة, المتمردة, الثائرة, المتفلسفة, البسيطة, المعقّدة, الحالمة, الداعيّة, التي لم تكبر فيها و لم تشيخ أحلام انوثتها, لم تستكن حيويتها في عالم الرجال, جذفت بقاربها في بحر الكلمات عكس اتجاه الأمواج و رسمت صورة لها بأشكال مختلفة تلبس الثوب الحرير و البدلة العسكرية و جلباب واجبات البيت و لباس السهرة, تتلمذت في السوربون لكنها تعلمت في مدارس الحياة ..
كتبت كأمراة بكل ما تملك من جرأة , تعدّت فيها ما كتب الرجال , لم تحمر و جنتيها خجلا , كما امتعضت صورة الرجال حين يهاجمون ضد كتاباتهم,, بل سارت في طريقها غير مبالية للهمس و النميمة, تركت خلفها كل ثيابها الجميلة و زينتها, و ارتدت حلّة الكلمة لتزهو في عقول الرجال قبل النساء,, ربما تنتفض عني الكلمات في حقها كوني رجلا كتبَ في حضرة مقام سمّوها لذا اخترت بعض المقتطفات من لقاءها في ايلاف ارجو ان تنال رضاكم و تُشبع فضولكم....
لم أكتبه لأترشّح به إلى جائزة أدبيّة بل لمتعتي الخاصة أوّلاً، ولأُرضي هذا الكمّ الهائل من النساء العربيّات اللائي دمرتهن الخيبات العاطفية. إن كان "القرّاء ولدوا أحرارًا و لا بدّ أن يبقوا كذلك..
تعلّمت من قرّائي بقدر ما تعلّموا منّي... الناس الأكثر حكمة أناس أمّيون لا يحملون شهادات و لا مؤهلات.. إنّهم خريجي الحياة،
"فلوبير" كان يعتبر الكتابة وجعًا جسديًّا و الفرزدق اعترف أنّ قول بيت شعر أصعب عليه من قلع ضرس.. أمّا اليوم فكتابة قصيدة أسهل من خلع قميص.
الحبّ غدا قضيّتي الأولى. و لطالما دافعت عن القضايا المفلسة
اقترفت جرائم حبر في حقّ نفسي. لأنّي تعرّيت نيابة عن قارئاتي. أعني عرّيت مشاعري كامرأة. أخطر من تعرّي المرأة في كتاب من ملابسها، تعرّيها على مستوى هواجسها.لهذا لمست مكمن الوجع الأنثوي.
وم قالت حواء لآدم ما أجمل هذه التفاحة". إنّ المسافة الفاصلة بيننا وبين شجرة التفاح هي مسافة الاشتهاء التي تصنع الأدب. أما أكل التفاحة فاغتيال للحلم.
ما حدث بيني و بين السيدة خالدة التومي لم يكن تلاسنا، فنحن لم نتشاجر شجار امرأتين. بل اختلفنا في وجهات نظرنا، و في خياراتنا حول السياسة الثقافيّة في الجزائر، اختلاف مثقفة مع وزيرة ثقافة. لكنّها قدّرت لي نبرة غضبي فكلانا نمتلك مزاجًا جزائريًّا متطرفًا...
أعلنت كلامي من منبر جزائري. فهدفي ما كان التشهير بوطني، و إنّما تصويب ما أراه معوجًّا فيه و هذا واجبي كمثقفة و لن أتنازل عنه.
النموذج المثالي للشخصية الجزائرية بكل مكوّناتها.فهي تغضب وتثور وتضحك وتبكي كما أنّها لا تنافق..
التعليقات (0)