في السابق عندما كان يريد الصديق أن يدعو على صديقه يقول له "جعلك تبني" ذلك لما عرف عن مشقة البناء وكثرة طلبات المقاولين، وتعكيرهم الماء الصافي لذلك الحالم ببيت المستقبل، وعدم استجابة صندوق التنمية العقاري، للطوابير المتقاطرة، لطلبات المواطنين المتراكمة. الذين بدأوا (المواطنين) يعدون النجوم بدل العشاق.
الآن استبدلت تلك الدعوة، بدعوة أخرى، دعوة جديدة متواكبة، وهي أحدث وأمر، ليس لأن الدعوة السابقة تم معالجتها، لا، بل لأنها اندثرت لعزوف الكثير عنها وبلعتها الأرض، ولعدم الاستطاعة تلبية احتياجاتها. الدعوة الجديدة بدت تتداول بين الناس بقولهم "جعلك تتاجر" وهي الدعوة السائدة حالياً بين الأصدقاء، لما يجابهونه لكثير من الحواجز المانعة للدخول في التجارة والكسب بعمل مستقل والإيفاء بمتطلبات الحياة.
"راجعنا بعد أسبوع" كانت على أقل تقدير تنجز عملاً في عصر سابق، أما في وقتنا الحالي ومع التقدم ووجود التكنولوجيا فقد تطول الإجراءات لإنهاء متطلبات عمل تجاري تصل إلى حتى أكثر من سنة، من روحات وجيات، وتصديقات ورسوم، ودفاع مدني ومواصلات، وجوازات وبلدية وتراخيص من هنا وهناك، حتى يسأم المدعي أنه تاجر من كثرة الطلبات وطول الإجراءات، ويصل به الأمر إلى التكاسل، وتتهبّط معنوياته التي كانت منتشية في سابق عهده بذلك الطموح.
بكل صراحة، ألا يستطيع التاجر الصغير، والتشديد على الصغير، الذي لم يجد عملاً بديلاً أن ينهي جميع إجراءاته بكبسة زر، وليس كبسة رز؟!
سعد الشمراني
التعليقات (0)