جسد مٌثير وعقول غبية
لا يختلف اثنان على أن جسد المرأة مٌثير وتكمن إثارتها في النعومة وطغيان الأنوثة , ذلك الشخصين لا يختلفان أيضاً حول شهوة الأٌنثى وشهوة الذكر فالشهوة فطرة وغريزة لها وعائها ولها طرقها السليمة الفطرية لكن قد يختلفان حول قضايا معينة وحول مواقف وأراء ومنبع ذلك الخلاف العقل وما يحتويه من رؤى وأفكار و توهمات لا أصل لها ؟
العقول الغبية لا ترى براءة الطفولة ولا ترى العقل المتزين بالعلم بل ترى الجسد المٌثير فقط , تلك العقول ليست محصورة في مجتمع معين بل كل المجتمعات تعاني من وجودها فالمرض أصاب كل المجتمعات وبلا استثناء .
عندما تٌمارس فتاة حريتها النابعة من براءة طفولية بحديقة العاب وعندما تخرج فتاة إلى العمل أو التسوق أو عندما ترتدي فتاة أو امرأة زي يناسبها ويناسب طريقة تفكيرها ويعكس قناعاتها فإن العقول الغبية تطاردها بالأقوال والسلوكيات الفعلية وهذا ما يحدث خاصةً في المجتمعات الشرقية التي تدعي الفضيلة صباح مساء , التحرش بالفتيات والإناث بصفة عامة جرائم تحدث في ظل غياب القانون الرادع وفي ظل بروز ثقافة المتعة والاستمتاع الجسدي بالأنثى وأنها خٌلقت من أجل الجنس فقط , المجتمعات العربية خصوصاً الخليجية منها تعيش في ظل تلك الثقافة المدعومة بآراء فقهية اجتهادية فالنصوص الفقهية الاجتهادية مقدسة عند تلك المجتمعات وكأنها كتاب منزل , كم من رأي فقهي حرم الأنثى من حقوقها الصغيرة قبل الكبيرة وكم من رأي مغلف باسم الدين حول الأنثى إلى أسيرة لذكر وكأنها ليست بإنسان , ليس الذكر كالأنثى هذه الآية قاعدة البعض دون أن يدركوا أن تلك الآية أتت على لسان أم مريم عندما وضعتها وأنها تقصد أن الذكر قادرٌ على خدمة الكنسية وأن في ذلك الزمن كانوا يحررون الغلمان فظنت قبل ولادتها أن الذي في بطنها غلام الخ " تفسير الطبري وغيره من كٌتب التفسير " ويتضح المقصود بتلك الآية التكاليف الشرعية والغير شرعية " بعض الأمور الدنيوية " التي تأخذ في الحسبان تكوين الرجل الجسدي , لكن البعض جعلها مٌطلقة في كل شيء حتى أصبحت الأنثى محاطة بأسوار شاهقة من المحرمات ومحاطة أيضاً بعقول غبية لا ترى الإ فخذيها وردفيها ونهديها فقط ؟.
للشذوذ أنواع متعددة ومن اشد أنواعه رؤية الأنثى على أنها جسد فقط وليس إنسان هذه النظرة الشاذة تجعل من الأنثى شخصية أسيرة للعادات والتقاليد والاجتهادات الفقهية الغير مقدسة في الأصل فتٌحرم من أشياء وتٌرمى بالتهم وتٌصبح لقمة سائغة لشواذ يمشون في الطرقات دون رادع .
المرأة إنسان لها حقوق وعليها واجبات وجسدها ليس مسوغاً يمنعها من ممارسة حريتها أو نيل حقوقها فالمعضلة فكرية اجتماعية مخلوطة بآراء فقهية وعادات وتقاليد لا أصل لها وهذه هي الحقيقة ولن تنال المرأة حقوقها طالما بقيت العقول محاطة بآراء وعادات وتقاليد لا قدسية لها ؟
التعليقات (0)