مواضيع اليوم

جسد الخجل

سعيف علي

2009-05-30 12:53:06

0

كيف يمكن بعد هذه العقود التي مرة من عمري أن أبدا الحكاية بالإيجاب . ان أقول نعم قبل يخطفني السلب ويرتوي في لساني شجر الحنظل وزقوم اللات . أفكر ان في الأمر معجزة كلما عرضت أمري على سريرتي . هل يمكن ان تحصل الثورة و يصبح الانقلاب بعثا لسير جديد .يطغى على أمري السؤال و تفتتني المقارنة . أريد أن ازن عمري و قدرتي وأغلق صمتي و افتح ضجيجي .

أحس كلما جلست إلى جمع يضحك أن ضحكي صناعة و أن انفعالي كذب . اعتقد أن مزاجي في بعض الحين طبع ليس من سبيل لرده .يحضرني الجبر والاختيار في سؤالي لكني ازداد.عرقا وتزداد الغيمة أمام عيني تلبدا . أحاول أن أرد عجزي عن الإفصاح إلى شيء في جسمي لكني لا اطمئن في النهاية .

أول ما يختلط الكلام مع رفاقي و يربكني الحديث أبدا في البحث عن المبرر و افتح مغارتي الهروب .اشعر بالاتهام في نظرة عابرة أو بسمة لا يفتح أمامي كل خطوطها فارتد إلى طبعي غير قادر  على مواجهة.

تبدو لي الشجاعة أمرا ليس في قدرتي .يكاد الوهن أن يأكلني ،ولا يدعني لانطلق أو حرية او تلقائية . يقوم الآخرون في نفسي كوابيس تقضني اذا خطا احدهم نحوي وكنت مقصدا . يبداني الحيرة في مايجب أن يقال وما لا يجب ان يقال .يضغط خجلي حتى أحس أن دمي يصعد إلى أول راسي و يدع كل جسمي مواتا . استبطن القانون و أخاف أن أصيب أحدا بصفاقة لا يعالجها النسيان

اضحك من أمري كلما حاولت ان ارسم خطة للطريقة التي اقطع فيها زمني لأفكر . يبدو همسي إخطبوطا بألف ساق ، أعجب من نفسي كيف أفكر في ذات الوقت في الحديث مع زميل في معنى و كيف أفكر في ذات الوقت في معرفة ما وراء كلامه و في ما يكون من مخرج إذا انزلق إلى السفه .

قد تكون وسيلتي الوحيدة التي أرى نفسي قوي الشكيمة هي الاعتذار ، استطيع به التخلص ان كل دعوة ليست لي رغبة في إيجابها .  او ليس لي فيها غير هواجس الجلوس لوحدي طيلة السهرة او ان اتسلل الى سيارتي لأجلس فيها ثم اعود بين الفينة و الاخرى ،ليست الحيلة تنقصني و لكن بعض ما يمكن ان يخرج بي من نفسي الى نفس اخرى

اللعنة هي طريقي المتفجر في الصمت و السكن و الانسحاب الى العمر الذي يطبقني لفيفة في جراب ساعاته .

تونس المدينة25/05/09

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !