مواضيع اليوم

جسد "كاترين .م" في كتاب منشور بالعربية

علي مغازي

2009-12-20 20:31:58

0

 

 

جسد "كاترين .م" في كتاب منشور بالعربية


أحبّ جدّاً أن أمصّ قضيب الرجل. بدأ هذا الأمر يستهويني في الوقت نفسه تقريباً الذي رحت أتدرّب فيه على توجيه حشفة القضيب المكشوفة نحو الفتحة الأخرى، نحو ذاك الجوف الغامض. في بادىء الأمر، خلت، أنا الساذجة، أنّ مصّ العضو الذكوريّ ضربٌ من الأعمال الجنسية المشينة؛ لا بل ما زلت أذكر كيف رحت أشرح هذا الأمر لإحدى صديقاتي، بنبرةٍ ملؤها الارتياب...

كاترين مييه/ فرنسا (ترجمة نور الأسعد)

بيروت - أصدرت الناقدة الفنية الفرنسية كاترين مييه في العام 2001 سيرتها الجنسية الذاتية "لا في سيكسوييل دو كاترين ام" في فرنسا وفي العام 2009 تصدر من بيروت ترجمتها العربية لدى "دار الجمانة للنشر والترجمة"، وبين المحطتين فاصل زمني امتد ثمانية اعوام، وعقود من التباين في مقاربة الجسد بين مكانين يحمل كل منهما مفاهيمه.

ترجم كتاب مييه إلى ثلاث وثلاثين لغة أما نسخته العربية التي وقعتها مييه السبت في مكتبة "فيرجين" في وسط بيروت فباكورة دار النشر اللبنانية. تبرر مييه عبر الهاتف سبب اختيارها دار نشر ناشئة لإصدار كتابها بالقول أنها لم تخترها وإنما جرى العكس. لتردف أنها تجد رائعا أن ينقل كتابها إلى لسان عربي علما أنها تعرفت إلى الناشرة جمانة حداد عندما جاءتها إلى فرنسا لتجري معها حوارا نشر في مجلة "جسد" البيروتية التي ترئس حداد تحريرها.

دفع صدور "حياة كاترين م الجنسية" في مطلع الألفية الثانية بالفيلسوف ميشال اونفري إلى السؤال عما تحاول مييه التكفير عنه من خلال معاملة جسدها على هذا النحو في خضم نقاش واسع أيقظه المؤلف في فرنسا بين مؤيد ومعارض.

غير أن مييه لا تظن أن النسخة العربية ستخلف جدالا مماثلا. في رأيها "تم تناول الكتاب بشكل واسع ومن دون قيود في الصحافة الفرنسية وهذا يفسر على نحو طبيعي الجدال الذي رافقه. لا أظن الأمر عينه سيحدث ها هنا، غير إني اخشي الرقابة". نقل مؤلف مييه إلى العربية من دون اجتزاء، وتشير الكاتبة الفرنسية إلى أن مترجمته نور الأسعد حدثتها عن صعوبة إيجاد متوازيات عربية غير صادمة جدا، للمصطلحات الجنسية المضمون الواردة في الكتاب.

أنجزت فرنسا ثورتها على الأعراف في أعقاب ثورة 1968 الطالبية غير أن الواقع الاجتماعي المتبدل لم يثنِ كتابا من هذا الطراز عن أحداث زوبعة في بيئته. نسأل مييه إذا كانت تظن مؤلفها حيث تتحدث بصيغة المتكلم سيثير اهتمام القارئ العربي، اخذين في الحسبان اختلاف السياق الاجتماعي بين العالم العربي وفرنسا لترد "في حال تسألينني إذا كان سيفهمه أظن انه قد يتعثر أمام وصف آماكن اللقاءات في العاصمة الفرنسية فضلا عن بعض التفاصيل المادية في خصوص اللذة واللالذة".

قبل شهور صدر لمييه "يوم المعاناة" (دار فلاماريون) وعلى سؤال هل تعد مؤلفها الأحدث حيث تسائل حياتها العاطفية من نافذة الغيرة، محاولة لإعادة النظر بمضمون "حياة كاترين م الجنسية"، تضحك لتجيب "لطالما وجهت إلي أسئلة في خصوص شعوري بالغيرة، والحال أنني لم انف ذلك، لأننا نقع أحيانا فريسة التناقض، التناقض مع أنفسنا ومع الحياة التي اخترناها، وأظنني كنت صادقة في الإقرار أني اشعر بالغيرة على الرغم من انتقائي حياة تحررية إلى أقصى حد".

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

Catherine M

بيار أبي صعب
كاترين ميّيه ناقدة فنيّة ترتعد سوق الفن في باريس لذكر اسمها، بحكم موقعها على رأس مجلّة Art Press المرجعيّة منذ أكثر من 3 عقود. في أوّل خمسينياتها، بعد دراسات رصينة عن دالي وإيف كلاين وآخرين، خطر لها أن تبوح بحياتها الجنسيّة «غير التقليديّة»: حياة أساسها العلاقات المفتوحة والجنس الجماعي، تتجاوز سرير الزوجيّة وعناق المحبّين والتيه الرومنسي، إلى متاهات وطقوس موثقة فوتوغرافيّاً بعدسة زوجها الكاتب جاك أنريك. في «حياة كاترين م. الجنسيّة» (سوي) الذي كان فضيحة الموسم في باريس 2001، تكشف الكاتبة بأسلوب دقيق ومحايد وبارد، تفاصيل مغامراتها وتجاربها وأحاسيسها، وتطرح تأملاتها «الفلسفيّة» مستمتعةً بنقل الحميم إلى الفضاء العام. الكتاب قَسَمَ الرأي العام في بلد الماركي دو ساد، بين معجب بشجاعة ميّيه وجرأتها الصادمة، ومستهجن لتلك الاستعراضيّة السهلة التي تسعى إلى تحقيق صفقة تجاريّة.
بعد ملايين النسخ المباعة في 33 لغة، يصلنا الكتاب معرّباً (نور الأسعد)، برعاية الشاعرة جمانة حداد التي تطلقه مساء غد، بحضور المؤلفة، في «فيرجين ميغاستور» (وسط بيروت)، محتفلةً بمرور عام على مجلتها «جسد»... على أن يباع مغلفاً بالسيلوفان «للراشدين فقط». فعل تجاوز؟ أم مزيد من اللعب على الكبت والانحطاط اللذين يلفان الراهن العربي، من قبل مجلّة تبيع حريّة الجسد على الورق المصقول، من دون أي انخراط فكري أو سلوكي في المواجهة، ولا أي اشتباك جدّي مع البنى الأيديولوجيّة التي تكبّل الجسد؟ أم عبث نرجسي يعزّز الاستلاب في بلد لا يعترف بحق الإجهاض، ولا يسمح بالزواج المدني، ولا يجيز لمواطنة متزوّجة من أجنبي أن تمنح جنسيّتها لأولادها؟

 

 

 كاترين مييه/ فرنسا (ترجمة نور الأسعد)

كاترين مييه كاتبة وناقدة فنية فرنسية من مواليد 1948. أسست عام 1972 إحدى أهم المجلات الفنية في القرن العشرين في فرنسا (ART PRESS)، وهي ترأس تحريرها الى اليوم. لها مؤلفات عدة في النقد الفني المعاصر. نشرت كتابها «حياة كاترين م. الجنسية.» عام 2001 (منشورات «سوي»)، فأحدث صدمة في الوسط الثقافي الفرنسي، وترجم الى 33 لغة، وبيعت منه أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، جاعلاً من كاتبته نجمة أدبية عالمية بلا منازع. وهي المرة الأولى يُنشر فيها الكتاب باللغة العربية بترجمة نور الأسعد.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات