مواضيع اليوم

جزر القمر التاريخ والتطلعات المستقبلية

عبدالكريم صالح

2011-07-05 20:48:25

0

جزر القمر دولة عربية تقع شرقي إفريقيا، وتتكون من أربع جزر هي: جزيرة القمر الكبرى، وجزيرة أنجوانAnjouan ، وموهيليMoheli، ومايوت Mayotte. وتبلغ مساحتها 1862 كيلو متر مربع لذلك فهي تعتبر ثالث اصغر دولة افريقية من حيث المساحة،ويقدر عدد سكانها 798000 نسمة وبذلك فهي تعد سادس اصغر دولة افريقية من حيث عدد السكان،اغلب سكانها مسلمون مع وجود قلة مسيحية مؤلفة من رجال الإرساليات النصرانية وجماعة من مدغشقر. وعاصمتها مورونيMoroni ،حصلت جزر القمر على استقلالها في 6 يوليو 1975م. وكان العرب أول من أطلق تسمية جزر القمر على هذه الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا فأسموها جزر القمر. وأرجع آخرون سبب التسمية لأن شكلها العام يشبه الهلال، وجزرها الأربع الكبرى موزعة في مواقع محددة تشبه أربعة من أوجه القمر الرئيسية.

جزر القمر"The Comoros " عضو في العديد من المنظمات الدولية والاقليمية فهي عضو في الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقيAfrican Union و"جامعة الدول العربية"Arab League و"منظمة المؤتمر الإسلامي Organization of The Islamic Conference"و"المنظمة الدولية للفرانكوفونية "The Francophonie .

ان افتتاح قناة السويس بمصر في العام 1869م جعل الدول الأوربية تتطلع الى السيطرة على شرقي أفريقيا وكانت فرنسا تبدي اهتماماَ كبيرا بالساحل الأفريقي المطل على خليج عدن وذلك بعد احتلال بريطانيا لعدن في العام 1839م وقد عقدت معاهدات مع شيوخ القبائل في جيبوتي التي كانت تسمى "الدناقل" والصومال الفرنسي ثم سيطرت فرنسا على منطقة الصومال ثم استولت على مدغشقر وجزر القمر.
ساعد الخلاف القائم في جزر القمر بين الأخوة في الجزر على إتاحة الفرصة لفرنسا لكي تسيطر عليها، فقد ثار على عبدالله الكبير أخوه محمد، إلا أنه انتصر عليه، ولكن الحروب هدت قواه فطلب الحماية من فرنسا عام 1887م. غير أن السكان قاموا بثورات ضد الفرنسيين ومات عبدالله مسموماً ، وتولى مكانه أخوه عثمان بن سالم، ولكن أهالي مدينة موتسامودو بايعوا ابن أخيه سالم بن عبدالله بن سالم، وجرى القتال بين الطرفين، فانتصر عثمان، والتجأ سالم إلى الفرنسيين وطلب المساعدة منهم، واعترف بحمايتهم، وبقي عثمان يقاومهم. أخيراً اضطر للاستسلام فنفي إلى الخارج.

خضعت جزر القمر للحماية الفرنسية عندما وقَّع السيد عمر سليمان أنجوان معاهدة مع الفرنسيين واعترف بحمايتهم عام 1892م، ولم يعش السيد عمر بعدها طويلاً إذ مات في السنة نفسها، وخلفه ابنه محمد بن عمر على جزيرة أنجوان وملحقاتها، وخلفه ابنه الآخر وهو علي على جزيرة القمر الكبرى.

اتبعت فرنسا سياسة استعمارية استغلالية، إذ عملت على جعل السياسة الاقتصادية والثقافية في يدها، وعملت على إبقاء المسلمين في حالة من الجهل والفقر والمرض، كما اتبعت سياسة القمع والإرهاب، وحرمت الطلاب الوطنيين من دخول المدارس الحكومية أو المستشفيات التي يشرف عليها المبشرون المسيح إلا الذين اعتنقوا المسيحية. فكانت سياسة فرنسا تقضي باستيعاب المثقفين وتغريبهم وتوجيههم إلى فلك الثقافة الفرنسية. واتبعت كذلك سياسة التمييز بين الفرنسيين والوطنيين تمييزاً يعتمد على العون والتعالي والرتب العسكرية وكل جوانب الحياة.

وكانت جزيرة القمر مقسمة إلى اثنتي عشرة مقاطعة، لكل منها سلطان، وأكبرهم يعرف باسم سلطان تيبه ويخضع جميعهم له، وكان صاحب هذا المنصب السلطان أحمد، وهو اخ السيد عمر أحد وجهاء جزيرة أنجوان. فلما مات السلطان أحمد خلفه ابن أخيه علي بن عمر حسب وصية عمه أحمد، ولكن السلاطين الآخرين رفضوا تعيينه والخضوع له، وثاروا ضده بتحريك من السلطان موسى فومو الذي أراد أن يحل محله، ووقعت الحرب بين الطرفين، وخرج علي منتصرًا في الحرب بمساعدة جزيرة موهيلي له، وكذلك جزيرة أنجوان وبعض المقاطعات الأخرى في جزيرة القمر الكبرى نفسها، كما أن إنجلترا قد عرضت حمايته ولكنه رفض، وطلب من قائد قوات جزيرة مايوت المساعدة والحماية، وعندما عرضت إنجلترا مساعدتها لخصمه السلطان موسى فومو وافق. وأصبح الخصمان المتنازعان في الجزيرة في حماية الدولتين الاستعماريتين المتنافستين إنجلترا وفرنسا.

اقترحت فرنسا مساعدة السلطان علي، وعقدت معه معاهدة حماية عام1886م، غير أن الشعب قد ثار في جزر القمر، واعتبروا السلطان عليا خائنًا لخضوعه لفرنسا، ولكن الثورة قمعت بشدة من قبل السلطات الفرنسية عام 1889م، وأقر السلطان علي سلطاناً على جزيرة القمر الكبرى في الوقت الذي كان أبوه قد وقَّع معاهدة حماية مع فرنسا أيضاً، وأقرها ابنه محمد الذي خلفه على جزيرة أنجوان. ولكن فرنسا اتهمت السلطان عليًّا بمحاولة قتل المقيم الفرنسي هامبلوت، فقبضت عليه ونفته إلى خارج البلاد، وأصبح المقيم الفرنسي هو الحاكم الفعلي في البلاد.

وفي عام 1913م، صدر قرار بوضع جزر القمر تحت السيطرة الفرنسية التامة، وأصبحت تلك الجزر مستعمرة فرنسية، وحتى ذلك الوقت لم تكن مستعمرة سوى جزيرة مايوت ثم ألحقت هذه الجزر بجزيرة مدغشقر عام 1915م، وبقيت تتبعها مدة عامين، ثم عادت مستعمرة منفصلة، واستمر ذلك حتى بعد الحرب العالمية الثانية، إذ أصبحت تحكم الجزر جمعية منتخبة مؤلفة من ثلاثين عضواً.
في عام 1957م، تكوّن مجلس حكومي من ستة وزراء، ويرأس هذا المجلس أحدهم وهو السيد محمد الشيخ، ويتمثل المجلس في الجمعية الوطنية في باريس، وكان المجلس النيابي القمري يتألف من ثمانية وثلاثين عضواً، ويترأس الحكومة السيد أحمد عبدالله، وهو رئيس حزب الاستقلال ووحدة جزر القمر، وذلك بعد انتخابات 1961م، وأصبح لفرنسا مندوب سام، وبدأت المطالبة بالاستقلال منذ عام 1972م بشكل واسع، سواء من قبل الحكومة أو من قبل المعارضة التي يمثلها الحزب الاشتراكي وحزب الحركة القومية لتحرير جزر القمر.

وفي عام 1974م، جرى الاستفتاء على الاستقلال، ودَلَّت النتائج على أن 95% قد أيدوا الاستقلال التام عن فرنسا، غير أن جزيرة مايوت كانت النتيجة فيها مختلفة إذ أن 64% أيدوا البقاء مع فرنسا نتيجة وجود الأجانب فيها.

وفي عام 1975م، أعلن المجلس النيابي القمري استقلال جزر القمر عن فرنسا، غير أن ممثلي جزيرة مايوت لم يحضروا، وأعلن المندوب الفرنسي حالة الطوارئ. واختير أحمد عبدالله رئيساً للدولة الجديدة. وقد عينت فرنسا مندوبها السامي سفيرًا لها في البلاد، واعترفت بهذا الاستقلال عدة دول، كما قبلت فرنسا الاستقلال باستثناء جزيرة مايوت.


باستقلال الجزر ظهرت إلى حيز الوجود دولة باسم جمهورية جزر القمر الإسلامية الاتحادية برئاسة أحمد عبدالله وعاصمتها موروني، وقد انضمت إلى الأمم المتحدة فور استقلالها عام 1975م.
غير أن الأوضاع السياسية في البلاد قد تعرضت لاضطرابات، فحدث انقلاب من حزب المعارضة (الجبهة الوطنية المتحدة) الذي يتزعمه علي صويلح، واختير سيد محمد غفار رئيساً للدولة، وجرت معارضة له فتولى رئاسة الدولة علي صويلح زعيم حزب المعارضة عام 1976م. فمنذ نهاية سبعينيات القرن الماضي أقام المرتزق الفرنسي" جليبير بورغوGlauber Borgo " المدعو "بوب دونارBob Denard " الذي أطلق عليه عالميا لقب "أقذر كلب حرب في العالم"، بينما أطلق هو على نفسه لقب "مرتزق الجمهورية الفرنسية" بجزر القمر،فهذا المرتزق بوب دونار، الذي كان من سلاح المشاة في البحرية خلال حرب الهند الصينية، عمل في المغرب من العام 1952م الى العام 1957 م في الشرطة الشريفية، ثم عمل لحساب الأجهزة الخاصة الفرنسية في الجزائر، ثم ورد اسمه في اليمن والكونغو ونيجيريا "بيافرا" وفي انغولا وفي بنين ثم ابتداء من العام 1975م في جزر القمر حيث شهد العز والانهزام قبل أن يختفي عن الساحة في أيار/مايو عام 1999 م بعد ان حكم ببراءته في فرنسا في دعوى اغتيال الرئيس السابق لجزر القمر أحمد عبدالله، قام بتنظيم الحرس الرئاسي المكون من ستمائة جندي قمري يقوم بتدريبهم بعض الأوروبيين وعلى رأسهم دينار، وفي تلك الفترة قوى علاقاته بحلفائه السابقين في جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة التي كانت تعترف بنظام الرئيس أحمد عبد الله، وأصبح بعد ذلك القائد العام للقوات المسلحة القمرية، وقائد الحرس الجمهوري لمدة تزيد على عشر سنوات من 1978م الى 1989م، وبعد إزاحته عن قيادة الجيش، ظل قائداً للحرس حتى يوم اغتيال الرئيس عبد الله في ليلة 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1989م، في ظروف ظلت غامضة للجميع إلا له بالطبع. وخلال هذه العشرية التي قضاها في مواقع المسؤولية العسكرية أشهر إسلامه، فأصبح اسمه سعيد مصطفى محجوب، حتى يستطيع الاندماج في محيطه، والزواج من امرأة قمرية.
منذ استقلال جزر القمر، توالت فيها محاولات انقلابية وحركات تمرد، فقد تم تسجيل عشرين محاولة خلال السنوات الثلاثين التي تلت استقلالها. كما تم غزوها مرارا على نحو مثير من قبل مرتزقة قادهم والذي يحفل تاريخه بتدبير وقيادة الانقلابات في جزر القمر فقد طلبت فرنسا يوم 5 أيلول/ سبتمبر 1977 م من بوب دونار رسميا التدخل بمرتزقته في جمهورية القمر، فأطاح برئيسها أحمد عبد الله الذي أعلن الاستقلال عن فرنسا من جانب واحد وأقام مكانه الرئيس علي صويلحي، وعاد بوب دونار سنة 1978 م إلى جزر القمر ليطيح بالرئيس علي صويلحي ويساهم في مصرعه، ويعيد الرئيس القمري السابق علي عبد الله إلى منصبه.

وحدث انقلاب آخر عام 1978م أطاح بحكومة الرئيس علي صويلح، وتولى زمام الأمر سعيد أتوماني، ثم تولى رئاسة دولة جزر القمر أحمد عبدالله عبدالرحمن، الذي انتخب رئيسًا للبلاد عام 1984م، واغتيل في نوفمبر 1989م. وبحلول شهر مارس 1990م تم انتخاب رئيس آخر لجزر القمر وهو سعيد محمد جوهر.
وبعد ذلك تم ترحيل بوب دونار إلى جنوب أفريقيا من طرف حكومة الرئيس القمري حينها سعيد محمد جوهر.

في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر1989 م أطاح بوب دونار وبعض المرتزقة بالرئيس القمري محمد سعيد جوهر ليحل محله الرئيس محمد تقي عبد الكريم. ثم ارتحل دينار وهو ومرتزقته إلى فرنسا.

وقد منع الرئيس القمري محمد تقي عبد الكريم بوب دونار من العودة إلى جزر القمر، غير أن وفاة الرئيس تقي المفاجئة يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 1998 م جعلت أصابع الاتهام تمتد نحو بوب دونار.

صدر قرار فرنسي اتخذ في العام 1997م اقر بموجبه الاحتفاظ نهائياَ بجزيرة مايوت وهي طبعاَ أغنى جزر دولة جزر القمر الاتحادية بحجة ان أهلها الذين يبلغ عددهم مائة وعشرة آلاف نسمة يريدون البقاء جزءاَ من الجمهورية الفرنسية سرعانما انكشف السر الحقيقي وراء هذا الاحتفاظ عندما أعلنت شركات البترول عن وجود ثروة نفطية في هذه الجزيرة.

في لقاء خاص بث من قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 16 آذار/مارس2007م ذكر رئيس جمهورية جزر القمر آنذاك عبدالله سامبي ان فرنسا تنفق على جزيرة مايوت التي تحتفظ بها نحو خمسمائة مليون دولار سنوياَ من اجل الهاء وترغيب سكانها للبقاء مع الجانب الفرنسي والملاحظ ان عدد المستوطنين الفرنسيين في تزايد مستمر على هذه الجزيرة بينما لاتتجاوز ميزانية كامل دولة جزر القمر وبسكانها السبعمائة ألف نسمة مبلغ ستين مليون دولار يذهب منه جزء كبير لسداد الديون الخارجية المتراكمة مع فوائدها المركبة.

لم يكن هذا كله كافياَ فاقتطاع جزيرة مايوت العربية وضمها الى فرنسا ليس بالكافي فقد عمدت الى تحريض ضابط هو العقيد محمد بكر على التمرد في جزيرة انغوان ثاني اكبر جزيرة من جزر القمر والتي يبلغ عدد سكانها ثلاثمائة ألف نسمة ولم يلبث العقيد محمد بكر ان أعلن انفصال جزيرة انغوان ونصب نفسه حاكماَ لتلك الجزيرة في عام 2002م فقد جرت مساع افريقية من اجل معالجة الموقف والتوصل الى تسوية يبقى بموجبها محمد بكر حاكماَ لتلك الجزيرة على ان تبقى جزء من جزر القمر الاتحادية وبعد عشر سنوات شجعت فرنسا العقيد محمد بكر مرة ثانية على التمرد واعلان الانفصال في منتصف عام 2007م وحجته هي رفض نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها الرئيس احمد عبدالله سامبي فيها والتي حصل على 58.7%من الأصوات في مواجهة منافسه عبدالرحمن هاليدي الذي حصل على 29% من الأصوات ،لقد تعرض سامبي لهجوم شديد عندما فاز في الانتخابات البرلمانية عام 1996م وطبعاَ بتحريض من فرنسا حيث كان الاتهام الموجه اليه هو التطرف الديني كونه خريج الجامعة الإسلامية في السعودية وأكمل دراساته العليا في كلية الشريعة بجامعة طهران-ايران عاد بعدها الى جزر القمر وعمل في التدريس وقد انشأ مدارس لتعليم القرآن الكريم وقناة تلفزيونية اسمها"اوليزي"والتي تعني التعليم والعديد من المشاريع الأخرى وهذه الحملة التي شنت ضده زادت من شعبيته فنجح في الانتخابات رئيساَ بعد عشر سنوات ،رفض العقيد محمد بكر فوز الرئيس سامبي وأعلن انه نجح في انتخابات انغوان حاكماَ في منتصف عام 2006م لكن الحكومة المركزية الاتحادية رفضت إعلان العقيد محمد بكر نفسه حاكماَ حيث قاطع المرشحون الآخرون في انغوان جولة الانتخابات الأولى معتبرين أنها باطلة وكان هذا ايضاَ موقف الحكومة الاتحادية والمحكمة الدستورية والاتحاد الأفريقي فقد قررت المحكمة الدستورية تعيين خالدي قمبي حمادي رئيساَ بالوكالة الى حين أجراء جولة انتخابات ثانية لكن العقيد محمد بكر رفض القرار وأكد انفصال جزيرة انغوان ومنعت وحدات عسكرية خاضعة له بالقوة هبوط طائرة تقل الرئيس الاتحادي أحمد عبد الله سامبي في مطار الجزيرة. أدى تصاعد التوتر إلى هجرة متزايدة لأبناء تلك الجزيرة الفقيرة إلى جمهورية مدغشقر القريبة، بينما هاجر عشرات الآلاف منهم بعيدا إلى فرنسا وبلدان أوربية أخرى. وهنا حاول الاتحاد الإفريقي مجددا معالجة الوضع الناجم عن التمرد الانفصالي الذي رفضه الاتحاد انسجاما مع سياسة افريقية جماعية ثابتة بهذا الصدد، تدين وترفض أي تمرد أو انفصال في الدول الأفريقية. وعملت جنوب أفريقيا وتنزانيا القريبتين بشكل خاص على احتواء النزاع ومعالجة الوضع.‏

قرر الاتحاد الأفريقي يوم 20شباط/فبراير2008م فرض عقوبات ضد الجزيرة المتمردة" انغوان" التي أكد مجددا رفض انفصالها، وتمثلت العقوبات في حظر سفر 145 من المسؤولين والموظفين في الجزيرة لمدة شهرين، بمن فيهم العقيد محمد بكر، إضافة لعقوبات أخرى سبق أن فرضها الاتحاد الأفريقي في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2007م، أبرزها تجميد الأرصدة المصرفية لهؤلاء الأفراد. لكن حكومة جزر القمر الاتحادية رفضت مسألة العقوبات الأفريقية التي تم فرضها سابقا دون أن تؤدي إلى نتيجة، وأعلن عبد الرحيم سعيد بكار، الناطق الرسمي باسم حكومة جزر القمر، أن استعادة النظام الدستوري سوف تتم فور استكمال الاستعدادات العسكرية لاستعادة جزيرة انغوان بالقوة وأن طائرتي هيلوكبتر أوكرانيتين سوف توفرا الدعم الجوي للقوة التي تتجه بحرا إلى تلك الجزيرة المتمردة، وأن هذا الدعم الجوي سيوفر فرص النجاح التي لم تتوفر لمحاولات سابقة قامت بها قوات الحكومة في العامين 1999م و2007م لإعادة السيطرة على جزيرة انغوان .

ويذكر الدكتور خير الدين عبدالرحمن حادثة عن جزر القمر وحالها وهي شهادة من ضابط في حرس الرئاسة الفلسطيني رواها له عن بؤس أوضاع جزر القمر :" فقد ذكر ذلك الضابط وهو عائد سنة 1988م من موروني عاصمة جزر القمر ،بعدما وضع ترتيبات زيارة رسمية قام بها المرحوم ياسر عرفات بعد أيام قليلة، التي كانت أول زيارة لرئيس عربي إلى تلك الدولة العربية، أنه عندما ذكر مسألة إطلاق الإحدى وعشرين طلقة التي جرى العرف على أن تكون ضمن مراسم استقبال وتوديع الرؤساء في زيارات الدولة التي يقومون بها، فوجئ بكبار المسؤولين العسكريين في جزر القمر يبلغونه أنه لا علم لهم بهذا التقليد، وليست لديهم مدفعية ولا قذائف لهذا الغرض أو لسواه، فكل ما لديهم من ذخائر هي بضع مئات من طلقات بنادق موزعة على العدد القليل من رجال القوات الأمنية. وتدخل رئيس جزر القمر آنذاك آمرا باستعمال طلقات البنادق تلك، حيث لا وقت لاستيراد قذائف صوتية للاستقبال، وهنا تم جمع ما في موروني من طلقات رصاص وجرى تفريغ البارود من أغلفتها النحاسية، وملء علب صغيرة بذاك البارود، واستخدام حبال عادية لتلعب دور فتيل الإشعال ،هذا ما كان من أمر أول مرة تطلق فيها إحدى وعشرين طلقة ترحيب بزيارة رسمية لجزر القمر" صحيح ان الوضع قد تغير الآن عما هو عليه في عام 1988م لكن أيضا ان 38% من سكان جزر القمر يعيشون عند خط الفقر .

تشتهر جزر القمر بالزهور المختلفة التي تصدر معظمها إلى فرنسا لتستخلص منها أثمن أنواع العطور وبعض المستحضرات الطبية، وأشهرها زهور "اللايلنج ylang-ylang" التي تملأ الجزر وتمثل نسبة كبيرة من دخلها الوطني حيث تدخل في صناعة العطور وهي تمثل نفس ، كذلك توجد بها أفضل البيئات البحرية في العالم التي تحوي على أسماك التونة بكميات ضخمة تزيد على ربع مليون طن سنويًا لا تستهلك منها الجزر إلا الشيء القليل جداَ وتعتمد على صيد الأسماك، وهي من المنتجين و المصدرين الرئيسين للفانيلا والقرنفل وكذلك جوز الهند والبن والكاكاو والموز والأناناس بالإضافة الى الماشية.
ان لدى جزر القمر من المقومات العديدة التي تساعد اقتصادها بالنمو والتوسع فهناك الأمطار الغزيرة التي تهطل على هذه الجزيرة سبعة أشهر متواصلة في السنة والتي تسعى جزر القمر الى أقامة مشاريع أنتاج الطاقة الكهربائية من خلال الأمطار التي تشكل انهار سريعة الجريان يمكن الاستفادة منها في أنتاج الطاقة الكهربائية .

اقيمت العديد من المؤتمرات العربية من اجل دعم التنمية في جزر القمر مثل المؤتمر العربي لدعم الاستثمار والتنمية في جمهورية جزر القمر وكذلك مؤتمر دعم التنمية في جزر القمر والعديد من المؤتمرات كما تمت المساهمة في العديد من المشاريع التنموية في جزر القمر من قبل العديد من الدول العربية مثل سورية حيث المشاريع الصحية واللوجستية وبعض المشاريع الصناعية وكذلك بعض المساهمات من دول الخليج .
ان جزر القمر تعتبر بيئة خصبة للاستثمار واقامة مشاريع كبيرة فقد ارتبطت مؤخراَ بالعديد من الاتفاقيات مع الشركات العالمية لأقامه مشاريع تنموية وتطوير البنى التحتية والمشاريع المشتركة لذلك نعتقد لابد من ان يكون الدور العربي في هذا البلد العربي دوراَ فعالاَ لمساعدته والمساهمة بشكل اكبر في البناء والتطوير .

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !