علي جبار عطية
الأربعاء 19-02-2014
طباعة المقال Print
يقول لك الصديق: يا اخي انك مازلت تعيش المدة المظلمة من تاريخ العراق وهي مدة حكم الدكتاتور وهاهي عشر سنوات من (الفوضى الخلاقة) قد مرت ومازلت تعيش في الماضي فمتى تغادر زمنا قد ولى؟
واقول : انا لا اشك في اخلاص الشخص الناصح لكن التاريخ اصبح جزءا من الذاكرة فماذا تفعل ازاء مقطع مهم في ذاكرتك وكيف تنساه او تتناساه وقد تجاوزت الاحداث الاطار السريالي ... خذ مثلا هذه الحكاية ... قروي في سوق الشيوخ كان يتحدث مع صديقه في مكان عام برغبته في السفر... اكرر رغبته في السفر ولم يفصح عن الجهة التي يرغب السفر اليها وسمعه احد رجال الامن فاعتقله بتهمة محاولة السفر الى ايران وحوكم وسجن سنتين!
خذ الثانية: سائق سيارة افتتح صباحه بتلاوة من القرآن الكريم وحين انتهت التلاوة قال المذيع هنا (اذاعة دولة الكويت) فقام احد الركاب وتبين ان رتبته مقدم في الامن فاحتج على السائق قائلا: كيف تستمع الى اذاعة (معادية)! ثم امسك بالسائق وكاد ان يبطش به لولا الحاحه في التوسل وتقبيل الايدي بل الارجل ولم يتركه الا ان وضع في جيبه مبلغا من المال وهي حصيلة وارده اليومي مع لزوم البيت ثلاثة ايام خوفا وتقية! وهاك هذه الحكاية الثالثة:
اعتدت ان امر على شخص من ذوي الاعاقة الدائمة يفترش الرصيف ويبيع الكتب الدينية فكنت اجد بعض ما اطلبه عنده وفي احد الايام افتقدته فسألت عنه جاره فقال انه قد اعتقل في مديرية الامن وبعد مدة علمت بانه حكم عليه بالسجن سبع سنوات لحيازته كتابا عنوانه (الاربعون حديثا)!
لن اعلق على منتقدي( الفوضى الخلاقة) بشيء لكني اذكر مقولة للرسام العالمي بيكاسو يقول فيها :
(عندما يعوزني اللون الاحمر استعمل اللون الازرق)!!
التعليقات (0)