لقد ظهرت كلمات عامية جديدة فى اللغة لتناسب الوضع الذى يعيشه الناس الآن ، فيقول الكاتب الصحفى عمر طاهر فى معنى كلمة الطرمخة: هي أن تداري علي جريمة ما أو خطأ بمنتهي البجاحة ، والطرمخة هي أقصي درجات الاستهبال والتنكر،ويقال أحيانا هو الصاحب ليه إيه عند صاحبه؟ (كدبة وشهادة زور وطرمخة).وفى لغة أهل حلب السورية (( أن كلمة مطرمخ تعنى شعور الشخص بتعب يثقل رأسه بسبب المرض ويكون على الأغلب الرشح ، أوعدم الارتياح بالنوم، ويقال : والله اليوم إستيقظت من النوم مطرمخ طرمخة، أي استيقظت اليوم وانا أشعر بألم وثقل في رأسي )) .
لقد وقعت حادثتان متشابهتان فى كل من لبنان و مصر على إثنين متهمين من المصريين حيث تم إتهام شاب مصرى كان يعيش فى لبنان منذ مدة بسيطة بإرتكاب جريمتين شنيعتين الأولى جريمة إغتصاب والثانية جريمة قتل بشعة راح ضحيتها أربعة أفراد (جد وجدة وحفيديهما ) وتم منذ أسابيع قليلة تبرئة ساحة هذا المتهم من الجريمة الأولى وهى الإغتصاب وتم أخذ هذا المتهم عنوة من رجال الشرطة بلبنان وتم سحلة بطريقة شنيعة وتعليفه على أحد الأعمدة وتم توجيه إتهام لبعض اللبنايين بإرتكاب تلك الجريمة ثم ما لبث أن سمعنا أنه قد تم الإفراج عنهم وها نحن لا نعلم أى شىء عن مجريات تلك الفعلة ، وقد قامت الدنيا فى مصر وأيضاً فى لبنان وأفرد الإعلام فى الدولتين وبخاصة فى مصر برامجه وصحفه جميعها لكى يتحدث عن تلك الجريمة ، وتأثرت العلاقات بين البلدين وإن كان تأثراً مكتوماً ونجحا معاً فى فى عدم الإنجرار وراء الإعلام بوصفها جريمة وإن كانت شنيعة ، وحدثت جريمة مشابهه لتلك الجريمة وبنفس النتيجة وهى قتل شاب متهم بسرقة حقيبة من سيدة فى أحد شوارع حى العجوزة بالقاهرة وإستطاع بعض الأفراد أن يمسكوا به وظلوا يضربونه ضرباً مبرحاً حتى لفظ أنفاسه الأخيرة من شدة الضرب ، وقد ظهرت بعض الأقاويل ـ وأنا لا أسبعدها ـ من أن هذا المتهم من قام بقتله هم بعض أفراد الشرطة السريين كما نشرت بعض الصحف ذلك وكتب كُتاب محترمون يؤكدون ذلك ، وأياً ما كان مرتكب تلك الجريمة فهى توضح لنا أن الأفراد فقدوا ثقتهم بالقانون وأصبحوا يأخذون بثأرهم بأيديهم دونمكا تحقيق وتحقق من أن المتهم هو مرتكب الجريمة ، وحتى لو إرتكب المتهم تلك الجريمة فليس لأحد أن يحاكمه بدلاً من رجال القضاء ، فالضحيتان قُُتلا وهما زالا متهمان والمتهم برىء حتى تثبت إدانته ، الأول قامت الدنيا ولم تقعد وتحدث الإعلام وأعطى الجريمة الأولى حقها وتناسى الإعلام الجريمة الثانية ، نتيجة الجريمتان هى الفتل للضحيتين ، فقد ظهرت براءة المتهم الأول من إحدى الجريمتين وأعتقد أنه من الصعب براءته من إرتكاب الجريمة الثانية لأن ذلك سيؤدى لتداعيات خطيرة وسَيُقلِّب "المواجع" وكما يقول المثل " الباب اللى يجيلك منه الريح سده وإستريح " وكذلك جريمة قتل لص الحقائب قد تم حفظ التحقيق فيها وأُريقت دماء هذا الإنسان تحت وطئة التعذيب وسيظل قتلته ينعمون بالحرية دونما أى مساءلة تذكر وكأن شيئاً لم يكن والسبب الوحيد لذلك هو ما ذكرته من إقتباسات فى أول المشاركة .
التعليقات (0)