منذ اللحظات الأولى لأعلان خبر سرقة مصرف الزوية وتنفيذ الأعدام بمنتسبي حمايته بدم بارد كان هناك توقعات بأن المسألة اكبر من مجرد جريمة سطو عادية..فالمكان الذي نفذت فيه الجريمة ووقت التنفيذ اضافة الى ضخامة المبلغ وقبل كل شئ بشاعة الجريمة بل المجزرة التي ارتكبت بحق الحراس..
وهنا لا بد من تحية القوات الأمنية التي تمكنت رغم قلة الأمكانات وحساسية الجريمة ونفوذ مرتكبيها تمكنت من اداء الواجب على اتم وجه وهو امر يجب ان يكون مبعث اعتزاز بها لا أمرا يدعو لاتهامها بالتهم الباطلة واستخدام الاسلوب الصدامي للتسقيط مع تبديل المسميات..
"ان الذي كشف العملية هو منظمة بدر وابلغت الدكتور عادل عبد المهدي مباشرة بالامر والذي ذهب مباشرة وابلغ السيد رئيس الوزراء وكان السيد رئيس الوزراء انذاك نائم وهو يقول حينما قيل له ان الدكتور عادل عبد المهدي ينتظر فوجيء والجميع يعرف ان الدكتور عادل عبد المهدي صاحب التزامات في البروتوكول بمعنى انه لا يذهب الى مكان الا ويبلغ ويرتب كل الامور بعد ذلك يذهب . نفسه السيد المالكي يقول خرجت خائف ان ياتيني بخبر يتعلق بالسيد عبد العزيز الحكيم والا الدكتور عادل لا ياتي بهذه الطريقة .
لكن السيد المالكي قال امس ان اللواء الرئاسي اعاد الأموال ولم يسلم المجرمين مما دعى بالداخلية الى تنفيذ القاء القبض عليهم بنفسها حيث فر بعضهم (الرؤوس الكبيرة طبعا) تصريحا المالكي والصغير تضعنا امام اشكالات اخرى..ولنبدء بكلام الصغير المنشور على وكالة براثا التابعة له على الرابط
http://www.burathanews.com/news_article_72051.html
فقد قال ليث شبر مدير مكتب الدكتور عبد المهدي
«الأموال المسروقة من مصرف الزوية وجدت في منزل النقيب جعفر لازم، في حي الزوية بالكرادة، وليس في مبنى جريدة «العدالة»(لاحظ التناقض مع كلام الشيخ الصغير)، وأوضح قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، «إن النقيب جعفر من العناصر المشبوهة، وقد تلقى مكتبنا معلومات عن وجود قناني أكسجين وأجهزة تساعد في فتح الخزائن مما دفع بنائب رئيس الجمهورية إلى إصدار أمر بتفتيش منزله، وبالفعل تم ضبط أجهزة فتح الخزينة والأموال تحت سريره في غرفته»..
اولا:ما صلاحية نائب الرئيس لأصدار اوامر تفتيش؟؟هل هو جهة قضائية ام ماذا؟؟وأذا كان النقيب مشبوها فلم لم يفصل من العمل؟؟اما وضع المواد تحت السرير فهو يكشف عن مخيلة ضيقة وكأن اللص احدى العجائز فوضع ادواته تحت السرير..ولا ادري هل وجدوا المال في صرة ربما!!!
بعد ذلك واصل قادة المجلس الأعلى محاولة التغطية وهم يورطون انفسهم من حيث لم يحتسبوا..فقد كرم السيد وزير المالية"القيادي في المجلس" خمسة من منتسبي حماية احد المصارف الذين تصدوا لمحاولة سرقة للمصرف من قبل قوة بملابس عسكرية..ليتضح بعد ذلك ان المسألة برمتها كانت مشادة مفتعلة بين الحراس وبعض رجال الشرطة الذين وجدوا باب المصرف مفتوحا وليس من حماية عليه فدخلوا لتقصي الأمر..الخدعة واضحة هنا محاولة للأساءة للقوات الأمنية وتبرئة العصابة من جرائم سابقة نفذت بنفس الطريقة..لكن الداخلية لم تدع لهم مجالا فاصدرت بيانا استغربت فيه ادعاءات وزارة المالية واوضحت ملابسات الحادث.
ان تصريحات القياديين في المجلس الأعلى ورطتهم من حيث لم يحتسبوا وهو تورط غايته سياسية بحتة لا مالية..اذ نعرف جميعا ضخامة امكانات التنظيم المالية وحجم المعونات التي يتلقاها فهو ليس بحاجة الى 5 مليارات دينار (حوالي اربع ملايين دولار اميركي) لكن الهدف هو احراج الحكومة العراقية قبيل الأنتخابات ليس الا..
ما نأمله حقا ان يتم تقديم الجناة الى العدالة وانزال اقصى العقوبات بحقهم وكشف التفاصيل الكاملة للتحقيقات..
امر اخر عندما وصف اوباما الشرطة الامريكية بالغبية ثارت اميركا كلها ضده حتى اعتذر لأانه اساء لرمز وطني بالنسبة للامريكان..لماذا لا يرد الأعتبار الى الأجهزة الأمنية العراقية التي وان رافق عملها كبوات عدة لكننا لاننسى مواقفها المشرفة وتضحياتها الكبيرة ايضا..الأمر الاخير لماذا لا تزود المصارف العراقية بأنظمة حماية ومراقبة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث..وعذرا للأطالة..
التعليقات (0)