بغداد/بلادي اليوم
في الرابع عشر من آذار اتصلت امرأة بالشرطة، كانت تعيش في منزل في بغداد وتحدثت بصوت مرتعد.
رجل شرطة :
هاتفتني امرأة كانت تقول بأنهم سمعوا صراخ فتاة وكان عالياً، وكأن أحداً يحاول الاعتداء عليها أو ما شابه، كانت تصرخ بصوت لم يسمعوا بمثل حدته من قبل.
وفيما كانت الشرطة تهرع إلى المبنى سمعوا اتصالاً ثانياً ترافق هذه المرة مع أنين ضحية على وشك الموت.
وعندما وصلت الشرطة كانت الضحية التي اتصلت وسُمع أنينها منذ لحظات قد فارقت الحياة.
رجل شرطة :
دخلنا المطبخ أولاً حيث وجدنا جثة كانت ممددة على ظهرها وجهاز الهاتف على الأرض بقربها، كانت تسبح في بركة من الدماء، آنذاك لم نعرف عدد الجروح التي أصيبت بها ولا ماهيتها.
وبدأ المحققون يجمعون الأدلة محاولين تصور من ارتكب هذه الجريمة النكراء.
محقق :
ثم دخلنا غرفة النوم متتبعين آثار الأقدام، كان فراشها ملطخاً بالدماء أيضاً، كان واضحاً أن الهجوم الأول بدأ في غرفة نومها وبتدقيق النظر وجدنا سكين صيد قرب سريرها، كان ملوثاً بالدماء حتى منتصف النصل، وكانت هناك بصمات أصابع موجودة على مقبض الباب.
وفيما كانت الشرطة تتحرى وتدقق حصل شيء غير متوقع استرعىانتباههم.
محقق :
كنت في غرفة النوم عندما سمعت تعليقاً من أحد رجال الشرطة يقول إنه لاحظ إن البناية تتعرض لحريق، وأول شيء خطر في باله هو ماذا لدينا الآن، أيعقل أن يحرق أحد المبنى.
وخلال دقائق كان اللهب يأكل المبنى.
محقق :
وعندما خرجنا للشرفة رأينا النار تأتي من الشقق التي تقع تحتنا،وعندما وصلنا إلى الأرض كان المبنى كله قد اشتعل .
وإلى أن تمت السيطرة على الحريق كان المبنى قد دُمر والدلائل التي جُمعت قد أكلتها النيران، دُمرت البصمات الموجودة على السكين في غرفة النوم، وكل ماتبقى هو جسد بليندا المتفحم، الذي غطته أجزاء من السقف المنهار.
وبدت يداها تحاولان الوصول إلى الهاتف لتقوم بالاتصال، وفيما بعد أُخذت بقايا جثة بليندا إلى الطبيب الشرعي، الدكتور "جوزيف بورتون"
.الشرطة :
وضعنا الجثة في كيس وحوالي العاشرة والنصف من صباح الرابع عشر من اذار ، عرف انها تعرضت لطعنة في الظهر تحت كتفها الأيمن بسكين طولها ست بوصات ولا يتعدى عرضها البوصة، وقد اخترقت السكين الظهر وخرجت من صدرها قرب الضلع الثاني وكسرته من الأمام.
وأن أظافر يديها اليمنى أقصر من اليسرى ما يدل على أنها تستعمل اليد اليمنى أكثر، هذا التفصيل الصغير سيكون له بالغ الأثر في مجريات التحقيق فيما بعد، لكن سؤالاً ظل من دون جواب، من قتل الأم البالغة الثلاثين من العمر التي لديها ولدان؟
بعد ظهر ذلك اليوم استطاعت الجهات التحقيقية تعيين المكان الذي سبب الحريق وكان في شقة في الطابق الأول، بالقرب من دائرة حريق كبيرة في الفراش وجدوا قارورة للمواد القابلة للاشتعال ملقاة على الأرض، ما يدل على أن هذه المادة أدت إلىاشتعال الحريق منذ البداية.
اعتقلت الشرطة الشاب ج . ف الذي كان يستأجر الشقة، وهو تقني في مستشفى في السادسة والعشرين من العمر، وأُحضر إلى مكتب الشرطة واتهم بإشعال المبنى، ومن سير التحقيقات تبين ان المتهم كان منتميا الى مايعرف بدولة العراق الاسلامية وقام بقتل الام بسبب انها من طائفة قررت المجموعة الارهابية تصفيتها.
التعليقات (0)