مواضيع اليوم

جريمة السعي لحرق القرآن

مهندس سامي عسكر

2010-09-11 19:54:56

0

إستنكار حرق نسخ من القرآن مطلوب والإدانة واجبة لكن السؤال: هل يكفي ذلك ويمنع المتطرفين من تنفيذ الجريمة؟ بالطبع لا يكفي. فكل متطرف يستطيع حرق نسخ من القرآن سرا وعلانية, ولن يردعه كل المسلمين, وسيوافق علي فعلته ويحميه كل مسؤول غربي يحارب الإسلام دون مواربة, وكل ساحات القتال في العالم الإسلامي تشهد بذلك. إن الحرب علي الإسلام والمسلمين دائرة دون توقف, وتشمل مجالات لا تحصر, وتتعدد أشكالها وأساليبها فكريا وثقافيا وعسكريا وإعلاميا وغير ذلك. وهنا أتقدم باقتراح لهؤلاء المتطرفين المعادين للإسلام والمنكرين لكتاب الله, وبالعقل أقول لهم: إن القرآن قد ترجمت معانيه إلي كل اللغات الأكثر انتشارا في العالم, فاقرأوا القرآن قبل أن تحرقوه, وإذا لم يعجبكم فافعلوا ما شئتم, فلن يضر القرآن ما تفعلون, والله وكيلنا وحافظه. وأقول لمن يقفون متفرجين من أهل الغرب: كونوا حكما بيننا وبين المتطرفين منكم, واسألوا ماذا دفع هؤلاء المتطرفين لإعلان الحرب علي كتاب لم يقرأوه؟ أليس من المنطق والعقل أن تتعرفوا علي ما في هذا الكتاب لتكون فعلتكم مبررة علي الأقل في أعينكم؟ إن قراءة القرآن تتم في يوم واحد, فتعرفوا علي ما فيه من دعوة لسمو الأخلاق, وقوانين للمعاملات وسماحة في الاعتقاد, وتقنينات للحقوق والواجبات, وقصص قصيرة وطويلة للاعتبار, وحكمة في تدبر التاريخ, وتجرد في القضاء, وعدل بين الناس ولو خالفت عقائدهم عقيدة الإسلام, وحماية لأهل الكتاب وحتى الكفار إذا كانوا في بلاد الإسلام وإجارتهم حتى يسمعوا كلام الله ثم إبلاغهم مأمنهم وتوصيلهم إلي أقوامهم في سلام وأمان, وحسن تعامل مع أتباع الأديان, ومجادلتهم بالتي هي أحسن, وحث علي عدم الاعتداء, وقصر الرد علي المعتدين, ودعوة إلي التعاون والتعارف بين الشعوب, والتواصل مع غير المسلمين إذا لم يعتدوا, بل دعا المسلمين أن يبروهم ويقسطوا إليهم. إن الإنسان عدو ما يجهله, وربما تكون اللحظة الراهنة فرصة لاجتذاب الكثيرين من غير المسلمين إلي الدخول في الإسلام, إذا خالطت معاني القرآن قلوبهم, والله قادر علي تقليب القلوب, وقادر علي أن يجعل فيهم من هم أرسخ منا إيمانا بالإسلام والقرآن, وحينها يكونون إخوتنا في الدين. وأقول للمسلمين إن السيرة النبوية إذا ترجمت ورأى الناس كيف انتشر الإسلام واستقر في قلوبهم فدخلوا في دين الله أفواجا ستهدأ نفسه ويؤمن أن الله أعلم حيث يجعل رسالته ويعلم كيف ينشر دينه ويهدي إليه من شاء ويدخل فيه أشد الناس عداوة وأرسخهم كفرا. إن ما علينا قبل الإدانة عمل متواصل مدروس ننقل به رسالة الإسلام إلي أقوام لم تصلهم الدعوة من خلال الكلمة المترجمة الهادفة الواعية وبعد ذلك لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا ولنتأسى بقول الله لرسوله صلي الله عليه وسلم ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) (لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين) (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله) ولنا بقوله ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !