مواضيع اليوم

جريمة الإفطار جهرا في رمضان (5)

حسن محمد لمعنقش

2010-09-29 10:11:09

0

الإفطار في رمضان قديما
_______

I- حركات واتجاهات:(تابع)

ب- التصوف: (تابع)
ومن الصوفية مجموعة سموا ب "الملامتية" وهم "طائفة من الصوفية تفعل اللوم وتخالف الشرع، فينكرعليهم الخلق، بعضهم يعطب المنكرعليهم ! وبعضهم قصدهم إنكار الخلق هضما للنفس وخوفا من الشهرة كالشيخ ابراهيم الخواص، فإنه يسرق ثياب الناس وهم في الحمام ويقول حتى يطلع عليه الناس فيضربونه ويأخذونه " (1).
وقد روى أبوعبدالرحمن السلمي عن أبي حفص عمر بن سَلَمة النيسابوري (تـ270هـ) في بيان سبب نسبتهم إلى الملامة أنه قال: «أهل الملامة قومٌ قاموا مع الله ـ تعالى ـ على حفظ أوقاتهم، ومراعاة أسرارهم، ولاموا أنفسهم على جميع ما أظهروا مِن أنواع القُرَب من الصلاة وغيرها، وكتموا عنهم محاسنَهم عن الخلق، وأظهروا لهم قبائح ما هم فيه؛ فلامهم الخلْقُ على ظواهرهم، ولاموا أنفسهم على ما يعرفون مِن بواطنهم؛ فأكرمهم الله بكشف الأسرار والاطلاع على أنواع الغيوب، وتصحيح الفِراسة في الخلق، وإظهار الكرامات عليهم؛ فأخفوا ما كان من الله ـ تعالى ـ إليهم بإظهار ما كان منهم في بدء الأمر من ملامة النفس ومخالفتها؛ ليتنافر الخلق عنهم ويسلم لهم حالهم مع الله ـ تعالى». وعن الشيخ حمدون القصار أنه قال عن طريق الملامة: «ترك التزين للخلق بكل حال، وترك طلب رضاهم في نوع من الأخلاق والأفعال، وألا يأخذك فيما عليك لله لومة لائم بحال» (2)
وبمعنى آخر هم مجموعة من الصوفية قصدهم إذلال النفس والخوف من الشهرة، فلذلك يظهرون ارتكاب المعاصي حتى ينكر عليهم الناس، وبدعوى أن تلك المعاصي لاتؤثر عليهم !!
ولعل أول من نسبت إليه فكرة "الملامة" حمدون القصار (3)، حتى أن الهجويري – أحد الصوفية – سمى "الملامتية " بالفرقة "القصارية" (4). وأول من أفردهم بالكتابة أبوعبدالرحمن السلمي في كتابه "أصول الملامتية" .
وقد مر مثال لما قد يقوم به "الملامتي" دفعا للشهرة بالصلاح، وهو مثال إبراهيم الخواص "سارق الملابس من الحمام"، غير أن هناك أمثلة أخرى تظهر المدى الخطير الذي قد يصل إليه اعتقاد "الملامتي"، من الجمع بين المحرمات والتهتك الصارخ ، بادعاءات مختلفة . فمن ذلك ماذكره ابن ضيف الله في طبقاته عن الشيخ محمد الهميم، وهو أحد أجداد محمود محمد طه، حينما أورد ترجمة القاضي محمد دشين، إذ قال بأن القاضي : ":سمي قاضي العدالة لأنه فسخ نكاح الشيخ محمد الهميم ، وذلك أنه في حال الجذب الإلهي زاد في نكاحه من النساء على المقدار الشرعي، وهو الأربعة ، وجمع بين الأختين، تزوج بنات أبو ندودة الاثنتين في رفاعة ، وجمع بين بنات الشيخ بان النقا الضرير : كلثوم وخادم الله .
فأنكر عليه القاضي دشين حين قدم الشيخ الهميم وحضر صلاة الجمعة بأربجي ، فلما أراد الخروج من الجامع قبض دشين لجام الفرس وقال له : خمست وسدست وسبعت في الناس، ما كفاك حتى جمعت بين الأختين !! فقال له : ما تريد بذلك ؟ قال : أريد أن أفسخ نكاحك ، لأنك خالفت كتاب الله وسنة رسوله صلى
الله عليه وسلم فقال له : الرسول أذن لي !! الشيخ إدريس يعلم ، وكان الشيخ إدريس حاضراً، فقال الشيخ إدريس لدشين : أترك أمره وخله ما بينه وبين ربه . فقال دشين : ما بهمل أمره ، وقد فسخت نكاحه . فقال الشيخ الهميم لدشين : فسخ الله جلدك .
فيقال أنه مرض مرضاً شديداً حتى تفسخ جلده (5)، وما رجع من أمره للشيخ الهميم، وما زاده ذلك إلا يقيناً، فمن أجل هذا سمي قاضي العدالة "(6).
ويورد الشعراني هو الآخر في طبقاته مثالا غريبا يقول فيه : "... ومنهم الشيخ علي أبوخوذة... وكان من أرباب الأحوال ومن الملامتية، وكان يتعاطى أسباب الإنكار عليه أصلا...وكانت خوذة سيدي علي من الحديد، وكان زنتها قنطارا وثلثا !! لم يزل حاملها ليلا ونهارا !!... ومارآه أحد يصلي مع الناس إلا وحده، وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة أو أمرد راوده عن نفسه وحسس على مقعدته !! سواء كان ابن
أمير أو ابن وزير، ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولايلتفت إلى الناس... " (7).
وقد يلجأ الملامتي إلى الإفطار في نهار رمضان كي لايعظمه الناس !! ومن ذلك " أن أحد الملامتية من الأولياء دخل بلدا، فأخذ الناس في تعظيمه، فسال الله أن يصرفهم عنه، وكان ذلك في رمضان بالنهار، وهو صائم . ولما دعا الله، فأ ُلهِم أن بجيبه بَلحَة، فتناولها، فانصرف الناس عنه قائلين :إن الشيخ قد أفطر . فشكر الله على أن أخْلَوْا مابينه وبين ربه !! (8).
ويبرر الدباغ مثل هذه المعصية بأن الواقع في الحرام صورة الصوفي لاعينه !! فيقول : "...وإذا أراد الله شقاوة قوم وعدم انتفاعهم بالولي ، سخرهم الحق فيما هم فيه من قبح ومخالفة، فيظنون أنه – أي الولي عند الصوفية – على شاكلتهم، وليس كذلك، حتى أنه يُتصَوّر في طور الولاية أن يقعد الولي مع قوم يشربون الخمر، وهو يشرب معهم، فيظنون أنه شارب الخمر، وإنما تصورت روحه في صورة من الصور، وأظهرت ما أظهرت، وفي الحقيقة لاشيء، وإنما هو ظل ذاته تحرك فيما تحركوا فيه، مثل الصورة التي تظهر في المرآة ..."(9).
ويزيد الأمر توضيحا فيقول : "إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصي وهو ليس بعاص، وإنما روحه حجبت ذاته، فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية، لأنها إذا أكلت حراما مثلان فإنها بمجرد جعلها في فيها فإنها ترميه إلى حيث شاءت، وسبب هذه المعصية الظاهرة شقاوة الحاضرين والعياذ بالله " (10).
وللإمام ابن الجوزي رحمه الله كلام قيم في نقد أصحاب هذا المسلك، فيقول رحمه الله : " ...وفي الصوفية قوم يسمون الملانفية (كذا) اقتحموا الذنوب وقالوا مقصودنا أن نسقط من أعين الناس فنسلم من الجاه ، وهؤلاء قد أسقطوا جاههم عند الله تعالى لمخالفتهم الشرع . قال: وفي القوم طائفة يظهرون من أنفسهم أقبح ما هم فيه ويكتمون أحسن ما هم عليه، وفعلهم هذا من أقبح الأشياء ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى شيئا من هذه القاذورات فليستتر بستر الله "(11)، وقال عليه الصلاة
والسلام في حق ماعز:"هلا سترته بثوبك يا هذا ؟"(12) . واجتاز على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه وهو يتكلم مع أم المؤمنين السيدة صفية رضي الله عنها، فقال عليه الصلاة والسلام له: "إنها صفية "(13). وقد علم الناس التجافي عن ما يوجب سوء الظن فإن المؤمنين شهداء الله في
الأرض. وقد مرّ معنا آنفاً أنّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما كان قد خرج إلى الجمعة ففاتته ، فرأى الناس وهم راجعون، فاستتر لئلا يسوء ظن الناس به .
وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لرجل أخبره أنه لمس امرأة وقبّلها : تب إلى الله ولا تحدث أحدا بذلك .
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني أتيت من أجنبية ما دون الزنا يا رسول الله . فقال عليه الصلاة والسلام له: " ألم تصل معنا؟" قال: بلى يا رسول الله . قال: "ألم تعلم أن الصلاتين تكفر ما بينهما؟"(14) .
وقال رجل لبعض الصحابة: إني فعلت كذا وكذا من الذنوب . فقال: لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك .
فهؤلاء قد خالفوا الشريعة وأرادوا قطع ما جُبلت عليه النفوس ..."(15).
وبعض الصوفية يصومون، لكن على غير السنة . فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصيام . في الحديث عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا : إنك تواصل ، قال : "إني لست مثلكم، إني أ ُطعَم وأ ُسقَى " (16) . غير أن هناك من الصوفية من كان ، حسب البعض، يواصل لأيام طويلة !! فقد "كان أبوعبيد التستري إذا كان أول يوم من شهر رمضان يدخل البيت ، ويقول لامرأته : طيني باب البيت وألق إلي كل ليلة من الكوة رغيفا . فإذا كان
يوم العيد دخلت فوجدت ثلاثين رغيفا في الزاوية، ولاأكل ولأاشرب ، ولايتهيأ لصلاة، ويبقى على طهر
واحد إلى آخر الشهر !!" (17) .
الخلاصة التي نستخلصها من هذا العرض حول سلوك بعض الصوفية – فيما يتعلق بالصيام – أن منهم من يفطر عمدا في رمضان : إما اعتقادا أنه بلغ درجة اليقين أو الكشف، فسقط عنه الصيام بسقوط التكاليف في اعتقاده !! وإما أنه من الملامتية ... وإما أنه يصوم على غير السنة .
وسنتابع في الحلقة القادمة بحول الله تعالى .

الهوامش:
1- محمد النور بن ضيف الله،الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان، ص 149.
2- أبو عبد الرحمن السلمي: أصول الملامتية وغلطات الصوفية ـ ص 143. والسلمي هو أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين بن موسى بن خالد بن سالم بن زاوية بن سعيد بن قبيصة بن سراق ، الأزدي(330 ه – شعبان 412 ه).
قال عنه الإمام الذهبي: " شيخ الصوفية وصاحب تاريخهم وطبقاتهم وتفسيره، تُكلُّم فيه ، وليس بعمدة، قال الخطيب: قال لي محمد بن يوسف القطان: كان يضع الأحاديث للصوفية " .
وكذلك اعتمد المناوي رميه بالوضع ، عند تخريج أحاديثه ، كما في كتاب "فيض القدير" شرح الجامع الصغير. انظر منه (1/560 و 6/22).
له مصنفات منها: حقائق التفسير ، وطبقات الصوفية وغيرها.
وقد ذكر العلماء أن في تصانيفه أحاديث وحكايات موضوعة ، وفي حقائق تفسيره ماعده بعض الأئمة من زندقة الباطنية .
( ينظر: سير أعلام النبلاء: 17ـ 247، وميزان الاعتدال: 6ـ118).
وقال الإمام الواحدي: ((صنف أبو عبد الرحمن السلمي ، حقائق التفسير، ـ وهو تفسير على الطريقة الصوفية بما يعرف بالتفسير الإشاري ـ فإن كان يعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر)). (فتاوى ابن الصلاح: ص 29).
3- أبوصالح حمدون بن أحمد بن عمارة القصار من نيسابور ومات فيها سنة 271 ه، قال عنه الذهبي في "سير أعلام النبلاء"، ص 13/51، " شيخ الصوفية ... قدوة الملامتية، وهو تخريب الظاهر وعمارة الباطن، مع التزام الشريعة، وكان سفيانيا "، أي على مذهب سفيان الثوري في الفقه.
4- في كتابه " كشف المحجوب ". والهجويري هو علي بن عثمان الجلابي، ت 485 ه .
5- مر معنا قول الشعراني عن أحد الصوفية أن كل من أنكر عليه "يعطبه في الحال "!!ونجد نفس الشيء هنا ، مع زيادة فيها الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإذن للهميم بالزيادة على الأربع والجمع بين من لايحل الجمع بينهما !!
6- طبقات ابن ضيف الله، ص 212.
7- طبقات الشعراني، 2/135.
8- معالم الطريق إلى الله، محمود أبوالفيض المنوفي، ص 348/349.
9- الإبريز لعبدالعزيز الدباغ، ص 231.
10- نفسه، ص 232.
11- الحديث هو : عن زيد بن أسلم أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا له رسول الله صلى الله عليه بسوط ، فأتي بسوط مكسور، فقال : "فوق هذا ". فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته، فقال : "دون هذا ". فأتي بسوط قد ركب به ولان، فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلد، ثم قال"أيها الناس، قد آن لكم أن تنتهوا عن حدود الله، من أصاب من هذه القاذورات شيئًا، فليستتر بستر الله، فإنه من يبدي لنا لنا صفحته نقم عليه كتاب الله" رواه مالك في الموطأ، كتاب الحدود، باب ماجاء فيمن اعترف على نفسه بالزنا .
12- الحديث هو : عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏نعيم بن هزال ‏أن ‏ ‏هزالا ‏ ‏كان استأجر ‏ ‏ماعز بن مالك، ‏ ‏وكانت له ‏ ‏جارية ‏ ‏يقال لها ‏ ‏فاطمة ‏ ‏قد أملكت، وكانت ‏ ‏ترعى غنما لهم، وإن ‏ ‏ماعزا ‏ ‏وقع عليها، فأخبر ‏ ‏هزالا ‏ ‏فخدعه فقال: انطلق إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبره، عسى أن ينزل فيك قرآن. ‏ ‏فأمر به النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فرجم، فلما ‏ ‏عضته ‏ ‏مس الحجارة انطلق ‏ ‏يسعى، فاستقبله رجل ‏ ‏بلحي ‏ ‏جزور ‏ ‏أو ساق بعير ‏ ‏فضربه به ‏ ‏فصرعه، ‏ ‏فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: " ‏ ‏ويلك يا ‏ ‏هزال، ‏ ‏لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك" أخرجه أحمد في المسند، مسند الانصار .
13- الحديث هو: عن صفية أمّ المؤمنين قالت : "كان النبي صلى الله عليه و سلم معتكفِا ، فأتيت أزُورُه ليلا، فحدّثته، ثم قمت لأنقلب، فقام معي ليقلّبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمرّ رجلان من
الأنصار، فلّمَا رأيا النبي صلى الله عليه و سلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه و سلم:"على رَسْلِكُمَا إنها صفية بنت حيي ". فقالا: سبحان الله، يا رسول الله . قال : "إنّ الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذِفَ في قلوبكما شراً أو قال :"شيئا" رواه مسلم في السلام، باب بيان أنه يستحب لمن رؤي خاليا بامرأة...حديث 2175
14- الحديث هو: ما أخرجه البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه رجل فقال : يارسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي، قال : ولم يسأله عنه، قال : وحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قام إليه الرجل فقال : يارسول الله إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله . قال : "أليس قد صليت معنا ؟ " قال : نعم . قال : "فإن الله قد غفر لك ذنبك "، أو قال : "حدك " أخرجه في الحدود، باب إذا أقر بالحد ولم يبين، هل للإمام أن يستر عليه ؟ حديث 6823.
15- تلبيس إبليس لابن الجوزي رحمه الله، ص 320/321.
16- أخرجه البخاري في الصوم، باب الوصال، حديث 1962.
17- تلبيس إبليس ، ص 257 . ونفس الحكاية ذكرها صاحب الرسالة القشيرية ، ص 164. ×
غير أن ابن الجوزي رحمه الله يكذب هذه الحكاية السخيفة، فيقول : "هذه الحكاية عندي بعيدة عن الصحة من وجهين، أحدها : بقاء الآدمي شهرا لايحدث بنوم ولابول ولاغائط ولاريح، والثاني : ترك المسلم صلاة الجمعة والجماعة، وهي واجبة لايحل تركها..." (نفس الصفحة). وهناك وجه ثالث هو أن زوجة الصوفي المذكور حينما دخلت عليه يوم العيد " وجدت ثلاثين رغيفا في الزاوية" لم تفسد ولم يلحقها أي تغيير مدة شهر لبعضها !! بالإضافة إلى ما في الحكاية من وصال منهي عنه .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !