مواضيع اليوم

جريمة اغتصاب صابرين التي زلزلت العراق

روح البدر

2009-05-23 07:23:17

0

 
وكالات 0 أحمد عطا
 
 
 
 
صابرين الجنابي
بغداد -فيما لم تمر 24 ساعة على الكشف عن حادثة اغتصاب سيدة عراقية سنية على أيدي قوات حفظ النظام العراقي، كشف نائب بالبرلمان العراقي الثلاثاء عن تعرض سيدة أخرى للاغتصاب على أيدي القوات المكلفة بتنفيذ الخطة الجديدة للأمن، فيما يزيد من الموقف المحرج لحكومة نوري المالكي التي بادرت لنفي الواقعة الأولى، وتكريم الضباط الذين اتهموا باغتصابها، بحسب مراقبين.
 
وتوالي فضائح الاغتصاب يزيد من تعقيد موقف المالكي لا سيما مع تهديد الجيش الإسلامي برد مزلزل على واقعة اغتصاب السيدة السنية، وتصاعد ردود الفعل من قبل السنة العراقيين.
وكشف مساء الثلاثاء النائب عن الحزب الإسلامي عز الدين الدولة عن واقعة اغتصاب أخرى قائلا: "إن 5 جنود نظاميين دخلوا منزل سيدة عراقية سنية من مدينة تلعفر شمال بغداد واستجوبوها لـ5 ساعات، ثم تناوبوا اغتصابها وتصويرها"، فيما لم يصدر عن الحكومة العراقية أي تعليق حتى مساء الثلاثاء.

من جانبه، كشف النائب محمد الديني عن وجود 68 حالة اغتصاب ارتكبتها القوات العراقية بحق فتيات من طائفة السنة خلال عام ، 2006 وتتستر عليها حكومة المالكي.

واعتاد المواطنون العراقيون السنة بإبلاغ الحزب الإسلامي بالانتهاكات التي يتعرضون لها للدفاع عنهم.

وكانت صابرين الجناب قد قالت الإثنين في مقابلة مع قناة الجزيرة التليفزيونية: إن جنودا وضباطا في الحرس دخلوا في وقت مبكر من نهار الأحد منزلها، واتهموها بتقديم الطعام للمسلحين السنة، واقتادوها إلى إحدى الثكنات العسكرية حيث اعتدوا عليها هناك، غير أن بيانا لمكتب المالكي نفى تلك المزاعم، وقال: إن الفتاة مطلوبة للقضاء العراقي، وصدرت بحقها ثلاث مذكرات اعتقال.

وأمر المالكي بتكريم هؤلاء الضباط الذين وصفهم بـ"الشرفاء"، مؤكدًا أن الهدف من "الضجة المفتعلة التي قامت بها بعض الجهات المعروفة" هو التشويش على خطة فرض القانون والإساءة إلى القوات المسلحة.

ومن جانبه أوضح عمر الجيبوري مستشار نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي لحقوق الإنسان أنه تولى التحقيق في ملف جريمة الاغتصاب، مستنكرا في الوقت ذاته البيان الذي أصدره مكتب المالكي معتبرا أنه "خاطأ ويأتى في محاولة لتضليل وسائل الإعلام".

وقال: "نحن الجهة الوحيدة التي قامت بإجراء الفحوص الطبية لصابرين، ولم تقم الحكومة بأي تحقيق" وأكد الجبوري أن الفحوص الطبية التي أجريت لصابرين أثبتت تعرضها للاغتصاب، وقال: "بعدما تم أخذها إلى قاعدة عراقية، وصل جنود أمريكيون، وعندما أبلغتهم الفتاة بأنها اغتصبت، أحالوها إلى مستشفى "ابن سيناء" ويشرف عليها الجيش الأمريكي في المنطقة الخضراء بوسط بغداد. وتابع: "تقارير المستشفى الأولية أكدت تعرضها للاغتصاب، مضيفا أن مجموعة من الخبراء الطبيين يراجعون الدليل، ومن المتوقع أن يصدروا تقريرهم في وقت لاحق، مشيرا إلى حياد الجهة الطبية التي تقوم بإعداد التقرير".

وأثارت حادثة اغتصاب صابرين استهجان الشارع العراقي والمراقبين بالداخل والخارج، حيث قال بيان لديوان الوقف السني في العراق الذي يترأسه الدكتور احمد عبد الغفور السامرائي: "مرة أخرى ترتكب جريمة بشعة بحق حرائرنا، فبالأمس القريب ارتكبت جريمة بحق المواطنة عبير الجنابي في منطقة المحمودية، واليوم انتهكت حرمة امرأة عراقية أخرى وهي المواطنة صابرين الجنابي، حيث اعتقلت من قبل قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية وارتكبت جريمتهم البشعة باغتصابها".

وإذا ثبتت حادثة الاغتصاب بحق سيدة تلعفر فستكون ثاني حادثة اغتصاب معلنة على أيدي قوات عراقية منذ جريمة الاغتصاب الشهيرة التي ارتكبها جنود الاحتلال الأمريكي في مارس 2006، حيث اغتصب جنود الاحتلال الفتاة العراقية عبير قاسم حمزة الجنابي (14 عاما) ثم قتلوها بوحشية مع أفراد أسرتها في المحمودية جنوبي بغداد. وقامت القوات الأمريكية بعمل تحقيق تبين فيه تورط الجنود في الجريمة، واعترف جنديان أمريكيان بذنبهما لتفادي حكم الإعدام في القضية التي حوكم فيها ثلاثة جنود آخرين.

ويقول الجبوري: "على الحكومة العراقية أن تخجل من نفسها فهي عجزت حتى عن الاقتداء بالمحتل الذي أجرى تحقيقا وعاقب جنوده؛ لارتكابهم هذا الجرم البشع بينما يكرم نوري المالكي ضباطه؛ لأنهم اغتصبوا بنت وطنهم".

مسلسل الاغتصاب مستمر

وعرف العراق حوادث الاغتصاب المنظمة بعد الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003، حيث أشار تقرير أعدته الدكتورة شذى جعفر، وهي عضو مؤسس في هيئة المرأة العراقية من أجل السلم والديمقراطية، أنه منذ بداية الاحتلال الأنجلو ـ أمريكي وحتى عام 2004، تم اختطاف أكثر من 400 امرأة؛ وتشير إلى أنه هناك ما بين 5 حالات إلى 10 حالات اختطاف لنساء أسبوعيا. فبعضهن  أهين، وبعضهن اُغتصب، وبعضهن بيع، وبعضهن يرجعن إلى بيوتهم ليُقتلن من قِبَل أهاليهن غسلاً للعار.

من جانبه قال رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني في تصريحات وجهها لحكومة المالكي عبر قناة "الجزيرة": "والله، إذا لم تنصفوا هذه المرأة العراقية المسلمة، والتي يجب أن تعتبروها أختكم أو ابنتكم، فإن التاريخ سيلعننا بعار أبدي".

"غزوة الثأر" لصابرين

وتوعدت جماعة الجيش الإسلامي في العراق في وقت سابق من اليوم بردّ "مزلزل وعاجل" على حادثة اغتصاب صابرين الجنابي -وهو اسم مستعار- على يد قوات الأمن العراقي.

وقال منشور وزع اليوم في عدد من مناطق بغداد: "إن الجريمة لن تمر مرور الكرام، وإن الرد سيأتي عاجلا مزلزلا"، متهما رئيس الحكومة نوري المالكي بالعمل على "إبادة أهل السنة"، واصفا أي عملية سيقوم بها بأنها "دفاع مشروع عن النفس وفقا لكل الديانات والأعراف"، مطالبا أفراده بتكثيف ضرباتهم على تلك القوات. وأعلن البيان عن انطلاق عملية جديدة أطلق عليها اسم "غزوة الثأر لصابرين الجنابي" على حد ما جاء في المنشور.

بشائر الخطة الأمنية

ومن جهتها، أدانت هيئة علماء المسلمين بالعراق ما وصفته بـ "الجريمة البشعة النكراء المقززة"، مشيرة إلى فساد الخطة الأمنية الجديدة التي وعد المالكي أن تؤدي لإنهاء العنف الطائفي. وقالت الهيئة في بيان لها "إننا أمام عملية إبادة أخلاقية أبطالها قوات حكومية تمارسها زيادة على جرائمها في الإبادة الجماعية".

وتابع البيان: "وقد اعتدت هذه القوات على الأهالي، وسرقت ما غلا ثمنه وخف وزنه من ممتلكاتهم"، مشيرة إلى أن هذه هي بشائر "الخطة الأمنية" و"دلائل النجاح الباهر الذي زفته الحكومة الحالية لكل من سيدها بوش وسيدتها كوندوليزا رايس" بحسب البيان.

مراقبون من خارج العراق وصفوا الخطة الأمنية بأنها مظلة جديدة للجرائم بحق المدنيين العراقيين، حيث قال يونس العموري الكاتب في صحيفة دنيا الوطن الالكترونية: "أمام هذه الجرائم ألا يحق لنا أن نتساءل عن حقيقة الدور المرسوم لما يسمى بالقوات الأمنية العراقية النظامية الرسمية... حيث إنه ليس من باب الصدفة أن يكون هذا الفعل متشابه إلى حد كبير مع فعل القوات الأمريكية المحتلة في العراق كما أسلفنا ذكره ولا يمكن استيعاب أن ممارسات القوات العراقية الرسمية هذه لا تلقى شيئا من التشجيع أو على الأقل غض النظر من جانب رعاة الديمقراطية في العراق (قوات الاحتلال الأطلسية)".

 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !