لم تتوقف إسرائيل عند جريمتها في عرض مياه البحر الأبيض المتوسط ضد قافلة أسطول الحرية وقتل وجرح عشرات من المتضامنين الأجانب، في عملية قرصنة تفوق بكثير أعمال القرصنة التي يقوم بها الصوماليين في عرض البحر الأحمر.
فبعد اقتحام الجيش الإسرائيلي لأسطول الحرية، وقتل تسعة شهداء أتراك وجرح العشرات، وممارسة إرهاب دولة منظم ضد مدنيين عزل، هدفهم الوحيد هو إيصال مساعدات إنسانية وحليب أطفال إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات، تأزمت العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وقادت تركيا جماهير الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم من اجل كسر حصار قطاع غزة، ولكن من أبرز التحولات التي شهدها المشهد التركي في الأزمة الأخيرة مع دولة إسرائيل، هو موقف الجيش التركي، والذي لطالما اعتقدت إسرائيل أن الجيش التركي هو حليف استراتيجي لها، ولكن اليوم الجيش التركي رسم لوحة جديدة من الشهامة والقوة، ووضع نفسه تحت تصرف رئيس الحكومة التركية السيد رجب طيب أردوغان، انطلاقاً من إدارك المؤسسة العسكرية التركية بان إسرائيل لا حليف لها، وللتأكيد على ذلك فهناك من التجارب عبر التاريخ الكثير، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما قام به الجنرال أنطوان لحد وجيشه في جنوب لبنان من تحالف مع إسرائيل ضد المقاومة اللبنانية في الجنوب، وبعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان يعيش هؤلاء العملاء من أتباع لحد حياة الكلاب الضالة، نعم فهذا ليس غريباً، فتلمودهم يقول: ": نفوس اليهود من روح الله، ونفوس غير اليهود من روح نجسة".
ولم تقف إسرائيل عند حد القتل والقرصنة والإرهاب، بل قامت اليوم من خلال مجموعة متطرفة من اليهود بتدنيس النصب التذكاري للجندي التركي في ساحة أتاتورك وسط مدينة بئر السبع من خلال كتابة شعارات تندد بتركيا وتمتدح جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين نفذوا عملية السفينة وقتلوا 9 من المتضامنين الأتراك. وكتبوا كل الاحترام للجيش الإسرائيلي ، وتم إزالة اسم تركيا عن النصب التذكاري، يذكر أن النصب التذكاري أقيم عام 2002، بالتعاون بين تركيا وبلدية بئر السبع في الذكرى الخامسة والثمانون لمعركة بئر السبع والتي راح ضحيتها عدد كبير من الجنود الأتراك، خلال الانتداب البريطاني لفلسطين.
تمثل هذه الحادثة تحدياً للمؤسسة العسكرية التركية، وتحمل إساءة للجيش التركي، وللشعب التركي، حيث قدم الجيش التركي في معركة بئر السبع عشرات الشهداء والجرحى، والنصب التذكاري هو يحمل رمزية لهؤلاء الشهداء العظام، وهذا يؤكد حتمية أن إسرائيل لا تحترم حلفائها، وأن ما يهمها هو مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية.
Hossam555@hotamil.com
التعليقات (0)