من الاعتداء علي أراضي وممتلكات الدولة.. إلي حفلات الطقوس الخاصة جداً
«الجونة».. مملكة «آل ساويرس» المحرمة
http://m.elfagr.org/dailyPortal_NewsDetails.aspx?nwsId=7508&secid=10
- زهير جرانة منح سميح 2 مليون متر في الغردقة بسعر دولار واحد للمتر.. وبعد 6 أشهر اشتري منه سميح 51% من شركته التي كانت مديونة بـ118 مليون جنيه
كان يمكن لعائلة ساويرس أن تكون أعظم عائلة في العالم، لو أنها أنجزت ما أنجزته دون أن تتجاوز القانون، وتحصل علي ما ليس لها بحق.. كان يمكن لها أن تصبح مثلا ورمزا وعلامة لو أنها التزمت بما عليها من واجبات وحصلت علي مالها من حقوق فقط.. لكنها حققت كل ما حققته لأنها وضعت يدها علي نظام مبارك ورجاله.
لا يمكن أن أتهم نجيب ساويرس ورجال عائلته بأنهم فاسدون، لكني أيضا لا أستطيع أن أعفيهم من أنهم استفادوا من الفساد والفاسدين.. ولذلك علامات ووقائع كثيرة، قد يكون بطلها المدلل الابن الأوسط في العائلة سميح.. وهو الأكثر ثراء وخطرا من نجيب، لكنه لا يعشق الأضواء.. ولذلك فهو لا يحترق كثيرا بنارها.
هل تريدون دليلا علي ذلك؟
العلاقة بين سميح ساويرس وزهير جرانة وزير السياحة الأسبق والمسجون الآن في طرة علي ذمة قضايا الإضرار بالمال العام والتربح من منصبه واستغلال نفوذه، يمكن أن تفسر لنا الكثير.
كان زهير قد أصدر قرارا ببيع أرض مساحتها 2 مليون متر بالغردقة عام 2006 لسميح ساويرس بسعر المتر دولار واحد، وبعد 6 شهور فقط من إتمام هذه الصفقة، قام سميح بشراء 51% من شركة زهير جرانة، رغم أن مديونيتها كانت قد وصلت إلي 118 مليون جنيه.
تفاصيل هذه الصفقة وردت في بلاغ تقدم به مصطفي بكري إلي النائب العام، وأشار فيه إلي أن أرباح سميح منها وصلت إلي 2 مليار جنيه، فقد قفز سعر المتر من دولار واحد إلي 1000 جنيه.. والمزعج حقا أن سميح لم يدفع ثمن الأرض كلها، بل اكتفي بدفع 2% فقط من قيمتها، وتم تقسيط الباقي علي عشر سنوات.
صفقة «سميح - زهير» ليست إلا تعبيرا عن تحالف السلطة مع الثروة في عصر مبارك، وهو تحالف استفادت منه عائلة ساويرس كثيرا.. وأعتقد أنها لا تزال تستفيد منه.
نشاط سميح ساويرس في مجال العقارات والإسكان لا يزال مثار ريبة كبيرة، وهي ريبة لأنه كان يحصل علي تسهيلات كبيرة جدا، دون أن يكون لهذه الاستثمارات مردود حقيقي علي أرض الواقع.
ففي يناير 2007 تأسست شركة "أوراسكوم للإسكان التعاوني" وهي شراكة بين أوراسكوم للتنمية وشركتين أمريكتين هما «إكويتي إنترناشيونال» و«بلو ريدج» التي يملكها رجل الأعمال «ريتشارد جرسون» وهو صديق شخصي لـ«إيهود باراك» وممول حملاته الانتخابية في إسرائيل.
توسعت «أوراسكوم للإسكان التعاوني» في مشاريعها نحو الفقراء كما أعلن سميح، وبدأت مشروعاتها في محافظة قنا، وكان مشروعها هناك علي مساحة 200 فدان.. وهناك من يشير إلي أن المشروع خصصت له 800 فدان كاملة، وذلك لإنشاء من 40 إلي 60 وحدة سكنية في مشروع مبارك للشباب بسعر 9 جنيهات للمتر الواحد، أي أن سميح حصل علي الفدان بـ37 ألفاً و800 جنيه، في حين كان سعر البيع بذات المحافظة صادراً من وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة للأرض الزراعية بعد زراعتها وحفر آبار بها واستقطاع طرق يبلغ 70 ألف جنيه.
وسعت الشركة كذلك إلي الحصول علي قطعة أرض بمساحة لا تقل عن 120 فدانا بمحافظة الأقصر لإنشاء مجمع سكني متكامل المرافق والخدمات لمحدودي الدخل وفقا للنموذج المعمول به في مشروعاتها لمحافظة 6 أكتوبر "هرم سيتي"، رغم أنها طوال ثلاث سنوات لم تستطع سوي إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية تتنوع مساحتها بين 38 متراً و48 متراً و63 متراً فقط من إجمالي 50 ألف وحدة، وفشل مشروعها فشلا ذريعا بسبب أسعار الوحدات السكنية التي توازي أربعة أضعاف مثيلتها، التي تقدمها الدولة للشباب الفقراء.. واضطرت إلي تخفيض طفيف في سعر الوحدات دون جدوي.
وهنا أجدني أضع يدي من جديد علي الدارسة فائقة الأهمية، التي أعدها الباحث خالد طاهر جلالة عن عائلة ساويرس وصعودها في عصر مبارك، وكيف أن هذه العائلة كانت صنوا لحكم مبارك، وأنه لولا هذا النظام ما كانت العائلة صعدت ولا حصدت كل هذه المليارات.
تتعرض الدراسة لمشروع من أهم مشروعات عائلة ساويرس وهو "الجونة"، المشروع الذي يمكن أن نعتبره درة التاج في مشروعات عائلة ساويرس، ليس لأنه الأكثر ربحية، ولكن لأنه يشكل عالما خاصا، يعكس حرص العائلة علي أن يتميزوا عن الجميع، وأن يفعلوا كل ما يريدون دون أن يسألهم أو يراجعهم أحد في ذلك.
بدأ مشروع الجونة - طبقا لدراسة طاهر جلالة - عندما قامت شركة "أوراسكوم للفنادق والتنمية السياحية" التي يمتلكها سميح.. والتي تملك في الوقت نفسه 51% من شركة جرانة للسياحة، لإقامة مشروع شركة الجونة السياحية برأس مال 40 مليون جنيه، لإنشاء 15 فندقا سياحياً (من أصل 18 فندقا تملكها) علي مساحة 19 مليون متر مربع تقع علي ساحل البحر الأحمر، قدمتها الدولة لسميح بأسعار رمزية، إضافة إلي 4.5 مليون متر في مشروع طابا «هيتس» وتطوير قاعدة ومطار عسكري قديم بها، وتحويله إلي مطار خاص بالمشروع السياحي في طابا.
تقع الجونة علي مساحة 30 كيلو مترا ناحية الشاطئ و2 كيلو متر ونصف المتر ناحية الجبل، وهي مساحة حصلت عليها أوراسكوم للمنشآت السياحية عام 89 بنظام الإيجار، حيث قدرت قيمة الإيجار للمتر المربع من الأرض التي اشترتها الشركة علي مدي العشر سنوات بأقل من دولار واحد للمتر (65 سنتا)، واستولت منفردة دون غيرها من المشروعات علي حرم الشاطئ.
وحتي تنجز الشركة حلمها بتأسيس أسطورة الجونة، قامت بتجريف شاطئ مدينة الغردقة بردم البحر بمساحات شاسعة، وحفر في كامل المنطقة وإقامة القصور والفيللات عليها، بما يخالف القوانين الحكومية والتشريعات البيئية، وقد قامت الشركة ببناء فيللات ومنشآت علي جزء من حرم الحصن الروماني الأثري في المنطقة، بالإضافة إلي قيام الشركة بإنشاء مهبط للطائرات أهدر مساحات شاسعة من الأرض المستخدمة، كمنطقة أمان للمطار في الهبوط والإقلاع.
الغريب أنه ورغم المساحة الشاسعة التي حصلت عليها الشركة بتسهيلات كبيرة، إلا أن لجنة من هيئة التنمية السياحية والمحافظة - تم تشكيلها في العام 1999 - كشفت عن مساحات كثيرة تضع الشركة يدها عليها خارج تخصيصات التنمية السياحية، ومساحات أخري تم استغلالها لغرض سياحة واستثمار عقاري دون تحصيل مبالغ محددة كنسبة من قيمة الاستغلال، أو البيع للعقارات كحق الدولة بعد انتهاء التعاقد بعشر سنوات، وقد تم تحديد تلك المساحات بمعرفة لجنة مساحية من المحافظة بالإضافة إلي جهة سيادية، وتبين من خلال تقرير اللجنة أن نسبة البيع كانت تمثل 2.2 % فقط ونسبة الإيجار بلغت 2.8 % والباقي تضع الشركة يدها عليه دون تعاقد.
لم تكن هذه هي المخالفات كلها، فقد قامت الشركة بتنفيذ منشآت في حرم الشاطئ، وهو ما لم يسمح به لأي شركة، علما بان جزءا منها، تم وما زال يتم بعد صدور قانون البيئة، وجزءا آخر قبل قانون البيئة رقم 4 لسنة 98، والذي كان يحدد حرم الشاطئ ويجرم مخالفته خاصة أن باقي الأرض التي تستثمر فيها هي 89 % من المساحة الإجمالية.. ولم تسدد عنها الشركة أي مبالغ مستحقة للدولة.
ولأن العائلة لا فرق بينها، وكل الطرق تؤدي في النهاية إلي ساويرس الأكبر، فقد أقام أنسي ساويرس قصرا بأكمله كجزيرة داخل البحر علي مساحة 18000 ألف متر، وكان جزء منه حرما لآثار الحصن الروماني، كما قام سميح ببناء 2 فيللا علي ردم البحر بالمخالفة للتشريعات البيئية وتم تحرير محضر بالمخالفات وتم دفع الغرامة دون إزالة هذه التعديات.
المفزع أن أعمال التجريف التي قامت بها الشركة أدت إلي القضاء علي الشعاب المرجانية النادرة والكائنات البحرية والقضاء علي الثروة البيئية، وتم تشكيل لجنة عن طريق محافظ البحر الأحمر السابق سعد أبو ريدة، ضمت ممثلين للأملاك والآثار بقنا والبحر الأحمر وكذلك مكتب المساحة بالمحافظة والوحدة المحلية بمدينة الغردقة في العام 2001.
أكدت اللجنة وجود قصر محاط ببحيرة صناعية ملك أنسي ساويرس داخل منطقة الحرم الروماني، التي أقيمت عليها الفيللات والقصور علي مساحة 36 فدانا، وهو أحد الحصون الحربية التاريخية المهمة علي ساحل البحر الأحمر ومن الآثار المملوكة للدولة.
إننا أمام مملكة كاملة اجتهد سميح ساويرس أن ينشئها لتكون منتجعا للعائلة ولمن يريدون من الأصدقاء.. فهي بعيدة عن القاهرة وزحامها.. بنحو 470 كيلو مترا، ومما يؤكد أن سميح كان يرتبط بصلات قوية جدا مع رجال النظام السابق.. أنه استضاف أحمد عز أمين التنظيم والرجل القوي في الحزب الوطني في الجونة ليبعدها عن الأنظار خلال الأيام الأولي للثورة.
كان صوت أحد العاملين بالجونة يأتيني من هناك متحمسا جدا، قال لي إن هناك آلاف المواطنين من الغردقة يزحفون في اتجاه الجونة (المنتجع يبتعد عن مطار الغردقة بـ22 كيلو فقط)، لأنهم عرفوا أن أحمد عز يختبئ في الجونة، وأن سميح ساويرس يستضيفه، لكن وفور أن عرف سميح بالخطر القادم، طلب من أحمد عز أن يغادر فورا.. لأنه لن يتحمل بقاءه في منتجعه.. ثم إن عز أصبح ورقة محروقة فلماذا يبقي عليها سميح؟
كان يمكن لهذا المنتجع أن يكون إنجازا لرجال الأعمال المصريين، فبه شاطئان رئيسيان هما شاطئ "زيتونة بيتش" وشاطئ "مانجرو بيتش".. ويتخلل المنتجع عدد كبير من القنوات المائية.. وهو ما يجعل لكل منزل أو فيللا أو شاليه في المنتجع شاطئا خاصا به، ومعظم القنوات المائية أقيم عليها جسور حجرية لتسهيل التنقل.
بالجونة 6 أحياء "مارينا تاون" والمتوسطي والجولف والنوبي والهضبة والإيطالي، وبها كذلك مناطق مركزية رئيسية تتواجد بها منازل ومحلات تجارية ومناطق تسوق وحانات ومطاعم ونواد ليلية، هي منطقة الداون تاون ومنطقة تمر حنة ومنطقة مارينا أبو تيج، وهي المنطقة التي جري تطويرها لاستقبال اليخوت كبيرة الحجم، وتوجد بالمنتجع كذلك محطة إذاعةfm منوعة، وبالمنتجع 14 فندقا من درجات 4 إلي 5 نجوم.. وهناك فندق 6 نجوم تم إنشاؤه في 2008، ومرسي لليخوت الكبيرة أبيدوس.. هذا بالإضافة إلي مطار صغير للطائرات الخاصة ولطائرات شارتر.
لكن هذه الأجواء الأسطورية لم تكتمل لأن سميح ساويرس تجاوز الكثير من القوانين.. واستغل علاقاته برجال مبارك في أن يفعل ما يشاءه في منتجعه.. ولم يكن غريبا أن تتواجد سوزان مبارك في الجونة في بعض المناسبات.. ومنها مثلا افتتاحها في مايو 2008 لمكتبة "سفارة المعرفة "، وهي مكتبة رقمية متطورة ترتبط بشكل رئيسي بمكتبة الإسكندرية وما تضمه من أرشيف وكتب ووثائق وبيانات.. وقد ظهر سميح في خلفية الصورة التي تتصدرها سوزان لتقص شريط المكتبة.
هذا هو الجانب المعلن والواضح في مملكة الجونة.. أما الجانب الخفي فتكشفه دراسة طاهر جلالة، تقول الدراسة: "تعتبر مستعمرة الجونة دولة مستقلة بالمعني الحقيقي للكلمة في الغردقة وانعزالها يسمح لها بطقوس وأعراف وعادات خاصة بها وباستثناءات مدهشة ومذهلة لعالم مترف بالمفاهيم البرجوازية".
ووصف أحد حفلات رأس السنة عام 2010 الذي نظمه أحمد الجنزوري بالجونة بسعر ألف جنيه رسم دخول للفرد في خيمة كان ديكورها عبارة عن نجوم وكرات ذهبية ملونة وبحضور نجيب ساويرس وزوجته وناصف ساويرس وعدد من نجوم السينما والمجتمع، يمكن أن يؤكد أن الجونة بالفعل مملكة مستقلة لها طقوسها الخاصة جدا.
بدأت فقرات الاحتفال بفرقة فتيات الاستعراض الإسبانية التي كانتtopless" " فالراقصات الاسبانيات كن يرتدين الجي سترينج دون غيره، وبعد عرض شو رجالي شبه استربتيز ظهر رجال بالأندروير، وقاموا بحركات غريبة لدرجة أن العمال والشيفات تركوا الحفل ووقفوا للفرجة ودخل البودي جاردز تحت الخيمة ليشاركوا الموجودين في الفرجة.
كان الشو الثالث في السلبريت عبارة عن سيدة سمينة للغاية، وسمراء اللون ظهرت علي المسرح ليكتشف الحضور في النهاية أنها رجل وأجرت عملية تغيير نوع لتصبح امرأة.
وبعد منتصف الليل قام البنك الراعي للحفل بتوزيع جوائز وكانت الفائزة الأولي هي غادة ساويرس التي رفضت أن تصعد إلي المسرح لاستلام الجائزة، فصعد زوجها قائلا: إنها لازم تفوز لأنها أحلي سيدة في العالم، وصعدت بالفعل وأخذت الجائزة التي كانت عبارة عن صندوق كبير ملفوف بلفة ورق الهدايا.
لا أستطيع أن أقيم الحفل من الناحية الاجتماعية والأخلاقية، فالعائلة وكل من حضر هذا الحفل حر فيما يفعله بالطبع، لكنه يأتي للتأكيد علي أن الجونة معزولة عما يحدث في المجتمع المصري.
إن هناك من يري ضرورة محاكمة ساويرس وعائلته لأنهم استفادوا من الفساد العام والشامل الذي كان مميزا لعصر مبارك.. الذي ارتبطت عائلة ساويرس برجاله بعلاقات وثيقة مكنتهم من أن يحصلوا علي ما يريدون دون أدني مشقة.
ولا مانع عندي من المحاكمة بالطبع.. ولا أعتقد أن من حصل علي ثروته دون مخالفات أو تجاوزات لا يخاف منها، إن نجيب ساويرس علي سبيل المثال يصدر نفسه الآن علي أنه ثائر.. ورجل وطني وقف موقفا شجاعا في الثورة.. رغم أن كل الدلائل تقول عكس ذلك، فقد تصرف بالطريقة التي تفيده وتخدم مصالحه.. ونسي أنه كان جزءا من نظام فاسد.
إنني أنحاز إلي أن من صنع الفساد لابد من يحاكم ويسجن وتصادر أمواله جميعا، أما من استفاد من هذا الفساد وسكت عليه فلابد من معرفة كم تربح.. ولو أراد هذا المستفيد أن يندمج في العصر الجديد، فلابد أن يعيد ما حصل عليه دون وجه حق إلي الشعب وإلي أموال الدولة.. فليس معقولا أن يتحول أحدهم إلي مناضل مدفوع الأجر مقدما.. أو أنه يناضل بفلوسنا.
إن قدر عائلة ساويرس أن تكون في منطقة الضوء.. وأتعجب من البعض الذين يستنكرون مجرد الكلام عن العائلة، لقد وصلتني رسالة قصيرة من عدلي حسن بغدادي الزناتي يقول فيها: "رغم أنني لم يسبق لي المعرفة بالمهندس نجيب ساويرس لا من بعيد ولا من قريب ويشرفني معرفته إلا أنني أدين بشدة وأستنكر بشدة وأشجب بشدة الهجوم الإعلامي المنظم علي المهندس نجيب، لأنه رجل أعمال شريف ووطني بعيدا عن التعصب، يعمل لديه عبر شركاته المسلم والقبطي، لا فرق لديه بين هذا وذاك، رجل يحب وطنه، رجل أعمال ناجح، رجل عصامي بعيدا عن اللهو والعبث.. دعوه يعمل لصالح الوطن ولشعب هذا الوطن.. لأن مصر الآن في أمس الحاجة لمثل هؤلاء الرجال الشرفاء أمثال المهندس نجيب ساويرس".
وطبيعي أن أصدق ما يقوله عدلي حسن بغدادي الزناتي، فهو كما قال لا تسبق له المعرفة بنجيب ساويرس لا من بعيد ولا من قريب، لأنه لو كان يعرفه ويعرف علاقاته بالنظام السابق ويعرف كيف صارت مشروعاته ومشروعات عائلته فمؤكد أنه كان سيتراجع عن كثير مما قاله في رسالته القصيرة.
إننا أمام كيان غامض ومريب.. يمكن أن نقبله لو أنه أعلن طواعية عن استعداده للمساءلة والمحاسبة.. إذا أراد ساويرس وعائلته أن يتطهروا فلا مانع علي الإطلاق.. والتطهر له طريق يعرفه ساويرس جيدا لكني لا أعتقد أنه يجرؤ علي السير فيه.
محمد الباز
التعليقات (0)