الجراثيم والفيروسات تتحور لتقاوم المضادات الحيوية ....والفاسدون يتحورون كذلك ليقاوموا الثورات والقوانين ويلتفون حول الإصلاحات حتى يبطلوا آثارها وهم يعملون في صمت وتسرب وتخف مثل الميكروبات الخبيثة...لم تعد المواجهة صريحة ولكنها تأخذ أشكالا من التخفي والهدوء حتى إذا تمكنت ضربت في مقتل.....هي تأخذ بالمثل القائل (تمسكن حتى تتمكن) ....ألا تذكرالذي يحاورك ويقول أنا معك وأنت محق في رأيك ثم يكمل حديثه فيقول رأيا هو ضد ما تقول بالضبط...الحاصل الآن أن المسئولين وبعض رجال الإعلام يقولون أنهم مع الثورة ويضربونها تحت الحزام ...هناك حرب دائرة بخبث بين بعض أركان الحكومة من رجال الماضي الكئيب وشباب الثورة البريء الطاهر وخاصة الجرحى وأهالي الشهداء ....لا محاكمة سريعة فعلية للمتهمين بالقتل ولا سعي واضحا لاسترجاع المال المنهوب ولا تغيير في دوائر الحكومة الروتينية الفاسدة ولا توقف للرشوة وتلفيق القضايا والاعتقال.... ما زال النظام السابق ينخر في جسد مصر ....قبل التقدم للمستقبل يجب تطهير الأرض للسير دون خوف من الانزلاق أو التعثر ...أرض مصر ما زالت زلقة لا يأمن أهلها من الوقوع في مستنقعات أمثال العادلي والمخلوع وفرقة نهب الثروات والخضوع لأصحاب المال والسطوة من الباشوات ...وما زال الشعب يئن من الفقر والفوضى والخوف من السطو المسلح وفقد الأمن وعنف الشرطة والقنابل المسيلة للدموع الجديدة الحديثة المصنوعة بعد الثورة والرصاص المطاط ....والذين غيروا جلودهم مثل الحرباء من الإعلاميين صاروا أكثر خبرة في التضليل ...ويذمون في أسلوب المدح وتتضمن أحاديثهم ألغاما خفية تصيب من لا يفكر فيما يقولون جيدا
التعليقات (0)