د.ازهار رحيم
ـــــــــــــــــــــــ
كاتبه وصحفية عراقية
ما الذي يفعله الصمت بنا…. يرمينا على حافة الحياة… تعلمنا ان الصمت بلاغه.. وتأكد لي الان تلك البلاغة اصبحت وشم جبن الصق بنا.. فنحن نافذتها… السمات الصباح عامرة بشيء بنهار بارد… وصداع ظل ما برح يدق فيه راسها بمطارق قصف الليلة السابقة كان الاعنف، امتد من الساعة الثامنة مساءا، حتى الخامسة فجرا… الهدوء ــــ على كل شيء كانها في تسكن هذا العالم لوحدها.. اخنقت زقزقة العصافير الصباحية وفتات الخبر الذي تعودت فمن ــ على ارض الحديقة وحق تكسر..
استجار اللمون والنارنج اكملت نمو ولادة ابنائها تدلت اثمارها واخرى تساقطت مصغر، ومخضرة رائحة البارود تعصف بالاجواء الشمس مدت هزيلة، مغبرة ترتجف تحت سحب الدخان… تمنت لو تستمد هذه الحرب حتى نستمع بهوايتها النوم معظم النهار اكرهت جدران المدرسة الحراسيها، حتى زميلاتها الاثيرة ميادة منذ ام ذكرت مدرسة التاريخ ان الكويتون قبائل همجية بربرية هاجمت الحضارة البابلية… كان اخوها لاكبر قد اخبرها ان اجدادهم قد انحدروا من تلك الانحاء… وان عليها ان تفخر بجذورها فهم من هذه الارض لكن عليها الان ان تنسى كل ذلك وان تنسى وان تمحو من ذاكرتها اتبة عتهما شيرين واخوها عماد والكثيرين لانهم هجروا ربما يكون دورهم هو الاتي:
هل رحلت شير من حقا؟ وهل سييكي في كل يوم الخميس فراقها؟.. منذ ــ تعودنا ان تشاركنا اللعب والاحلام والفراش كان الزمن بين ودلاتهما اسبوع وضعتا سويا…. زحفتا، فطمنا، تكلمتا امشيتا اسويا… تقاسمتا حكايا الطفولة وشقاوتها معا يتذاكرناها سوية في الليل… تقاسمتها حكاية الطفولة وشقاوتها معا يتذاكرناها سوية في الليل تحت الغطاء وقههقها لا تصمت الا بضربة من اختها الكبرى (بس خلينا ننام) كانت تغارفها احيانا لان شيرمن ذات العيون الزرقاء والشعر الاصفر، والحركة الدائمة تقصيها جانبا يحيويتها فتصح محور الجميع، امتزاج هي خلفها، لتصبح ظلها الذي يمتد ويقصر حسب ما تقضيه نشاط شيرمن الدائم… لكنها اهبت روح شيرمن، خفقها ابتسامتها الدائمة، شقاوتها المحببة وشعرها الطويل الاصفر، كانت تستمع بتمشيطه لها عندما يجنع الجميع في ــــ ظهيرة تموز الحار…. تعمل منه صغيرتين طويلتين، ثم تلفهما كتاج فوق راسها تفك اس الضفغئر لتلوي خصلاته بقوة لترفعها نحو فرزو راسها لتتبتها بماشة ــــ دوائر وبعد ان تتعب، ترجع مرة اخرى لنعتها لتكون شيرمن نامت على أي وسادة قريبة بفعل اصابعها الحانية التي تعبث بشعرها لنثر خدلا لذيذا في راسها يضعها في غابة خضراء تركض برشاقة خلف طيور الملونة الاصغر ذو الريشات الزرقاء والاخضر ذو الريش المذرق، وتظل تعدوا حتى تصل البحيرة تسبح فيها بهدوء بجعات بيضاء تتوقف عندا حافة البحيرة ثم ترمي باثوبها لتقفز الى الماء محدثة ضجيجا يزعج الجعات وترح باجنحتها مقرضة على اقتحام شيرمن لهدوءها وتستيقظ فزعة بعد ان نقرتها بجعة ــــ فوق راسها… لتجدعيون هنار ترقب شعرها باعجاب وها هي الان تفيق من ذكرى لذيذة تذبحها بحلاوتها وتشيع موجات من حزن لاقرار له… يفتتها بذكرها ان شيرمن طردت كما تطرد الذبابة من فوق كتف احدهم…. اخبرهم والدهم في ذلك المغروب الدامي…. وهم يتهيئون لتناول الفطور بعد صيام انهك جدسها.. ان عمتهم هجر اولادها هجرت في الليلة الماضية، خضر فتجار الملة واثنين من الزقة الحزينة ليخبروها ان مخرج الان هي وابنتيها سالوها عن موعد اجازة ولد عماد الذي يخدم ي جبهة القتال، اجابتهم انه لم يحضر منذ بداية الهجوم الاخير…. كان الجميع يحملون بذرة الانتظار التي نمت الى رويدا، رويدا الى غول اسمه الرحيل كانت تود ان تبقى شامخة امام وجه المختار الليئم الذي طالما نبح غزلا خلف الارملة الوحيدة… اغواها بالمال بالوعود
التعليقات (0)