جدي بطل الملاكمة السابق وجارتنا التي لم تفقد نضارتها

جدي فقد السيطرة علي الأسرة ...تمرد عليه أبناؤه الذين هم أبي وعمي ولم يعد أحفاده الذين هم أنا وإخوتي وأبناء عمي نسمع كلامه ولا نستجيب لندائه ونراه يبكي كلما عصيناه.... أصبح جدي عاجزا لا يستطيع الجلوس وحده ...لا بد أن يساعده أحدنا ونحن نهرب منه إلي خارج المنزل لأننا لم نعد نحبه كما كنا في السابق ...قد كان جدي بطلا ملاكما يصارع الملاكمين ويصارع أبناء الحارة ويأخذ لنا حقنا إذا اعتدي أحدهم علينا ...بل أكثر من ذلك فقد تجاسر يوما علي إبراهيم الجزار ولكمه لكمة أوقعته علي الأرض ...ساعتها صفقنا لجدي ونحن نراه رافعا يده علامة النصر...كان جدي يصارع أبطال الملاكمة ولكنه الآن يصارع المرض وكثيرا ما يصرعه المرض....لم يعد جدي البطل السابق يأمرنا فقد تمردنا عليه وهو يستعين بابن جارتنا ويسبنا كلما رآنا .... لا ينقذه من مكرنا إلا أبناء الجارة الذين يدافعون عنه طمعا في أمواله المودعة في البنوك ...إنهم يحتالون عليه بالشفقة ليكتب لهم أمواله قبل رحيله القريب ...ونحن والله لسنا بعاقين لجدنا ولكننا سئمنا أوامره فهو يطلب منا أن نعطيه الحلوي التي اشتريناها بالجنيهات التي نأخذها من الأسطى حسن في ورشة الميكانيكا وإذا لم نعطها له يأتي ابن جارتنا ليثبت لجدنا عطفه عليه ويأخذ له منا الحلوى عنوة ويضربنا أمامه مما يزيدنا قسوة علي الجد العجوز وكرها لأولاد الجارة المخادعين ...نحن نشفق علي جدنا وكنا نأمل أن يكل إلينا رعايته في كهولته ولكنه لم يفعل وترك الأمر لأولاد الجارة وفضلهم علينا ...نحن لا نكره جدنا طبعا ولكننا لا نحب تسلطه علينا وفي نفس الوقت لا نحب أن نعطيه الحلوى التي اشتريناها بنقودنا البسيطة ونراه أحيانا يذهب إلي الجارة ليشرب الشاي عندها بعد وفاة زوجها...ليت جدي أحسن معاملتنا وليتنا لم نترك الفرصة لأولاد الجارة يستغلون ضعفه وابتعادنا عنه...ليت جدي البطل السابق لم يتسلط علينا وليتنا نستطيع إرضاءه قبل أن يرحل عنا ...ليت جدنا يعود إلي أسرته التي قدمت له كل احترام وقدم لها كل ازدراء ... أخي الأكبر يقول أن جدي يحب أولاد الجارة لأن زوجها الذي توفي منذ زمن بعيد كان يصنع له حجاب الفوز في مباريات الملاكمة إعتقادا منه أن حجابه الذي يضعه في قفاز الملاكمة هو سبب الفوز.... ولكننا نعرف السبب الحقيقي ...إن جدنا يحب الجارة التي لم تفقد نضارتها في مراهقته المتأخرة