تتتبع الكاتبة "جيجيكة إبراهيمي
حفريات الإكراه في فلسفة ميشال فوكو"
بمختلف أشكاله وضروبه الخفية ورصدها،
في محاولة لتفحص شتى الخروق والتجاوزات الأخلاقية والسياسية والقانونية اللاإنسانية التي تؤصل للإكراه وتعمل على تأييده.
تقول الكاتبة عن عملها هذا
"... ليس يسيراً أن يتتبع الدارس حفريات فوكو البحثية ويحيط بها، (...) وقد يكون من باب المجازفة القول بأن هذه الدراسة تعتمد منهج الحفر النقدي في أعمال فوكو إذ إن هذا الاعتماد - الذي ارتضيناه على ما فيه من صعوبات ومخاطر - يحررنا من مزالق التطبيقات المنهجية كما يعصمنا من الوثوقيات ومن الأحكام المسبقة التي تواجه الدارس والدارسة؛ وسلاح هذا الحفر هو الوظيفة الأساسية للنقد الذي يعمل على إبراز الأوجه الخفية لمظاهر الإكراه دون إهمال التفسير الصحيح لما يشوبه الغموض أو التضليل. ويلجأ إلى شتى التقنيات البحثية والأدوات الطرائقية التي تخدم هذا الغرض؛ أي الإحاطة بالمعنى والدلالة قدر المستطاع. يقوم الحفر النقدي إذن على النقد من جهة؛ والتفاعل المنهجي لمختلف الطرائق الضرورية في هذا الشأن من جهة أخرى (...)".
تعتمد هذه الدراسة على أربعة فصول،
يبحث الفصل الأول في قراءة فوكو لأرشيف الطب النفسي والكيفية التي جعلته يأخذ بعداً آخر غير التكفل بالمرضى ومعالجتهم.
وذلك من خلال إلحاقه بالسلطة ومؤسساتها المختلفة.
أما الفصل الثاني فيبحث في الإفرازات التي انبثقت من أنماط العقاب التي جعلت الجسد ميداناً لها معتمدة في ذلك على إجراءات دخلت ضمن الخطة التأديبية.
وما أضفت إليه هذه الخطة من إجراءات مثل العزل داخل السّجن وما أنتجه هذا الأخير بعد محاولات الإصلاح.
ويبحث الفصل الثالث في استقراء فوكو لتاريخ الجنسانية وتجسداتها من خلال الانهمام بالذات والآفاق التي فتحها في استعمال المتع والوسائل التي وظّفها في ذلك. كما يتطرّق هذا الفصل أيضاً إلى بعض نماذج الشذوذ الجنسي، وصراعها مع المعايير الأخلاقية التي طرحت إشكالية التقييد والتحرر.
ويدرس الفصل الرابع بعض الركائز التي تعتبرها المعرفة مكونات وأدوات تمتح لها الشرعية في الوجود وتصبغ عليها مصداقيتها،
مع إبراز الكيفية التي تجعلها تمتلك السلطة،
في لفتة من الكاتبة إلى علاقة السلطة - المعرفة بالجسد.
وفي الختام تبيان الجوانب الإيجابية في حفريات ميشال فوكو مع الجوانب التي أخفق فيها...
منقول عن / نيل و فرات /
التعليقات (0)