جدل زواج المسيحيين المدني
كمال غبريال
أيها السادة الكرام جميعاً متدينين ولا دينيين ولا أدريين وملحدين:
الزواج في أساسه ومنذ فجر الإنسانية أمر اجتماعي بحت، ويقوم على الإشهار الذي يتمثل في الإعلان والاحتفالات الاجتماعية التي مازالت حتى الآن تشكل عنصراً جوهرياً في طقوس الزواج، ويترتب على هذا الارتباط الاجتماعي حقوقاً قانونية لطرفي الزواج كل على الآخر وعلى المجتمع، كان العرف والعادات والتقاليد حارسها وضامنها في البداية، ومنذ بدايات ظهور الدولة صار هناك عقد قانوني موثق لما تم إقراره مجتمعياً من علاقات زواج، وعندما تضفي الأديان طقوساً دينية تعطي مفهوم الزواج بعداً روحياً مقدساً، فإن هذا لا يعدو كونه إضافة إيمانية تكتسب أهميتها وفقاً لقدر تمسك الفرد بدينه، لكنها لا تنزع عن عملية الزواج صفتها الأصيلة باعتبارها أمراً اجتماعياً، وأي ادعاء يحتكر عملية الزواج دينياً، لتنعدم وفقاً لهذا الاحتكار صفة الزواج عن أي ارتباط خارج الطقوس والقواعد الدينية، مثل هذا الادعاء ليس أكثر من باطل محض وتزييف للحقائق ولمنطق الأمور.
فليصرخ المتعصبون دينياً بأعلى صوت يستطيعونه بأن من لا يتزوج بناء على الطقوس والقواعد الدينية سيحرم من بركات السماء، أو سيحرم من تحول الزواج إلى شركة إلهية مقدسة، لكن التجاوز لأبعد من هذا، وتحقير الزواج بدون طقوس دينية (الزواج المدني)، أو تحقير طقوس زواج المختلفين في العقيدة أو الطائفة، كل هذا لا يدخل في نطاق الإيمان والتقوى، ولكن في نطاق السفالة أو قلة الأدب. . تحياتي للجميع
التعليقات (0)