مواضيع اليوم

جدل العلمانية

Riyad .

2017-08-23 16:39:34

0

 جدل العلمانية

بالأمس القريب خرجت مقالات تُبشر بالعلمانية كنظام يجب أن يكون ويسود بالشرق الأوسط وبالمقابل خرجت مقالات تنتقص الدعوة إلى علمنة السعودية وتُحذر من ذلك لأن العلمنة لا تتفق مع الأسس التي قامت عليها السعودية و بعض بلدان الشرق الأوسط ، بين الفريقين وقفت الجماهير وكل فرد له وجهة نظر اما متطرفة رافضة للفكرة أو متقبلة للفكرة وتدعو للنقاش حولها ، بإمكان أي شخص مدح العلمانية وتجميلها وإطلاق إسم أم الفضائل عليها والعكس كذلك بإمكانه ذمها ورميها بشتى أنواع التُهم وتسميتها بأم الرذائل ، لكل شخص حريته ووجهة نظره التي تحتمل الصواب والخطأ لكن أليس من العقلانية التمعن في التجارب قبل إطلاق أي حكم أو تصور ! نعم العقلانية تدعو لذلك وتشجعه ولا يمكن لعقلِ حكيم متزن تجاوز التفكير والتمعن في الأشياء ليصل للنتيجة السليمة المُرضية ،العلمانية في حقيقتها محايدة في الشأن العقائدي والروحي بمعنى أنها تقف موقف الحياد تجاه عقائد البشر لا تميل لطرف ولا تتحيز ضد آخر ، العلمانية ليست ديناً وليست عدوه للأديان كما يعتقد البعض هي تهتم بالفرد كإنسان فقط ولاشيء غير ذلك المعيار ، مناهضوا العلمانية والمروجون لها يرونها إيديولوجيا منقذه من إيديولوجيا المذهب والدين ، وهي ليست كذلك هي نظام مبني على تبادل المنافع الدنيوية وتحرير الإنسان من قيود الظلام وسطوة التقاليد الضالمة وهي المُنقذه له من التهميش بشتى صنوفه واشكاله السياسية والاجتماعية ، هي وصفة علاج نافعة وليست ضارة إذا فُهمت كما هيّ ، الأيديولوجيا الدينية أو المذهبية لا تعترف بحق الفرد في صناعة وعي أو تفكير منطقي ولا تعترف بحق فرد في اختيار ما يراه ويعتقده صواباً فالفرد في دائرة تلك الأيديولوجيا عبارة عن كائن مُسير لا مُخير إلا إذا وجد مخرجاً يُبيح له الخروج وذلك المخرج لا يوجد إلا ببطون الكتب وبعقول علماء الزمان والمكان ؟

في زمن الحداثة كل شيء مُختلف عن السابق ففي السابق كان الفرد يسمع ويُطيع ولا يملك غير ذلك الخيار أما في زمن الحداثة الأمر مُختلف فالفرد يستطيع التفكير والدعوة إلى التغيير والتعبير ومناقشة كافة المسائل بلا خجلِ أو خوف من أحد وهذه ميزه يجب حمايتها وتشجيعها ولا وسيلة تقوم بذلك غير العلمانية التي ترعى الفرد وتصون حقوقه وتحفظ كرامته وتفسح له المجال في تبادل المنافع مع بني جنسه وتُحقق له ذاته وتضبط حياته بقوانين مرنه لا مجال للتفرقه في تطبيقها أو تعطيلها وتشجعه على عمارة الأرض ومحاربة الظُلم والظلام البشري ..

‎@Riyadzahriny




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات