مواضيع اليوم

جدلية الجسد و المكان و الموت

hassan ghrib

2014-04-22 21:42:03

0

جدلية الجسد و المكان و الموت
فى رواية {{ تل القلزم}}
للأديب / محمد الراوي
بقلم :حسن غريب احمد
** عالم ( محمد الراوى ) الإبداعى : لكل مبدع عالمه الخاص الذى يعيش فيه و يظل ظله ممتداً فى أعماله و لا يمكن الوصول إلى سره و سماته إلا بالمعايشة لأعماله حتى تكتمل الصورة اكتمالاً يكشف عن أفكار و رؤى المبدع ، و عالم الروائى و الكاتب (( محمد الراوي )) عالم ليس سهلاً كما يخيل لأول وهله كل من يقف على بابه أو يلجه بسرعة 0000 و لكن القراءة المستنبطة للنص من الداخل تكشف عما يموج به عالم هذا الكاتب 000 و هو عالم ليس بسيطاً و لكنه عالم متشابك بأفكار متباينة تحتمل فلسفة الكاتب فى جدلية الجسد و المكان و الموت و كذلك الموت و الساسية 00 و إذا كان هذا العالم يبدو عالماً وردياً تستنشق شخصياته فيه عشق الأرض و الوطن حتى النخاع مثل الهواء فهذا ليس إلا شكلاً يصوغ فيه الكاتب مضامينه الراوائية و إن بدت كتاباته متشابهة و لكن المدقق الفاحص يعرف إنها تختلف اختلافاً بيناً فالكاتب فى كل جزئية من الرواية يضع فكرة جديدة 00 و قد أصدر كاتبنا العديد من المؤلفات القصصية و الروائية منها " الركض تحت الشمس " قصص قصيرة - 1973 و عبر الليل نحو النهار " رواية 1975 اتحاد الكتاب العرب دمشق ، و طبعة ثانية لذات الرواية 1993 من خلال سلسلة أدب الحرب بالهيئة المصرية العامة للكتاب 0 ثم صدر له رواية " الرجل و الموت " 1978 مجلة الموقف الأدبى السورية - دمشق - و طبعة ثانية لذات الرواية إلى جانب قصص قصيرة 1985 00 فى سلسلة الإبداع العربى بالهيئة العامة للكتاب 0 ثم صدر لكاتبنا ايضاً رواية " الجد الأكبر منصور " دار آتون القاهرة 1980 - و كذلك مجموعة قصصية 1981 - المركز القومى للفنون و الآداب - القاهرةو رواية " الزهور الصخرية " 1990 م سلسلة أصوات أدبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة و صدر له " بانورما الحركة الأدبية فى أقاليم مصر " مايو 1981 - الكلمة الجديدة السويس 0 و كذلك صدر لكاتبنا " أدباء الجيل يتحدثون " أكتوبر 1982 - الكلمة الجديدة السويس 0 و بعد كل هذه الكتابات يصل بنا كاتبنا " محمد الراوي " إلى آخر ما كتب و هى رواية " تل القلزم " 1998 م الصادرة عن سلسلة أصوات أدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة 0 إن رواية " تل القلزم " للكاتب محمد الراوى تكشف على الفور لقارئها وعيه المرهف الخلاق بأن كاتب القصة لا يبنى عالماً بل يشق طريقاً ، لا يرفع هرماً بل يبنى و يصنع مسلة و لا ينقلنا إلى العمق بمئات التفاصيل التى تحيط بالمعضلة بل يقنعنا بالمعضلة ذاتها و لهذا كانت القصة شبيه بالشعر فهى ليست صنعه تفكير و لا صنعه هندسة بل و لا صنعه خيال بقدر ما هى صنعه حساسية 0 ** تشكيل الواقع الراوئى : " لا ينتسب إنسان إلى أرض 00 ليس له موتى تحت ترابها " ربما كانت هذه العبارة نموذج ندخل من خلاله فضاءات " محمد الراوى " النصيه ، التى تبوح بما لديه من أرق ومن تشكيل جديد للواقع الراوئى العربى 0 أنه يختلق الأساطير ليوظفها فى روايته فى قالب واقعى ينسى من خلاله المتلقى أنه بصدد قراءة أسطورة فيحاكيه - دونما تفكير - و يأخذ كل منها بيد الآخر نحو البحث عن الخيال بما هو الواقع ، و عن واقع يشكل الخيال 0 و المتتبع لإبداع " محمد الراوى " يلمح عناوين قصصه و رواياته التى سبق أن أشرت إليها تشى بحالته - هذا الاختيار لتلك العناوين لم يأت من قبل الصدفة بل من قبل العمد لدى الكاتب لأنه يبحث عن دواخل نصه و أرضه ووطنه فلا يلقى كليهما فيعاود البحث و يعود منزوياً مجتازاً أحزانه التى شكلت أحزانه العامة الأرض إلا أنه يقنع مشاركاً فى الإبداع ، إذ يربط ما يقرأ بمكان مخيلته و بزمان يعايشه 000 و يعنى برواية " تل القلزم " أو قلزوما - أو كليزما إنها أسماء قديمة لمدينة السويس أصلها بيزنطى و يونانى 000 و هذا يجعلنا نلج إلى داخل الراوية و نجد أن الأرض هى المحور الأساسي الذى ترتكز عليه أعمال الكاتب لأنه يراه ضرورياً للإنسان فهو يرى أن الإنسان بدون أرض لا يعيش و لا يتصور أن يرى مجتمعاً يعيش بدون موتى على أرضه 000 الأرض تمثل عند بعض شخصياته الأسطورية و الواقعية شاطئاً تأنس إليه عندما تتأزم الأمور و يتمثل ذلك فى حب " آجى " و " ارسينوى " 0 صراخ الشاويش مصطفى آخر الليل برفقة أخته " آجى " و رفضه لفكرة الزواج و ارتباطه روحياً بشقيقة " آجى " و عدم زواجها حتى بعد استشهاد أخيها الشاويش مصطفى 0 ** جغرافية المكان و سماته فى الرواية 0 و فى المستوى الثانى الداخلى للزمن يسعى النص إلى كتابة الأسطورة و العكس صحيح فى الوقت نفسه و يكشف هذا التبادل للأدوار عن ارتباط عضوى بين فكرة وجود الملك " سوس " بيننا بتابوته الذى يؤرخ زمانه و مكانه و سيفه الذى يحمى به المكان " تل القلزم " 0 كذلك تتماهى تحولات الجسد مع تحولات الأسطورة و يبدو كلاهما و كأنه يفتش عن وجود فى الأخر 000 " فزكريا " يبحث عن الزمن الجميل " سوس " و الزمن الحاضر " آجى " التى افتقدها فجأة 00 فغاب بصره و لم يعد يرى إلا بالبصيرة 000 " احتفظى بدهشتك يا آجى و لا تفقدى إحساسك بملامح هذه الصورة ، اننى أعتمد على إحساس فى الرؤية بعد أن اتعبتنى عينى 0 إنني ارتدى هذه النظارة ليرانى بها الناس " ص 69 و هذا ينم على أن البطل فى الرواية " زكريا " يبحث عن بدء جديد و إعادة رؤية و قراءة و تساؤل ليس فقط عن طبيعة المصير للأرض و الجسد الذى سيؤول إليه كلاهما و إنما عن حقيقة وجودهما " آجى - سوس " و جدوى هذا الوجود أصلاً 0 **البناء الأسلوبي فى الرواية : - يترادف مع هذا النص الألفاظ الرائعة التى يصنعها الروائى على رأس كل فصول الرواية " قد نستسلم للأشياء فى أشكالها الظاهرية ، و قد يجوس البصر فيها و لكنه لا يغيرها " ، " العين تعاشر الأشياء ايضاً " ، و قد اثملتها مياه الخليج الهادئة فى نفس الوقت التى ظهرت فيه قمة أعلى روابيها " ، " تسرب خيط من الدم الأحمر القانى أكسبته الشمس لمعة مدهشة " ، " أن إيقاع أقدام الناس على الأرض ليست إلا بصمات كبصمات الأصابع " ، " و عندما ألصقت فمى ، أحسست بجسدى يصفر و يصفر ، كان جسدى الذى صار جسد طفل متعلقاً بصدرها و قدماى تلمسان الأرض "،" إنها الشمس التى تطلع فتهب الحياة الجديدة فى كل مرة فى مقابل كل شئ تأخذ شئ آخر تعطيه " و غيرها 0 و هى ألفاظ تتجاوز المعنى الشكلى الضيق و إنما تشكل ما يشبه المفتاح أو الإشارة الأولية للدخول فى طقس تفاصيل و سرد الرواية و من ناحية أخرى تهيئة القارئ لاستقبال مباغتات النص من الزمن الماضى و ربطه بالزمن الحاضر من عبر شواغله الخفية الصارمة 0 بالإضافة إلى هذا فإن النص يتعامل مع الأسطورة بمزاجها بالواقع من خلال حركتين تتوازيان صعوداً و هبوطاً فى النص سواء فى جوهرها التراثى المطلق أو فى عيانها الواقعى المباشر 0 أن رواية " تل القلزم " تخامر الأسطورة فى لحظة عبورها إلى الواقع و تحاضر الواقع فى لحظة عبورها إلى الأسطورة و النص فى حركة صعوده و هبوطه لاحدهما يصنع حركته الخاصة و لا يجعلها مرهونة بوجود أحدهما أو كليهما معاً 0 " خرجت ارسينوى تاركة بطليموس فى المدخل ، كانت ترتدي ثوباً شفافاً على جسدها ، و كانت تلتمع فى الظلام ، تقدمت حافية القدمين من الشاطئ 000 ارتعشت مياه البرزخ تحت قدميها و بينما هى تمد ساقيها العارية داخل المياه ، انسحب شريط الماء إلى الوراء و تراجعت الموجات فى ضعف 0000 وكلما وضعت ساقا فى الماء تراجع أمام عمود الضوء فتدوس على الرمال المبللة ولا تصل إلى الماء أبدا " ص39،40وفى مقطع آخر من الرواية 062،61" رأيت الملك سوس وهو يرتدى عباءته الحمراء وقلنسوته الفضية المطعمة بالياقوت والمرجان ممتطيا فرسا عظيما تندفع من فوق الطابية إلى أسفل وهو يلوح بسيفه الضخم البراق وحينما اقترب منى معترضا طريقى رايته يمد لي يده وهو يحاول الابتسام 0قال لي بصوت أجش لكنه حزين كيف حالكمقلت :إنهم هناك فى بيوتهم وتوقفت عن الكلام عندما تحشرجت أنفاسي ، مسح قمة راسي بكف يده وتجاوزنى بفراسته متجها ناحية بيوتنا "0نلاحظ هنا أن المسافة تضيق ـ فى أحيان كثيرة ـ بين الواقع والأسطورة لكن تظل ـ دائما ـ هناك حدود واضحة وفاصلة بين المضمون الرمزى للأسطورة والمضمون الواقعى للواقع0كما لا يمكن فى رواية" تل القلزم" أن نفسر سعى البطل اللاهث ـ فى النص ـ لاستوائه على جسد وروح بأنه يتماثل ضمنيا مع محاولة إيجاد مركز أو معنى يفسر عبثية الواقع وفوضاه الطاغية وهذا يتضح جليا فى ص70 ،71من الرواية:( كيف لا أرى الكلمات و اكتفى بسماعها فقط ، إن التاريخ فى داخلى ، لا أحتاج إلى عينان لرؤيته لكن الكلمات فى حاجة إلى البصر ) ـ أن الناس لا يعيشون بالقراءة كما إنهم لا يموتون بدونها0ـ إنهم ميتون ـ ماذا جرى لك؟ الم يكن من بينهم من ضحى بحياته حتى تعيش أنت ؟ هل كان فى حاجة للقراءة حتى يفهم و لماذا يضحى ؟ - ليسوا فى حاجة إلى فلسفتك ، إن الحياة ليست فى حاجة إلى كل هذا التفكير يكتفى أن تعيش و الدنيا تدبر نفسها بنفسها 0 - أن التاريخ لا يدبر نفسه يا آجى 00000 ألخ إن النص يلعب على هذه الإشكالية ، و يوسع مداها ، لكنه لا يقدم حلولا محددة لها 0 أنه يضعها فى مفارقة شديدة التوتر ، حيث ينتهك بالواقع نفسه قدسية " الملك سوس - ارسينوى " الأسطورة و يخترق ديمومتها المطلقة ، بما تحمله من هواجس الواقع " زكريا - آجى - سارة - الشيخ عبد الرحمن - خال زكريا - أم زكريا - الشاويش مصطفى - كاترين " هذه الهواجس و الدلالات الذاتية و الميثولوجيه مختلفة 0** الاحكام و الاتقان الشكلى : و فى الوقت نفسه يتعامل - محمد الراوى - مع الأسطورة من منطلق الواقع المرير - على أنه شئ قابل للتكرار و الاستعادة و التصديق من داخل نسيج الواقع ، أو النص نفسه و بالمقابل ينتهك النص عبثية الواقع و يضعه دائماً فى إهاب الأسطورة ، أو على حالة السقوط فيها ، فيصير الواقع نفسه شيئاً غير قابل للتصديق - هذا الحراك بتشابكه و تداخله فى النص يفضي دائماً إلى ثمة واقع يتشكل داخل و خارج رحم الأسطورة نفسها ، و فى الوقت نفسه ، ثمة أسطورة تتشكل داخل و خارج رحم الواقع نفسه 0 هذه الحركة المزدوجة المركبة تصنع نوعاً من الماهية الملتبسة للعناصر و الذوات الفاعلة فى النص 0 فهذه العناصر تتناهى إلى مصائرها فى طريقتين متضادين فى وقت واحد ، هما الأسطورة و الواقع ، بل أن لحظة تجلى هذا الذوات و العناصر لا تكتمل إلا بلحظة خفائها المباغت 00 " اندثر الملك سوس يا آجى ، و انمحى من نفوس أهل تل القلزم ، و تحول إلى خرافة كما " أرادت السلطة " ، " لا أنه الملك سوس لقد رايته و تكلمت معه - وضعت يدى على جسد فرسته ، لما وضع يده فوق رأسى ، كان دائماً يزورنا فى الأحياء التى نسكن فيها ، كان يحمينا و سيفه لم يكن له مثيل 00 " ، " هل قلت لى أن اسمك زكريا ؟ اننى أكاد أراه فى عينيك الملتمعتين 0 هل كل أهل القلزم مثلك ؟ يحبون الملك سوس مثلك ؟ نعم - إذن لا تفتح هذا التابوت ، و ليبقوا على حبهم له " 00 و غيرها يساعد على الالتباس - فى تصورى - فى تفتيت الثنائية الماثلة للحلم المنظر و الأمل المرتقب - تلك الثنائية المتمثلة فى الماضي " الملك سوس " الحاضر " كفاح و نضال تل القلزم فى كفاح عبده ضد الإنجليز و عدم جلاءهم من الكفر إلا ساعة الصفر المرغمة 00 إنها طبيعة الذوات الفاعلة فى الرواية ،ويجعلنا الروائى ـ محمد الراوى ـ لانقبض عليها فى مضمون واحد أو دلاله محددة ، بل فى حالات مركبة،تتعدد مستويات تشكلها فىالنص0يبرر هذا أيضا صورة " زكريا " للتشبث والتعلق بالبطل الملك سوس " وضعف البصر بمدلولة ذكية جدا من الكاتب لنظرته الواهنة الى المستقبل المبهم 00صورة عميقة تبدو كائن سلبى مشوش البصر والبصيرة، فاقد الوعى بذاته لكنه مع ذلك يتسم بقدرة غامضة،تكاد تكون سحرية ذات تأثير وفاعلية على البنات فى عيانها المرئى وغير المرئى فى الوقت نفسه وهذا يتضح فى ساق خال زكريا التى بترت أثناء مقاومتة ودفاعه عن تل القزم ومقاومته ضد الإنجليز وتشبثه بيده المبتورة ينم عن تمسكه بدفنها فى أرضه وارض آباؤه وأجداده التى اختلطت بها رمال تل القلزم فلم تعد تميز بين يده المندثرة و باقى جسده على سطح الارض0**المزج المتقن فى الرواية:" قال لهم متوسلا وهو فى المستشفى انه الذى سيقوم بدفن ذراعه بنفسه وإنهم يجب أن يحافظوا عليها بصفة أمانه فى الثلاجة لحين شفائه 00"،" ويكمل خالى : لا تدعى أحدا يأخذها ـ ذراعه ـ وانتبهي حتى لا يأتي الإنجليز ويأخذونها فهى سبب هزيمتهم "0وأحيانا تتماثل "الذراع " مع رمز" سيف سوس " وهو رابط مقدس بين الأرض وسطحها كما أن لهذه الرمزية دلالة قوية لها حضور وطبيعة خاصة وقدرة على تجريد الأشياء عن ماهياتها البسيطة وتحويلها إلى رمز مركبة الدلالة0**عبق المكان وعبقريته:ونتابع أنغام وحركات هذه الرواية السيمفونية المتعددة الرؤى المستويات وارتفاع وحدة السياق والانطباع لنتوقف أمام نغمة رئيسية أو حركة ذات عزف ملتاع ومكثف هو بعد الموت ، الموت غير المرئى و الفيزيقى والشعور المحبط بالافتقاد والزوال ونذر النهاية والعدم ، وتتأكد مقاربة الموت الشعورية والوجدانية والعقلانية فى سياق وإطار وهيمنة المكان ومفردات خصوصيته000المياه والأرض ولا نهائيته وتحولاته مع البحر وشموخ تل القلزم وتآكل جدرانه وانهيار المنازل القديمة المتساندة والمتداعية " ستشعرين بمسام جسديك يا اجى"وهى تتفتح لتمتصه وتتلذذين بمتعة الاحساس بنظافة الملابس فوق جسدك دعينى انزع عنك ما تبقى فهو ليس يصلح لك بعد ذلك" أن الكاتب " محمد الراوى " لديه البصيرة الفنية الثاقبة و نفاذ الرؤية لتقديم المعطى الفكرى و الشاعري الإنسانى و الوجود فيصبح فعلاً روائياً و قصصياً له نسقه المؤثر و المترجم للدلالة المخبأة خلف حركة الحدث و مجلى الشخصيات و جوهرها الإنسانى 0 جاءت نهاية الرواية بمشهد دافق و متحرك و متوتر ينبض بإيقاعات شتى لأحاسيس تجسد الوهن و القوة و التآكل و التماسك و الأسى الملتاع و نذر النهاية " لن تبوح عيناى و لا لسانى بما رأيت ، إذا كان فى وضعك هذا مشقة فنامى بظهرك على البلاط فكم هو مريح أن تتسلل الرطوبة المنعشة إلى جلدك و عظمك 00 خذى منى أول دفقة ماء لتعيد إليك الحياة " 0 لقد جاءت نهاية الرواية بخلق كاتب لديه مهارة شاعرية فى بنيته النصية جدلية المكان و انتقالات بطيئة لــ" آجى " و هى تودع الحياة - و هو يتشبث بها 0 بهذه التجسيدات الرمزية و تقديم الصورة - الصورة - الفكرية - تعايش رعب و هزيمة الموت لإنسان ليس كمعطى جاهر بل كصيرورة حيث يقع فى دوامة حركة البطء و التمسك بحياة أمل جديد و استمرار تدفق المياه و الدفقة و العظم - ترمز إلى أن الإتقان الأسلوبي و عمق رؤى أصلية نجحت فى إعادة الاعتبار للرواية المصرية الجديدة التى يبدعها الكاتب القدير (( محمد الراوى )) 00 يبقى أن أحيى هذه الرواية وكاتبها - بما تحمله من خبرة روائية طازجة وحية ، قادر على تجديد دمائها و إثارة الدهشة و الأسئلة الحقيقية ، ليس حول الرواية و إنما - أساساً - حول الجسد و الأرض و الموت فى أعماق وجودها و أساطيرها وواقعيتها التى لا تنتهى إلى أبداً 0انتهتهوامشيوارى لوتمان ( مشكلة المكان الفنى ) ، ت 0 سيزا قاسم دراز 0 ألف - مجلة البلاغة المقارنة ، الجامعة الأمريكية بالقاهرة ، العدد السادس ربيع 1986 ، ص 89 0 سيزا قاسم دراز ( المكان و دلالاته ) المرجع السابق ص 79 0



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات