مواضيع اليوم

جدلية التحرر..ج2

mohamed benamor

2010-06-09 15:12:54

0

 

 



مما ادى هذا الى ان ينسحب التناقض الاساسي بصورته المجرده الى ذات المجتمعات ...الى داخلها .. كمسلمه مقطوعة الاصل وبذلك اختفى وسيختفي مفهوم التحرر الوطني ليحل معه وبدله مفهوم التحرر الطبقي والذي يروج له البرجوازيون من منظار قانوني بحت الدعوه الى اقامة مجتمع الرفاه في اطاره المثالي ...فمبررات الاضطهاد القومي وشواهده الاستدلاليه قد ولى على الاقل في وقتنا الراهن وتمظهر التمايز الطبقي بنواة نظام كوني سياسي ذا نزعه نقابيه سلطويه تقدس بشكل لا سابق له في تاريخ الانسانيه نقاء واصالة الطبقه البرجوازيه .. ولكي لا نقع في فخ التجريديه الفكريه وبالتالي يبدو طرحنا ذا نزعه مثاليه علينا ان نسعى الى نقد ما توصلنا اليه عن طريق مطابقته مع الواقع المباشر مع الادراك العقلي المحسوس ..ولنأخذ التجربه العراقيه نموذجا وليس انموذجا لها .. فلقد تهيئة لها ظروف تاريخيه انيه قامت بتوليف احداثها لتجمع اكثر من طرف في عملية تغيير النظام السياسي السابق ..حيث انصهرت مطالب تيارات مختلفه تماما ومصالح طبقيه محليه وخارجيه متعارضه في اتجاه ارادة التغيير تلك ولذلك فلقد اتخذت هذه الرغبه شكل المؤامره السياسيه التي شاركت فيها الولايات المتحده باعتبارها القطب المتناحر الظافر الذي تكثفت فيه نتائج تحول التناقض الرئيسي لحظة انهيار المعادله التناحريه السابقه وما يتطلبه ذلك منها القيام بدور اعادة هيكلة تلك المعادله وترتيب ميدان تحرك نشاط الراسمال ,فالتقت وبصوره شكليه ((كميه )) واقعيه مطالب الجماهير العراقيه بهذا الدور الذي كان يستهدف تغيير النظام السلطوي التوليتاري وبشكل عفوي اندفعت لان تؤدي دورا فعال في انجاز ذلك المشروع ..وبينما اتخذ موقف الجماهير طابعه هذا كانت القوى السياسيه التي تدين بمجملها بالولاء الى الطبقه البرجوازيه المحليه قد راهنت بمشاركتها على توسيع قاعدتها وترسيخها من خلال طرح نفسها كبديل سياسي لا غنى عنه باعتبارها قوى منظمه قائمه على اشكال وهيئات متعدده ..وهنا نلاحظ كيف انتفى التناقض بين مصالح وممارسات القوه الامبرياليه الامريكيه مع مصالح واهداف الجماهير العراقيه من جهه وكيفية انصهار القشره السياسيه للطبقه البرجوازيه المحليه مع تلك النتيجه بصوره كامله ...وعلينا ان نتذكر ان اقطاب البرجوازيه كانت الى وقت قريب تحد نفسها ووفق طبيعة قواعدها الاقتصاديه ان كانت صناعيه او تجاريه مجبره على الاصطباغ بصبغه وطنيه استقلاليه ...ولما نفذ مشروع ((الانقلاب )) كانت الاطراف الثلاثه قد بدأت بجني ثمار مراهناتها واقتسام غنائمها .. فلقد راحت الاداره الامريكيه تبني وبالتدريج الذي رسمته لنفسها الدعائم والمرتكزات الاولى لسوقها الشرق اوسطي وبكل تفرعاته وزامن ذلك وبشكل ضروري استحواذ كامل للطبقه البرجوازيه الرجعيه المحليه على مقاليد السلطه وفتحت امام شهيتها وجشعها مصاريع النهب والسلب ...ونالت الجماهير العراقيه قاطبة مبتغاها حيث تم التغيير ..تم الاستبدال السلطوي ... وبدأ البديل الذي حل رفع شعاراته وطرح مشروعاته ..لكن هذه المشروعات تستدعي من الجماهير ان تعطي قبل ان تتفوه باي مطلب عليها ان تاخذ موقف الصمت واللامبالاة اتجاه تدمير بنية الدوله ..وكيفية صياغتها من جديد .. فثمن ذلك دفع لها مسبقا ..عليها ان تشارك فعليا في الصياغه الجديده لشكل السلطه وتفعل كمن يبني بيده زنزانته ويحصنها ..فراحت تبني صرح السلطه الطائفيه والفئويه وتباركها عن طريق العمليه الديمقراطيه ومهرجانات الانتخابات البائسه ..فهذه المره لا نعتقد بان عاقلا يستطيع ان يدعي بان الجماهير قد اجبرت على فعل ذلك كما كان يجبرها النظام السابق .... بل انها تؤدي دورها عن طيب خاطر وحماسه لا نظير لها ...لكن وعبر اربعة سنوات من تاريخ هذا الدور الجماهيري العفوي البائس افرز الواقع ظواهر ارتدت بحياة المجتمع العراقي الى تاريخ ما قبل السقوط وبشكل مكثف هذه المره ...فكل شيء ظهر على انه يتجه الى الوراء وكل مطلب وشرط حياتي كان يندفع الى الخلف ومع اتجاه الاداره الامريكيه المدروس الذي لم يكن تسلطيا تقليديا او اجباريا مفضوح بتعزيز التيار الاسلامي السلطوي وتمكينه من الهيمنه على مقاليد السلطه وتثبيت وتدعيم ركائزه ومع توجيه تلك السياسه الى هاوية الطائفيه التي ادت الى تاكيد نظام الدوله المبني على اساسها فان تلك الاداره احسنت بذلك توجيه ضربه لا يستهان بها الى وحدة الصف الجماهيري وبالذات الى وحدة وتماسك وفعالية الطبقه العامله والكادحه العراقيه التي هي المرشح الوحيد للبروز كقطب مناقض للعمليه السياسيه ... وهذه الاداره ماضيه في هذا النهج يوما بعد اخر تقديرا صائبا منها لخطورة هذه الطبقه على مشروعها فهي تسعى لاقامة نظام سلطوي فدرالي ملغوم بالطائفيه تكون مقاليده الرسميه بيد حكومه لا تستمد قوتها الا بالوجود العسكري الامريكي ..لكن هذا الوجود ايضا استمد شرعيته الواقعيه على جميع الاصعده من الطبيعه الطائفيه للسلطه التي ساهمت الجماهير في صياغتها ..فاليوم كمثل البارحه حيث العراقيون متمسكين بشكل وباخر باذيال القوه العسكريه الامريكيه كي تحررهم من النظام المستبد وهم الان متمسكين وبتحفظ ولربما بحيره بنفس هذه القوه التي يشكل وجودها المانع الواقعي للانهيار الكامل والاكيد للدوله والمجتمع (( لقد ذاق العراقيون الموت ففرحوا مجبريين حائرين بالحمى والتي هي في الحقيقه علامه من علامات النوت البطيء )) ... الا ان هذا لا يلغي ان عدة نتائج باتت ظاهره امام العيان 1- اولها ان السلطه الجديده اصبحت ذات طابع طبقي مفضوح تهيء وهيئت لسيادة مفاهيم الطبقه البرجوازيه الراسماليه بعد ان الغت راسمالية الدوله 2- ثانيا هذه السلطه مرتبطه ارتباطا وثيقا متكاملا بقوى الراسمال العالمي وتوجهاته الاقتصاديه 3- ثالثا ونتيجه لذلك فقد تنكرت الطبقه البرجوازيه بحكم الضروره للاستقلاليه بما فيها تيارها الصغير 4- رابعا وتبعا لواقع التجزئه لقاعدة النشاط الاقتصادي وطبيعته المتخلفه في حدود الاقاليم سيتاكد نمو طبقة الملاكيين العقاريين وانبعاث شكل من اشكال العلاقات الاقطاعيه ....ان هذه النتائج ومردوداتها المتراكمه على واقع المجتمع العراقي تحتم بروز قوى تقدميه مضاده تعي ان نضالها الحقيقي لا يمكن ان يكون جهدا استقلاليا مباشرا يستهدف قوى الاحتلال العسكري ..لان هذا يعني تغافلا ساذجا لمعادلة موازنة القوى وثانيا يعني ترسيخا لشروط بقاء الاحتلال .. فلكي تكون هذه القوى تحرريه استقلاليه عليها ان تستند الى قاعده جماهيريه والا فانها لا تنتظر ان تهبط الشياطين من السماء لتنفذ تلك المهمه ..بمعنى انها امام خيار طائفي وقومي لان ذلك المشروع الاستقلالي هو نفسه قد انتج وفعل عوامل الانقسام ..فالسني يدعي انه هو المحرر ..والشيعي يدعي انه اولى بان يكون كذلك ..ز وهكذا سنفسر الماء بعد جهد بالماء ..الا ان قساوة الواقع وخبث الغازه لا تخلو ابدا من المنفعه وهاهو يضعنا وبشكل منحاز في موقع يؤهلنا لان نتقمص دورا طالما حلمنا به .زفلقد حتم المنطق على ان التحرر والاستقلال السياسي للعراقيين لا يمكن ان يمر الا من خلال مجرى النضال الطبقي الذي يتحكم فيه وبالضروره مفهوم النضال الاشتراكي ...لكن هذا الواقع المنحاز يضعنا امام اختيار صعب وصعب جدا ..فالقيام بهذا الدور واداءه على احسن وجه يحتاج الى جهد فكري وذهني خلاق ..بالاضافه الى انه يتطلب منا ان نتخلى وبصوره نهائيه عن حالة الاسترخاء والشماته والنرجسيه التي ادمنا تعاطيها ..حتى وصل الامر ببعضنا الى ان يمارس بطولاته النضاليه ...اما ... مسترخيا في فراشه أو مجتمعا ببعض المغرميين بالثرثره ...يداعب ما تحت سرته ؟؟ وينظر بعبقريه موضوعة هل الواقع ثوري أم لا ثوري ..هل نحن مع الدين ...أم ضد الدين ؟؟ هل نتكتب بيان الاستنكار هذا أم نشجب ذلك الحدث ...بينما يظل التاريخ حابسا انفاسه والجماهير من وراءه تردد ..هذا جيد ..وأنتم ذوي نوايا حسنه ... لكن ايها الاصدقاء ...لا تنسوا بأن طريق جهنم مليء ...بالنوايا الحسنه .......




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !