مواضيع اليوم

جدران بالإسمنت.. و أخرى بالفولاذ

Saleem Moschtafa

2009-12-26 10:50:16

0

 

لعل الجميع يذكر ذلك الإجتماع الفجائي و الذي جمع وزيرة الخارجية "الإسرائلية" تسيبي ليفني و نظيرتها الأمريكية كوندوليزا رايس في واشنطن، و الذي جرى ساعات قليلة قبل اعلان "اسرائيل" عن ايقاف عدوانها على غزة بداية هذا العام.

و وصف اللقاء حينها بأنه لقاء أمني، من خلاله تم التوقيع على اتفاقية كما قيل" تنهي بشكل نهائي " مسألة تهريب السلاح الى غزة، و بما أنه لا يمكن أن تترجم هكذا اتفاقية بعيدا عن الأراضي المصرية، أكدت الحكومة المصرية في حينها أنها لن تسمح بتطبيق أية اتفاقية لم تستشر فيها و لم تشارك في صياغتها، و لكن تلك ال"لن" يبدو أنها ذهبت ادراج الرياح.

فاليوم، و مع الأنباء التي تتأكد يوما بعد يوم عن الجدار الفولاذي الذي بدأت بعد مصر في بنائه على حدودها مع قطاع غزة، و الذي كانت التسريبات الأولى بخصوصه تسريبات "اسرائيلية" و أمريكية، قلت اليوم نعلم أن مصر تنفذ، ترهيبا أو ترغيبا، مقررات ذلك الإجتماع المذكور، و كل الحديث عن "السيادة" المصرية و "الأمن القومي المصري" حديث لا معنى له.

فالسيادة المصرية لم تكن مهددة في يوم من الأيام من قطاع غزة، و لكن بالتأكيد أمن مصر يمكن أن يتهدد و هي تحاصر مليون و نصف مليون انسان، و لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن تكون عليه خطوتهم التالية.

لكن المفارقة العجيبة و الغريبة أن العدو "الإسرائيلي" يبني جداره العنصري بالإسمنت و لكن "الأخ" المصري يبني جداره من الفولاذ!!!!

و نحن نعلم أنه عندما بدأت "اسرائيل" في بناء جدارها الذي يشوه الضفة الغربية، الجميع تقريبا وقتها و الى الآن يستهجنون تلك الخطوة بمن فيهم الحكومة المصرية و قيل لها، أي "اسرائيل" أن الجدران لا توفر أمنا انما القرارات السياسة وحدها هي التي يمكن أن تؤدي الى أمن.

لذلك فعلى الحكومة المصرية أن تنصح نفسها في هذا الصدد، اللهم الا اذا كان المقصود هنا من ذلك الجدار هو حماية أمن "اسرائيل"، و تلك حكاية أخرى.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !