مواضيع اليوم

جدال لا أخلاقي في السياسة

وليد صابر شرشير

2009-02-17 14:05:45

0

 


"جدال لا أخلاقي في السياسة"!!
مفهوم السياسة والمشاركة السياسية لدى الشاب الفلسطيني

تحقيق: محمد عبد الحميد الأسطل
قال تعالي: " وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً " صدق الله العظيم
جيل ينشئ جيل، ويولد الطفل الآن من أحشاء أمه في مجتمعنا الفلسطيني وبكاءه وصراخه ناطقاً سياسة، وأصبح الشاب في هذا الوضع تفكيره وتركيزه في الأمور السياسية التي جعلته يمحي الساسة والشخصيات الاعتبارية من الذاكرة الذين كانوا همهم وهدفهم الوحيد الاستقرار النسبي والتهدئة في المنطقة أو بالأحرى في الأراضي الفلسطينية وقضاء مصلحة الوطن بأساليب منطقية والخوض في إهدار أنفسهم لتحقيق ما أوصى به الله سبحانه وتعالي.
أما في الآونة الأخيرة تغيرت الأوضاع رأساً علي عقب بعد التعصب الحزبي والانتماءات التي أدت إلي تفكك وانتزاع الوحدة والفرقة في صفوف الشعب الفلسطيني علي الرغم من أن المسعى والهدف واحد والقضية واحدة المتجاهلة من قبل كبار البلد من تارة، وحاضرنا ينتظر الأجيال الناشئة الذين أبدوا وجهة نظرهم خلال الفترات التي مضت في ظل التطورات والأحداث الأخيرة تارةً أخرى، مما أدى إلي اضطرار الشباب في المشاركة السياسية، وأصبح حديثهم صباحاً ومساءً لكسر الملل من الأوضاع المتفاقمة في السياسة.
لذا وجدنا تعدد في وجهات النظر بين الطلبة وهذا بعد تجولي لمعرفة مفهوم السياسة والمشاركة السياسية في تصورات وأذهان الشباب، وهذا في خلال التحقيق التالي:-
التعصب الحزبي
وبهذا الشأن في معرفة ماهية السياسة وأهدافها الحقيقية وتعريفها بأمر الواقع ومشاركة الشباب الفلسطينيون بمناقشة السياسة باعتبارهم جزء من هذا المجتمع، حيث أكد الدكتور مخيمر أبو سعده، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، علي أن مفهوم السياسة تعتمد على إشراك المواطنين في عملية صنع القرار متضمناً ذلك إشراك المواطنين في عملية الانتخابات والاستفتاءات من خلال التأثير على التشريعات والسياسات التي يتم تنفيذها في الدولة وحول نظرة الشباب الفلسطيني إلى المشاركة السياسية، قال:( أن نسبة المشاركة السياسية للشباب هي أقل من المعدل العام للمواطنين؛ وذلك لأسباب سياسية، اقتصادية ،واجتماعية، لذا نجد تمحور وتمركز الأسباب السياسية لدى الشباب علي عدم جدية الشباب بالتعاطي مع المسائل السياسية؛ بسبب الانشغال في أموهم الحياتية والروتينية، وخاصة فئة الخريجين الذين يبحثون عن فرص عمل، ومنهم يفكر فقط في استكمال الدراسة، وهناك اعتقاد سائد لدى الشباب بأن مشاركتهم السياسية لن تؤثر كثيراً على مقومات الحياة السياسية).
وأشار د. أبو سعده أن هنالك ظاهرة سلبية موجودة في المجتمع الفلسطيني وهي التعصب الحزبي وبالتحديد لدى فئة الشباب والتي لها تداعيات سلبيه على الحياة السياسية. ومن خلاله طرح فكرة قد تخفف من حدة التعصب في الانتماءات الحزبية التي تشكل خطراً كبيرا ً علي مستقبل الشباب، وذلك من خلال عقد ورش عمل ولقاءات يتم من خلالها إعطاء الفرصة للشباب لتفريغ تعصبهم في هذه الورش والندوات.
الحاكم والمحكوم
وبدوره أوضح الأستاذ أشرف عليوة، المسئول الإعلامي لمنتدى رواد الشبابي في جمعية الوداد، أن لجنة تعزيز وتفعيل المشاركة السياسية للشباب تم من خلال عقد ورشة عمل بعنوان" المشاركة السياسية للشباب"، حيث تمخض علي أن المشاركة السياسية هو أي عمل تطوعي من جانب المواطن يهدف التأثير علي اختيار السياسات العامة وإدارة الشئون العامة أو اختيار القادة السياسيين علي أي مستوي حكومي أو محلي أو قومي.
ونوه عليوة قائلاً:( أهمية المشاركة للشباب تأتي من خلال التعليم والممارسة، وبموجبها يتعلموا ويدركوا كامل حقوقهم وواجباتهم، كما وتجعل الجماهير أكثر إدراكاً لحجم المشاكل المتعلقة بمجتمعهم والإمكانيات المتاحة لها، مما تفتح أبوابها للتعاون البناء بين الجماهير والمؤسسات الحكومية، إلي جانب المشاركة السياسية لها آثار إيجابية علي الشباب والسياسة العامة للدولة فهي تنمي لدى الفرد الشعور بالكرامة والقيمة والأهمية السياسية وتنبه كل من الحاكم والمحكوم إلي تمحص بمعرفة واجباته ومسؤولياته الحقيقية واستنهاض الوعي السياسي).

آراء طلاب الجامعات
نعم، السياسة اجتاحت أيضاً الحرم الجامعي وأثرت تأثير سلبي علي نفسية الطلاب وقد أعطى الطالب حقه في عرض رأيه حول مفهوم السياسة والمشاركة السياسية باعتبارهم جيل المستقبل الواعد والمشرق في قضياهم العصرية السياسية، حيث قال الطالب مهدي الفيومي من جامعة الأقصى أن السياسة هو كل عمل منظم للحصول علي شيء معين من أجل تحقيق أهداف خاصة، مضيفاً:( السياسة هي تبادل الآراء واختلافها بادرة إيجابية من أجل الوصول إلي الأفضل، أما مفهوم المشاركة السياسية هو إبداء الآراء حول موضوع معين وذلك من اجل الخروج من المأزق والجدل والنقاش الذي يدور بين الشباب في أمور السياسة، إلي جانب أضف أن السياسة لدي مجتمعنا هو جدال لا أخلاقي يقوم علي عدم احترام وتقبل الرأي الآخر).
أما الطالبة عبير أبو هاشم من الجامعة الإسلامية أكدت علي غياب لغة الحوار في السياسة والسبب يرجع إلي اختلاف المبادئ ووجهات النظر بين مختلف الفصائل الفلسطينية، حيث طالبت أبو هاشم من المجلس التشريعي (لا بد من تفعيل دور الشباب في المشاركة السياسية ، وينبغي تخصيص ممثلين في المجلس التشريعي لفئة الشباب ، وعقد مؤتمرات شبابية لدعم المبادرة السياسية والتثقيف السياسي لدى الشباب).
نظره خاطئة!
ومن جهتها أوضحت الطالبة سهاد كساب من جامعة الأزهر أن السياسة هي السبب الرئيسي والوحيد في تدهور الوضع الاقتصادي في أي مجتمع والتي يمكن أن تصل إلي مرحلة يصعب الخروج منها ومن غير أن يشعروا المسئولين بذلك إلا بعد فوات الأوان.
حيث اعتبرت إحدى الطالبات أن السياسة هو أسلوب ديمقراطي يستطيع من خلاله الفرد التعبير عن رأيه بكل حرية وطلاقه دون تقيد ورقيب يحاسب الفرد قبل محاسبة نفسه، مع الأخذ بعين الاعتبار الأخلاق والآداب العامة، وأضافت هذه الطالبة، قائلةً:(الشباب الفلسطينيون ينظرون إلي السياسة بنظره خاطئة وهو التمسك بفكر معين والانتماء له لدرجة التعصب والمؤدي إلي بتر العلاقات مع بعضهم البعض لأشياء لا تستحق الإفراط في العلاقة التي كانت وطيدة بينهما).

يمكن القول أن هناك بصيص ورونق من الأمل لدى الشباب؛ ولذلك لابد من احترام وجهة نظرهم حول مفهوم السياسة وتحقيق مآربهم، وعدم نفث السموم القاتلة التي ستدمر مستقبل الأجيال الناشئة، والسؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحالي وفي المستقبل القادم، هل العقلاء والسياسيون الفلسطينيون بالاهتمام ولفت انتباههم إزاء قضايا الشباب وتوعيتهم سياسياً بالطرق والأساليب المحببة لدى الشاب الفلسطيني، أم التجاهل والتغاضي والاستمرار في شدة الصراع إلي أجل غير مسمى؟.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !