بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، قسمت ألمانيا إلى أربعة مناطق محتلة بحسب اتفاقية يالطة، كانت الدول المحتلة هي الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي، والمملكة المتحدة وفرنسا، وكانت هذه الدول المتحكمة والمديرة للمناطق المحتلة من ألمانيا، وتبعا لذلك، قسمت العاصمة السابقة للرايخ الألماني إلى أربعة مناطق أيضا، وفي ذات الحقبة بدأت الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي الشرقي والغرب الرأسمالي، ومثّلت برلين مسرحا للمعارك الاستخباراتية بينهم.
في عام 1949 بعد قيام جمهورية ألمانيا الاتحادية (ألمانيا الغربية) في المناطق المحتلة من قبل الولايات الأمريكية المتحدة، والمملكة المتحدة وفرنسا، وقيام جمهورية ألمانيا الديمقراطية (ألمانيا الشرقية) بعد ذلك في المنطقة المحتلة من قبل السوفييت، بدأ العمل على قدم وساق على حدود كلا البلدين لتأمينها، وبقيام كيانين، دَعم التقسييم السياسي لألمانيا، وبين ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية، وضع بشكل أولي شرطة وحرس الحدود، ولاحقا على الطرف الشرقي بدء وضع الاسيجة، وتطور الأمر إلى أن تم بناء سياج أو جدار برلين لكي يكون هو السكين التي قطعت أوصال ألمانيا.
واليوم في العراق يتكرر المشهد الألماني – سياج برلين – لكن هذه المرة على غير صورة فليس هناك جدار وإنما خندق, وحسب ما نشر موقع كتابات العراقي من خبر بتاريخ الخميس 19 / 2015 وتحت عنوان (بين كربلاء والانبار وبابل ... خندق للفصل الطائفي)...
رسم مسؤول محلي خط على خريطة يقتطع أرضا زراعية وصحراوية جنوب غربي بغداد نزح سكانها السنة بسبب القتال ثم أشار إلى الجنوب مباشرة على موقع أكثر المزارات الشيعية قدسية.. كربلاء, فقد قال عضو المجلس المحلي في بابل "حسن قدم" إن الخط يمثل مسار خندق يمتد 45 كيلومترا صمم لحماية مدينة كربلاء الشيعية المقدسة من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يسعون إلى إبادتها, وأشار إلى انه ما دام تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الانبار فان هذا الخندق سيستخدم لحماية السكان في كل من بابل وكربلاء والذي سيصبح نقطة انطلاق لتحرير الانبار.
وبعد وضع هذه الخطة وبداء التصريح عنها إعلاميا حتى بدأت بوادر التقسيم الطائفي تلوح في الأفق, وخير شاهد هو رفع صور وبوسترات كبيرة في شوارع النجف وكربلاء وبعض محافظات العراق للزعيم الإيراني الراحل " الخميني " وتمت تسمية إحدى شوارع النجف باسمه!! وهذا يعني إن إيران قد ضمنت حصتها من العراق وبحجة المحافظة على المقدسات من خطر تهديد " داعش ", وأمريكا ضمنت حصتها أيضا فهي تواجدت وستكثف تواجدها في المناطق الغربية والشمالية, بحجة محاربة " داعش ".
ويبدوا إن هذا الترسيم الجديد للعراق بدأ حيز التطبيق بعد الرسائل المتبادلة بين الزعيم الديني الإيراني خامنئي والرئيس باراك أوباما في مطلع شهر شباط 2015م, بحسب ما تناقلته وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والالكترونية, حسبما نقله مستشار وزير الخارجية الإيراني " علي خورام " عن رسائل الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى الخامنئي وكيف انه متفائل بتلك الرسائل وان أمريكا سوف تغير سياستها في العراق وانها سوف تفتح المجال أكثر لإيران في العراق, وهذا الأمر يرجح جدا إن فكرة وجود داعش في العراق هي فكرة مشتركة بين معسكر الغرب ومعسكر الشرق ويؤيد ذلك نتائج الاستفتاء الذي أجرته صحيفة إيلاف اللندنية بتاريخ 18 / 2 / 2015م, حيث كانت نتائج الاستفتاء هي :
صوت بنسبة40 % إن إيران داعم رئيس للتنظيم، تلتها نسبة 22 % تقول بأن تركيا تدعم التنظيم, أما ثالثاً فقد حلّت إسرائيل بأنها تدعم التنظيم، حيث قررت ذلك ما نسبته 15 % , بينما قال إن أميركا هي داعم (داعش)، وقررت النسبة الأقل 11 % أن العرب هم من يدعم التنظيم .
وحسب هذه النتائج نرى إن المعسكرين الشرقي والغربي لهما دور في ايجاد داعش,كما هو الحال سابقا عندما أوجدوا جدار برلين, وهذا يرجح ويقوي ويؤكد ما قاله المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني بان إيران وأمريكا لاعبين رئيسيين في العراق والمنطقة, وذلك خلال الحوار الصحفي الذي أجرته معه وكالة أخبار العرب بتاريخ 13 / 1 / 2015م ... حيث قال ..
{ ...لا يخفى على العقلاء إن في العراق لاعبَيْن رئيسين أميركا وإيران، أما الآخرون فكلُّهم أدوات بيَدِ هذين اللاعبَينِ يحرِّكاهُم كيفما شاءا ومتى شاءا، وإذا حصل أيُّ صراع بين هذه الأدوات فهو مشروط بان لا يخرج عن حلبَةِ السيدين الكبيرين، أميركا وإيران، ومن هنا يظهر لكم إن كل ما يقع على ارض العراق هو بسبب هذين الوحشين الكاسرين المُتَغطرِسَينِ...}.
فان التجربة الألمانية السابق الآن يمر بها العراق والى متى سيطول هذا الأمر؟ فهل سيقبل الشعب العراقي بهذا التقسيم؟ أم ستكون له كلمة أخرى؟ أو انه سيذعن للأمر الواقع ويبقى تحت رحمة الشرق والغرب؟
بقلم :: احمد الملا
التعليقات (11)
1 - العراق
خالد الرافعي - 2015-02-23 18:35:59
التحليل الدقيق والتشخيص الواقعي نجده دائما\" في بيانات ومواقف وأراء مرجعية السيد الصرخي الحسني ، وهذا ينطلق من الشعور بالمسؤولية التأريخية التي تقع على عاتق هذه المرجعية الرسالية التي تحمل هموم وتطلعات الجميع .
2 - رائع
حكمت ياسر - 2015-02-23 18:40:02
تعودنا دائما من السيد الصرخي ان يضع النقاط على الحروف ويوضح الموقف الشرعي والاخلاقي إتجاه قضايا الشعب العراقي بصورة خاصة والأمة الأسلامية عامة ، وهذا ينطلق من الشعور بالمسؤولية التأريخية التي تقع على عاتقه كرجل دين يحمل هموم وتطلعات الناس .
3 - خندق العراق جدار العفصل الطائفي
الحقوقي مصطفى الغالبي - 2015-02-23 18:45:46
لا يخفى على اي عاقل ان اشكال التميز والتفرقة العنصرية التي مارستها اسرائيل لم تكن وليدة الصدفة او المرحلة انما هي امور خطط لها ودبر لها منذو سنين اذا لم نقل قرون وما يجري في العراق انما هومشروع وضع منذو اليوم الاول لدخول امريكا وايران واحتلالهما للعراق والذي اطلق عليها سلفا مشروع بايدن وكل هذا انما جاء ارضاء لمصالح الخصوم المتحاربين على ارض العراق وخصوصا وكما اشار السيد الحسني (ايران وامريكا ) وعليه لا خلاص للعراق وشعبه وارضه من جدار الفصل جدار برلين الجديد وخندق التخندق الطائفي الا من خلال الاخذ بكلام واقوال ونصائح السيد الحسني الذي وضع الحلول المناسبة لتهديم مخططات الاحتلالين ومن يقف ورائهم
4 - العراق
استاذ خالد - 2015-02-23 18:46:32
ايران الى زوال ومن يراهن على ايران فهو اغبى الاغبياء
5 - العراق
خادمك ياعراق - 2015-02-23 18:48:51
ان الحل بيد المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني المجتمع العراقي مغلوب عليه بفتوي ايرانيه وفتاوي دول متفرقه يوجد نادر من الوطنيين بداخل العراق والخاسر الوحيد هوه العراق وشعبه مثلما نوه المرجع العراقي العربي بسقراء له
6 - داعي الحق
سجاد الموسوي - 2015-02-23 19:03:00
ان المواقف الوطني لسماحة السيد الصرخي الحسني (دام ظله) لاتعد ولاتحصى
7 - العراق من اسوء الى اسوء
احمد البديري - 2015-02-23 20:06:09
العراق من اسوء الى اسوء وما امريكا وايران الا حليفان وهما وحشان كاسران غايتهما السيطرة التامة على العراق وتحويله الى اجزاء لكي يسهل السيطرة عليها فمرة طائفية وثانية داعش والله العالم ما سيكون الثالث من الامور
8 - العراق
علي العراقي - 2015-02-23 21:03:42
اين ذهبت عقول الناس ؟؟؟؟ هذه دماؤها تُسفك وابناؤها تُقتل وارضها تستباح من قيل كل من هبّ ودبّ ... ما بالكم أيها العراقيون ؟؟؟ منى تستفيقون ؟ هذا السيد الجليل يدعوكم لما يحييكم , فتصدون عنه وتذهبون الى من يدعوكم الى النار
9 - رفض الطائفيه بكل اشكالها
محمد العراقي - 2015-02-24 17:51:16
لمواقف الوطنية لسماحة السيد الصرخي الحسني لا تعد ولا تحصى، وهو الناصح الأمين للجميع وبالخصوص لمن تصدى للعمل السياسي ، وهو اول من حذر من الطائفية والتطرف والميليشات ورفض الفتاوى التكفيرية التي هي أساس الدمار والقتل والتهجير في العراق.
10 - انهم يد الشيطان ورجله وسيفه لعنة الله عليهم
محمد العراقي - 2015-02-24 18:09:37
حسنت اخي العزيز نعم ان مايمر اليوم من قتل وتقتيل هو سببه الوحوش الكاسرة التي حكمت العراق بنار والحديد ويضا سببه وعلى راسه وفي مقدمته هو ساسة الدين الذين يؤمنون على كل المجرمين الذين قتلو الشعب العراقي بل يوجبون انتخابهم والذي لا ينتخب فهو خارج عن المله ويسمون الحاكم الظالم القاتل المالكي مختار العصر نعم هو صحيح مختار النحر ينحر اناس ابريا فيذبحهم في الحشد الاشعبي الذي بنه بنيانه هو والسستناني الملعون العميل واومعهم اهل المصائب اكبر قتله ماجورين الى الفرس ومعهم حزب الشيطان لعنة الله عليهم ويضا في مقدمتهم منظمة قذر الفارسيه معهم الجهلاء الذي ينعقون مع كل ناعق وهم حبل الشيطان ويده ورجله وسيفه لعنة الله عليهم اجمعين اللهم حرقهم بنار الدنيا ء قبل نار الحساب وخزهم في عرضهم ولا تخرجهممن الدنيا الا بنارا وعارا بحق مظلوم كربلاء
11 - اين الوطن
المناصر العراقي - 2015-02-24 19:06:24
اين ابناء الشعب العراقي من هذا التقسيم اين الشرفاء لينتفضو ضد هؤلاء المتغطرسين الذين نهبو العراق وارضه كلا والف كلا لتقسيم العراق كلا والف كلا للطائفيه نعم للعراق الموحد نعم لمرجع التوحيد السيد الحسني(دام ظله)