فى الذكرى الأولى للهجوم البربرى الصهيونى على غزة كتبت هذا المقال, وكنت اعتقد بأن ماحدث كان الحدث السيىء الذى ترك فى القلب نقطة سوداء نتيجة للموقف العربى والمصرى المخزى تجاه إخواننا فى غزة .
ولكن بكل أسف ان الأسوأ ماكان يخباه القدر , حينما إحتفلت الحكومة المصرية بإحياء هذه الذكرى السنوية ليس بتصحيح هذا الخطا القاتل ولكنها قامت بعمل جدار الخزى والعار
الجدار الفولاذى الذى يحبس إخواننا ويشدد من عزلتهم ويعاقبهم على إختيارهم لقيادتهم
ّذهبت الكلمات
ونضب المداد
وإشتعل القلب حزنا
وأتوارى خجلا وأردد فى صمت يقتلنى
ياليتنى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا
شلت أيدينا
وإنعقد لساننا
وهان علينا دماء إخواننا فهنا على العالم كله
الشعوب الإسلامية فى واد وحكامهم فى واد آخر.. المظاهرات فى العواصم الإسلامية تنادى بالرد على العدوان الصهيونى والحكام مازالوا يبحثون إمكانية عقد إجتماع قمة
الكيان الصهيونى الغاشم واصل الليل بالنهار فى الهجوم على شعب أعزل لا يملك مضادات للطائرات أو دفاع جوى أو حتى صواريخ تصل إلى أى أهداف يهودية ولا يملك سوى صواريخ بدائية ذات مدى قصير لا يتعدى 25 كم و 20 ألف مقاتل مسلحون بأسلحة خفيفة و يقتلون قبل أن يحاربوا وينتظرون الهجوم الصهيونى البرى ليتمكنوا من عدوهم أو ينالوا الشهادة بعد قتال حقيقى
والعالم المتحضر نام ليلته قرير العين بعد أن رأى بعينيه هذا الهجوم البربرى الأرعن على شعب مسكين أعزل
والأمم المتحد (أو كما تشتهر بالولايات المتحدة ) غضت الطرف عن هذه المجازر الوحشية وبادر أعضاؤها وكأنهم يقومون بأداء مشهد تمثيلى كل يعلم حجم دوره ويردد السيناريو الذى أعد سلفا بمعرفة الفاجرة والعاهرة أمريكا
ومما يزيدنى حنقا وبغضا لهذا الشيء المسمى أمريكا هو الإصرار الغريب لدى قادتها على التمسك بالشعارات التى طالما سأم منها العالم وأصبحت لا تنطلى على طفل صغير وأصبح الأمريكان يرددون هذه الشعارات البراقة وهم موقنون أن العالم كله إكتشف إزدواجيتهم وإكتشف زيفهم ومكرهم , إلا أنهم مازالوا مصرين على ترديد هذه الشعارات مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الحيوان .. وغيرها من شعارات
وكأن المواطن الفلسطينى الأعزل الذى يمارس ضده حرب إبادة منذ بداية الحصار وقطع الكهرباء والوقود ومنع دخول الدواء والغذاء له لا يرقى وليس له حق فى الإنسانية بل ولم يصل الإهتمام به كما يهتم الغرب ذو الأقنعة المزيفة بالحيوان
وعلى نفس الطريق تسير الحكومات العربية فى خنوع وذل ومهانة لترديد نفس السيناريو الذى أعد سلفا بأننا حذرنا إخواننا الفلسطينين من مغبة الدفاع عن أنفسهم وإطلاقهم للصواريخ .. وقد أعذر من أنذر
هكذا هو الحال , وهكذا تكون النصرة , وهكذا تكون النجدة
ونقول للحكومات العربية
إن هذا اليوم سيكون آخر فرصة لكم لتثبتوا أنكم مازلتم تراعون الله فى شعوبكم وأنكم مازلتم تحملون جينات من النخوة والكرامة العربية الأبية , فإسمعوا لشعوبكم وهبوا لنجدة إخوانكم فى غزة , وعفا الله عما سلف وتأكدوا بأن شعوبكم والتاريخ لن يرحمكم فى حال إستمرار تخاذلكم
ونقول للسلطة الفلسطينية فى الضفة
كفاكم إستهزاءا بشعبكم .. فماذا جنى لكم السلام مع العدو الصهيونى ؟؟
وكفاكم تكالب على سلطة زائلة .. وإعلموا بأنكم بموقفكم الذليل هذا سيلفظكم شعبكم وهو يرى إخوانه على الجانب الآخر يباد ويذبح تحت مرأى ومسمع منكم وإعلموا بأن الشعب الفلسطينى الحر الشجاع لن يقبل العيش بمذلة وهوان وهو لن ينتظركم لتأذنوا له ... لذلك أطلب منكم أن تأخذوا بزمام المبادرة وتعلنوا قيام الإنتفاضة الثالثة ولتذهب السلطة المغمسة بالذل والعار إلى الجحيم , فماذ يفيدكم عندما تصبحوا على رأس سلطة بدون شعب , وماقيمة الحكم وهو حكم ملطخ بدماء الشهداء البواسل , فأى عار عليكم حينها وأنتم تصافحون هؤلاء القتلة
وأخيرا نقول للشعب البطل المناضل ... لكم الله
ولا نملك إلا أن نقول لكم ماقاله المولى فى كتابه الكريم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}
فإما الحياة الشريفة ... أو الشهادة والقصاص من كل من خذلكم يوم الحساب
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَـكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
التعليقات (0)