الجحيم السوري تجاوز حد الخيال , والعالم صامت يتفرج بدمٍ بارد لا يعنيه شيئاً ؟
جحيمٌ صنعه نظام طاغي لم يؤمن في يومٍ من الأيام بحقوق الشعب وقف ضد الثورة بشكلٍ همجي نفث بنار المذهبية والطائفية وتعامل معها عسكرياً وكأن الثورة غزوة يٌراد منها إحتلال الأرض والإنسان , بسبب تلك الهمجية تحول الثوار لمجاهدين ومقاتلين مدافعين عن الأرض والعرض فركب المتطرفين موجة الجهاد والمقاومة بغية تحقيق مكاسب إيديولوجية أو تحقيق حلم الدولة الإسلاموية العادلة من النهر إلى البحر وهذه هي النتيجة المٌدمرة حاضراً ومستقبلاً ؟
كثيرون يتهم راكبي موجة الجهاد ودعاة النفرة والنفير بتحويل سوريا إلى جحيم وهذا صحيح لكنهم ليسوا المسؤولين الأوائل عن ذلك الجحيم , المتهمون دفعوا بالشباب إلى المحرقة وهم ينعمون بخيرات الأرض المادية والمعنوية والجسدية أيضاً , لكن أليس من العدالة وضع المتهم بقفص الإتهام ومعه شريكة الذي لا يقل همجية عنه , شريك دعاة النفرة والنفير في تلك المحرقة وذلك الجحيم هو النظام السوري الذي حول الأرض لملعب صراع دولي وإقليمي كبير يحتضن أطراف تسعى لفرض هيمنتها وشروطها على الواقع السوري سواءً أنتصرت الثورة أم لم تنتصر ؟
دعاة النفرة والنفير أدوات تٌستخدم بين فينة وأخرى لتحقيق مأرب وهذه حقيقة خصوصاً إذا أستذكرنا الحقبة الأفغانية وما تم فيها من تضليل وتفسير وفق الهوى الدولي الذي لم يعد بحاجة لذلك الهوى بعد أن ذاق مرارة من صنعهم بالأمس كأسامة بن لادن ومن هم على شاكلته الذين أنقلبوا على صانعيهم في ليلةٍ ظلماء .
دعاة النفرة والنفير يستفيدون من مختلف الأوضاع يوظفون كل شيء لتحقيق مصالحهم , لو كان العالم يٌدرك خطورة مواقفهم لعمل على إنجاح الثورة السورية ووقف بصفها وواجه النظام السوري إنحيازاً لصوت ورغبة الشعب لكنه أثر دعم النظام سراً والتغني بالشعارات جهراً فكانت النتيجة دخول المهزومين نفسياً والمحتقنين والطائفيين والطامعين لأرض سوريا محولين الأ{ض لمحرقة تسكنها نفوسٌ مضطربة مستقبلها مٌظلم ؟
الجحيم السوري لن يتنهي طالما بقيت أسباب إشتعاله فالنظام السوري هو السبب أما جنود دعاة النفرة والنفير فهم أبطال من ورق نهايتهم مرهونه بنهاية الأسد ونظامه؟ فالورقة تتمزق إذا تعرضت للريح فكيف سيكون حالها إذا كانت تلك الريح محملة بماء يغسل الأرض ويٌزيل الأوساخ التي أوجدتها عقول لا تؤمن بالله وإن دعته صباح مساء .
التعليقات (0)