أود أن أُرسل تلك الكلمات إلى إتحاد كُتاب وصحفىِّ مصر من الأحياء ، إن أشد ما يؤلم الإنسان العادى هو عدم إهتمام الآخرين به وبخاصة هؤلاء الذين عاش معهم وإختلط بهم وأعطاهم مساحات من وقته وإهتماماته ، فما بالنا بتجاهل ونسيان أشخاص مرهفى الحس والمشاعر من مثقفى مصر ونخبتها ، فألم هؤلاء بلا شك مضاعف .
فعندما نقرأ أن كاتباً كبيراً بقامة المرحوم فاروق عبدالقادر لا يحضر جنازته إلا أربعة أشخاص فقط منهم سائق سيارة دفن الموتى ، فهذه والله لمأساة كبرى ، والأمثلة كثيره فى تباين ما يحدث لكبار المثقفين والكتاب فى أواخر حياتهم أو بعد مماتهم ، فالكاتب الصحفى مجدى مهنا كانت جنازته ومأتمه مُشرفاً ، وعلى الجانب الآخر هناك الكثير ممن تتناساه مؤسساتهم وكذلك زملائهم من النخبة ، منهم الفيلسوف الدكتور فؤاد زكريا الذى كان عزاءه " أكثر من مُحزن ومن مؤسف " كما قال الروائى يوسف القعيد ، فأين مثقفى مصر ونخبتها ؟! ، أين المؤسسات الصحفية التى كان يكتب بها الناقد فاروق عبدالقادر ومنها روزاليوسف وأخيراً البديل قبل إغلاقها ؟! أين اتحاد كتاب مصر الأحياء ؟! أين نقابة الصحفيين ؟! مائة أين وأين لن تكفى ، وتلك المشكلة يعانى منها مثقفى ونخبة مصر وبخاصة الكبار منهم سناً ومقاماً ولم يشاء لهم الله أن يكون لهم ذرية والذين ولدوا وعاشوا فى المدن أما الريفيون فأهلهم أولى بهم من النخبه بالعاصمة ، وطالما أن كل المؤسسات الصحفية تطلق على نفسها مسمى الأسرة مثل ( أسرة جريدة ... ) ، فإن كل فرد عليه إلتزام لتلك الأسرة والأُسر الأخرى ، فكل مدينة أو قرية تشكلها أُسر فلو مرض أحد فى أى أُسرة تجد جميع أفراد الأسر يذهبوا ليزوره طالما كان فى القرية أو فى مستشفى مدينة قريبة لها ، أما إذا كان المريض محجوزاً فى مستشفى بعيد ويحتاج لسفر طويل فيتم الإتفاق مع سيارة أُجرة ويخرج مندوب من كل أسرة ليزور ذلك المريض ويا ويل أى أُسرة لم تُرسل مندوباً لها ، ويحدث ذلك فى الجنازات والمآتم أيضاً .
تخيلوا معى لو أن صحفىِّ المؤسسات التى كتب فيها الناقد الراحل وأصدقائه وأبناءه الصحفيين كانوا يزوره بالمستشفى وهم إعلاميون معروفون بالتأكيد كان الأطباء والممرضون عرفوا أن ذلك المريض مقامه كبير فيشعر هذا الكاتب بالإمتنان وبأن تاريخه قد نفعه ، أو أنهم حضروا جنازته ثم عزاءه ، كنا وجدنا أبناء روزاليوسف الحاليين والسابقين الذين يملؤن مؤسسات مصر الصحفية يقفون فى جنازته وعزاءه ، بالتأكيد هذا حُلم ، وأخيراً نقول للنخبه المصرية وحدوا صفوفكم ولا تنسوا كباركم فى السن والمقام ، ولا تصدروا لنا يأسكم ومن يُرِد أن يعلم الناس الثقافة والأدب فعليه ألا يكون جاحداً .
التعليقات (0)