جثث سورية ترقد في المستشفيات القبرصية
( أين أنت يا أبا أيمن )
ليس كل قلم ينطق بالحقيقة .. فكم من أقلام صامتة مرتجفة ، تتمنع عن كتابة الحقيقة كما هى ، تهاجم بشكل أعمى و عشوائى فقط لمحاباة أشخاص بعينهم من أجل التقرب اليهم ونيل رضاهم ، وكم من كاتب يكتب الحروف والسطور، ولا يوضح المعاني بكلماته المترددة والمتكررة .
إلا القلم الحر المخلص ، فإنه لن يتعثر بكلماته ولن يخجل في إظهار الحقيقة كشعاع الشمس ،فاسمحوا لي اليوم بأن أمسك بالقلم الحر و أسطر لكم حقيقة طالما ظلت في طوايا الكتمان , اسمحوا لي بأن أخلع العباءات عن صدور محبيها , عباءات استخدموها و أحبوها لأنها تؤمن لأصحابها دفء الكذب و الشعارات الزائفة اسمحوا لي بأن أعرّي أصحابها ليشعروا ببرد الصدق و حرارة الحقيقة و ليعرفوا ما تعنيه المسؤولية كما تعلمناها في وطننا وشربناها في مدارسنا و أحسسنا بطعمها في جامعاتنا و قرأناها في تاريخنا المشرق الذي لا يعرف زيف الحقيقة .
فمقالتي اليوم عن القدوة التي يجب أن نقتدي و يقتدي بها كل مواطن سوري مغترب في قبرص , مقالتي عن أبي و أخي و أختي و قدوتي في بلد الاغتراب السيد مصطفى البديوي الموصوف كرئيس الجالية السوري في قبرص
لن نتطرق اليوم الى كيف أصبح مصطفى البديوي المقيم في قبرص يملك الحصة الاكبر في معمل خيوط الديري في حلب و لن نتكلم عن ازمته مع المحامي العام سمير سريو فهذا أمر نتركه للنقاد الكبار أمثال علي جمالو
و إنني شخصيا أبدي اعجابي بكتاباته و أذكر من أجمل ما قرأت له ذئاب حلب .
أبناء الجالية السورية في قبرص تكشف عن أن جثث عدد من السوريين الذين غرقوا في البحر في في 11 تشرين الأول (أكتوبر) 2005 قد قذفتها أمواج البحر إلى الشاطئ القبرصي و هي في أحد المشافي هناك و كانت الجثث بحاجة إلى تشريح و السفارة السورية عاجزة عن تغطية التكاليف ,معظم الجثث كانت من أصحاب الشهادات الجامعية , شباب في ريعان العمر فما كان دورك هنا يا أباة المغتربين , يا قدوة المغتربين يا صاحب المسؤولية , فكان الأجدر بك و لكل سوري شريف غيور على أبناء شعبه اتخاذ ما هو مناسب من إجراءات في تلك الفترة لفتح تحقيق بالموضوع ومتابعة احوال الناجين وتسليم جثث الغرقى لأهلهم .
لن نعلمك واجباتك بل دعني أقول لك ما تعلمناه في مدارسنا فعندما سألت أستاذي في المرحلة الاعدادية عن المسؤولية حفرت الاجابة بأذني فما زالت كلماته تتردد على مسامعي فقال (المسؤولية هي المقدرة على أن يلزم الإنسان نفسه أولاً, والقدرة على أن يفي بعد ذلك بالتزامه بوساطة جهوده الخاصة ولا تنسى أن المسؤولية حالة يكون فيها الإنسان صالحاً للمؤاخذة على أعماله وملزماً بتبعاتها المختلفة) فمن الذي كبل عزيمتك يا رئيس جاليتنا الموقّر وكيف قتلت روح الإحساس بأننا ننتمي إلى بلد واحد اسمها سورية
التعليقات (0)