في عام 2004 ومن خلال صفقة مع حزب الله أستبدلت الحكومة الاسرائيلية جثث ثلاث جنود أسرائيليين بالتالي :
( 400 فلسطيني – 23 لبناني – 5 سوريين – 3 مغاربة – 3 سودانيين – ليبي واحد – ألماني واحد – 59 جثة لمواطنين لبنانيين ).
في عام 2010 توفى مواطن عراقي في عقده السادس وحيدا في منزله في الدنمارك بمدينة سترور غرب جزيرة يولند وأكتشفت الشرطة الامر بعد ثلاث أيام من وفاته . وحين أكتشفوا انه وحيد وليس لديه لا عائلة ولا أصدقاء أتصلوا بالقنصلية العراقية
فأبلغتهم القنصلية أنهم لا شان لهم بهذا الامر وهذا الشأن يعود للجالية العراقية في مدينته .
فأبلغتهم القنصلية أنهم لا شان لهم بهذا الامر وهذا الشأن يعود للجالية العراقية في مدينته .
فأبلغتهم القنصلية أنهم لا شان لهم بهذا الامر وهذا الشأن يعود للجالية العراقية في مدينته .
ليس هناك خلل في الكتابة كررت الجملة ثلاث مرات لعلي استوعبها . على ضوء رد القنصلية سلمته الشرطة للمستشفى لأجراء اللازم حسب القانون في حال كان المتوفي وحيدا . فقررت المستشفى حرق الجثمان خلال 14 يوم أذا لم يسال عنه احد . لكن مسعى الشرطة في الوصول الى أقارب أو اصدقاء هذا الشخص بقي مستمرا . فأتصلوا برئيس الجالية اللبنانية في مدينة هولستبرو الذي أتصل بدوره ببعض العراقيين في مدينة مجاورة . وفي النهاية قام أبناء الجاليتين العراقية واللبنانية بمراسيم دفنه واقاموا له واجب العزاء اللازم قبل ثلاث أيام من موعد حرقه .
لن اقول لماذا تعطي أسرائيل مئات الاسرى الاحياء مقابل جثة هامدة ولن اقول ما أقسى قلوب الموظفين في القنصلية العراقية بسبب عدم مبالاتهم بموت أبن بلدهم وحيدا وليس هناك من يدفنه . لأن هذه الأقوال اصبحت بلا طعم ولا لون ولا رائحة . هذا واقع بورصة (القيم الانسانية) ولكل أنسان قيمة يتم تحديدها قياسا بمدى أهتمام دولته به ومدى دفاعها عنه.
العراقي كان عرضة للحرق وهو ميت وفي أرض الغربة وهذه قيمته في نظر قنصلية بلده . أما الاسرائيلي فحكومته مستعدة لأطلاق سراح أخطر خصومها من المعتقلات وبالجملة في سبيل عودة جثمانه الى وطنه .
في عام 2012 وللجادين فقط عرض المواطن العراقي ستار عبد الله سلمان نفسه للبيع في مزاد علني عبر الفيس بوك بشرط أن لا يكون المشتري عربي أو مسلم أو مقيم في بلد عربي ويقول ستار : ( قررت عرض نفسي للبيع لمن يريد شراء أنسان من جمهورية العراق بشرط ان لا يكون عربي أو مسلم أو مقيم في بلد عربي . وأضاف أن المواصفات سيعرفها من يرغب بالشراء بشكل جاد ) أما عن سبب عرض نفسه للبيع فيقول : ( مضى أكثر من عامين على تقديمي أكثر من طلب لرئاسة الوزراء لأسقاط جنسيتي العراقية والتنازل عن العراق بما فيه ولم أجد أي رد وعدم الرد على طلباتي أثبت لي أن الأنسان الذي يولد على أرض العراق ليست له أي قيمة).
الوطن ليس الأرض وليس الانتماء لها . الوطن هو المواطن ومنه اشتق أسمه . وبدون المواطن لا يسمى وطن بل يسمى أرض غير مأهولة بالسكان . وبما ان المواطن قيمته ان يحرقه أبناء بلده حيا ويحرقه الاجانب ميتا . هنا أصبح الوطن مجرد صفحة في موقع ألكتروني حرقها فايروس القسوة والانانية .
بيعة موفقة يا ستار .
المصادر :
أنظر-ي :
1- موقع الاخبار – تاريخ صفقات تبادل الاسرى
2- موقع شبكة الاعلام العراقي في الدنمارك – السبت – 14 أغسطس 2010 - هل تعلم ان جثمان مواطن عراقي كاد يحرق بسبب قنصلية جمهورية العراق في الدنمارك - بقلم الدكتور محمد الحسيني .
3- السومرية نيوز – 11 كانون الثاني 2012
التعليقات (0)