أعلنت جبهة التوافق يوم أمس وبعد تحركات مكثفة برنامجها السياسي وتشكيلتها التي ستخوض بها الانتخابات النيابية المقبلة مطلع العام 2010 وبحلة حاول تسويقها وإظهارها على أنها جديدة ، وذلك في احتفالية جماهيرية تخللتها أهازيج وهتافات مصطنعة أعادت إلى مسامعنا ذكريات مؤلمة عن هتافات القائد الضرورة .
يا أسامه سير سير واحنه جنودك للتحرير ...
ومنصورة يابغداد .....
وهلا بيك هلا ....
وبمجرد النظر إلى أعضاء الجبهة الجديدة والى تشكيلاتها سوف تصل إلى قناعة أن جبهة التوافق تقف على حافة الهواية ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الإمام بل تراجعت خطوات إلى الوراء , وربما كان من الأجدر تغيير أسم جبهة التوافق العراقية تغييراً كلياً أو ضمنياً كبداية جديدة لمرحلة جديدة تغيرت فيها الظروف والأزمنة والأجواء التي كانت تسيطر على سماء انتخابات العراق السابقة عام 2005.
ولو نعود إلى أصل كلمة التوافق نجد أنها تدل على التغيير والتعديل بين حالتين مختلفين والخروج بحالة واحدة أي أن الأساس كان هو الاختلاف... إذن أين حصل التوافق في جبهة التوافق إذا كان كل أعضاء الجبهة يتشاركون في نفس القومية والمذهب والتوجه ؟
ومن خلال متابعة بيان الإعلان لوحظ استخدام بعض أعضاء تشكيلة الجبهة لعبارات مثل "سيبقى الباب مفتوحا لكل الأحزاب ذات التوجهات الوطنية" أو "ليس لدينا خطوط حمراء بالنسبة لبقية الأحزاب" وغيرها من العبارات التي تتردد على مسامعنا من قبل بعض المكونات السياسية الأخرى أيضا والتي إن دلت إنما تدل على الضعف وهي من ناحية سيكولوجية تصرف يوحي على الخوف من الفشل ... وبالإمكان حصر أسباب الفشل في أمرين رئيسيين وهما:
1. القالب الطائفي مازال يتمحور حول الجبهة فهي مازالت تمثل الطائفة السنية فقد لوحظ غياب التنوع المذهبي والقومي رغم تأكيدات بعض رجالها بالتوجهات الوطنية للجبهة ومنهم تصريح السيد عمر هيجل أمين عام التجمع الوطني للعشائر بان الجبهة ألان اكبر واقوي من الجبهة السابقة وفيها شخصيات من شمال العراق ووسطه وجنوبه ولكن بنظرة خاطفة من قبل مشاهدي الاحتفالية على شاشات التلفزه سوف يلاحظ عدم وجود أي شيعي أو كردي ضمن الحضور سوى احد الواقفين في أخر الصفوف يرتدي الزي الكردي ولا اعلم من أين جاءوا له بهذا اللباس .
2. فقدان الجبهة للكثير من شخصياتها الذين يتمتعون بثقل سياسي واجتماعي من خلال انضمامهم إلى تكتلات أخرى كالدكتور طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية والدكتور محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الأسبق وخلف العليان والعيساوي وبهذا تكون الجبهة قد خسرت ألاف الأصوات وبعض مواطئ القدم في محافظات العراق ، وإما التكتلات التي ذُكرت أسمائها في القائمة فليس هي إلا أسماء وهمية بلا شعبية تذكر فمؤتمر أهل العراق لم يعد له وجود أصلا وحزب العدالة التركماني لايمكن أن يمثل تركمان العراق وأما تجمع العشائر برئاسة عمر هيجل فلا يعدو أن يكون واجهة تابعه للحزب الإسلامي العراقي .
اعتقد انه أذا استمرت جبهة التوافق على هذا الحال ولم تتحالف مع قوى سياسية وطنية فسوف لن تحصل على ثلث الـ ( 44 ) مقعدا التي حصلت عليها في انتخابات عام 2005 لأنهم وكما يبدو لم يستفيدوا من درس انتخابات عام 2005 ومازالوا يعزفون على وتر الطائفية الفاشل الذي لم يعد أحد يستطيع أن يضحك به على الشعب العراق.
التعليقات (0)