مواضيع اليوم

جبران تويني vs نواف الموسوي

عبدو شامي

2013-12-10 17:46:11

2

جبران تويني vs نواف الموسوي

 

الزمان: يوم السبت الواقع في 5/11/2005

المكان: الأشرفية، مبنى إذاعة صوت لبنان (93.3)

المناسبة: المقابلة الإذاعية الأخيرة للشهيد جبران تويني مع الإعلامية "وردة الزامل" في برنامج "صالون السبت"، وكان "ضيف" المقابلة الى جبران النائب "المقاوم" نواف الموسوي.

 

تهديد ووعيد، نبرة استعلاء واستكبار وفوقية، صخب، ضجيج، مقاطعة مستمرة منعًا لوصول الفكرة الى المستمعين، تشويش على كلام جبران...

وردة تتدخل: سيد نواف، سيد نواف، سيد نواف، هل بإمكانك أن تجيبني؟ وجّهتَ لجبران بعض الكلام الذي لا أريده في هذا الصالون.

جبران:هم متعودون أن يهدِّدوا سيّدة وردة، نحن الصحافيين لا نهدِّد .

وردة: سيد نواف، سوريا قرّرت تأليف لجنة للتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هل تصنِّفها أن تركَّبت عليها وصاية دولية، أم إنها تتجاوب مع تقرير "ميليس" والتحقيق الدولي؟ هل تقبلون ما يجري في سوريا لكن لا تقبلون بما يجري في لبنان؟

نواف متهرِّبًا من الإجابة: نحن في كل الأداء الذي عملناه كنّا حريصين على أن زجاجًا عند اللبنانيين لا ينخدش.

جبران: لا تمنِّنا، هذا واجب، ما هذا الكلام، "تربِّح جميلة" للبنانيين يعني، ما هذا الحكي، عيب هذا الكلام بقا، لستم أنتم الذين تعطون شهادات في اللبنانية، لست أنت من تقول للآخر متى يرجع لبنانيًا، هذا بلدي بقدر ما هو بلدك، بس انتهى الموضوع، لو سمحت دعني أسألك سؤالاً. 

نواف مقاطعًا ومتهمًا جبران باتباع منهج نواف: أنت تمرِّر ما تريده وتمنع ما تريده، ولا تقصِّر في إيذاء اللبنانيين.

جبران يستعيد الكلام مصرًّا على طرح سؤاله: دعني أسألك سؤالاً واضحًا: غدًا صباحًا فَلَّت إسرائيل من شبعا، نعم فلّت، الله يعمل العجائب، كما فعل عجيبة وفلَّت سوريا من لبنان، هل يوجد بعد ذلك ضرورة للسلاح؟

نواف محاولاً الهروب مجددًا من السؤال الذي وقع عليه كالصاعقة: لا أريد أن أناقش بهذه الطريقة وفي ظل هذه المناخات حيث كل واحد يحدِّد الموضوع الذي يريده، لستَ أنتَ مَن يحدِّد لي الطرح الذي أقوله، وتقول لي ساعةً هذا تهديد وساعة ليس بتهديد.

جبران يعيد خصمه الى النقطة التي حاول الفرار منها ويحشره في الزاوية: يا حبيب أنا أسألك سؤالاً، الله يخليك روِّّّّّّّّّّق أعصابك، سألتك سؤالاً.

 

وردة تتسلّح بالسؤال الجبراني الحارق: سيد نواف ماذا لو انسحبت إسرائيل فجأة من مزارع شبعا ماذا سيحدث؟

نواف متخبِّطًا في الزاوية يفقد أعصابه: أنا طرحتُ قواعد حوار منذ البداية، وأنتَ طريقتكَ أن تبقى هاجمًا على العالم..أنتَ لا تحترم العالم.

وردة تُحكم الطوق الجبراني على نواف: فيما لو انسحبت إسرائيل فجأة لإرباك اللبنانيين والساحة اللبنانية، ماذا يفعل حزب الله؟

نواف يكشف جزءًا من المستور مضطرًا بعدما أيقن أن لا مجال للفرار: نريد أن نعمل ليل نهار لتحرير مزارع شبعا، وسيكون هناك عيد وطني، وسنعمل على استعادة ما تبقى مرتهَنا من الموقوفين والمحتجزين اللبنانيين هناك؛ ثم بعد ذلك إذا انتهى الاحتلال وتداعياته هناك شيء آخر اسمه العدوان الإسرائيلي على لبنان، علينا أن نبحث فيما بيننا كلبنانيين هذا العدوان على لبنان كيف نواجهه.

جبران يحاول استدراج خصمه: ما هذا الكلام؟ كيف يعني هذا؟

نواف:أنا سبق وعرضت ما هي مسارات هذا العدوان على لبنان.

وردة: يعني لبنان وحده دولة تحدٍّ ومقاومة وصمود وما يستتبع هذا من تبعات، وباقي الدول المحيطة بإسرائيل تتفرّج علينا هكذا عمليًا، ما رأيك سيد نواف؟

نواف يثير الصخب والضوضاء مجدّدًا: مش عاجبَك هالحكي ما تسمعه. جبران: بدك تروق إذا بتريد، معليشي بدك تروق، زمن الوصاية السورية انتهى، بد تروق إذا بتريد، بدنا نكون ديمقراطيين، بدك تروق.

نواف يستل سيف التخوين والعمالة: أنت يلي مش ديمقراطي، أنت من الوصاية الأميركية، منيح هيك؟

وردة: الآن دخلنا في التُهَم.

نواف: إذا هيدا ما بتسمي تحريض فما هو التحريض؟! مش معقولين أنتم؟!

وردة مجيبة على تهمة التحريض: أستاذ نواف عندما أحمد جبريل يحذِّر أنه لن يُلقي السلاح، وعندما نسمع حضرتك تقول هذا الكلام.

جبران : سيدة وردة هذا اسمه وفاق أما كلامنا فهو تحريض.

 

وردة تسأل جبران بعدما كشف بسؤال "الضربة القاضية" دجل وزيف "المقاومة" وشمّاعة الاحتلال الاسرائيلي التي يتلطى خلفها سلاح الغدر بغرض وضع اليد على لبنان: أستاذ جبران يؤخذ عليك مع تيارات أخرى من قوى 14 آذار الدخول الى الملف السوري، وأنتم انتقدتم سوريا على تدخلّها في شؤون لبنان، واليوم تتحدّثون عن تغيير الأداء الداخلي السوري، وتتبنّون المعارضة، وتتحدّثون عن سوريا الجديدة، وقد كتبتَ أكثر من مقالة في هذا السياق، ألا يعني ذلك الانسياق في حملة الضغط على النظام أبعد من التحقيق؟

نواف ضاحكًا ومتوجِّها الى جبران بهزءٍ وسخرية: الحمد لله أن عَلِقَ في آخر عشر دقائق.

وردة ترد: ليش خلَّيتنا نطرح سؤال، خلّيت المستمع يسمعنا عم نطرح سؤال يا سيد نواف، ظالم أنت اليوم ظالم.

جبران: يا سيدة وردة، لا أحد منا يحرِّض لإسقاط النظام في سوريا، واحد؛ اثنان، عندما نهاجم النظام الأمني اللبناني السوري نهاجمه على أدائه ليس داخل سوريا بل على أدائه داخل لبنان، لأن هذا النظام الأمني اللبناني السوري ارتكب أمورًا نعرفها واضحة ونعرف ماذا فعل وكيف نكّل باللبنانيين، وهناك أمور قيد التحقيق هي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وأصلاً هناك أناس في السجن اليوم هم رموز هذا النظام الأمني اللبناني السوري، إذًا نحن اليوم عندما نهاجم النظام الأمني السوري إنما نهاجم نظامًا أمنيًا جاء يريد أن يجرِّب تطبيق سياسته في لبنان، ونحن نعتبر أن المفروض بهذا البلد أن لا يكون لديه نظامًا أمنيًا بل نظام ديمقراطي، نظام يتمتع بالحرية والديمقراطية والحوار.(انتهى الجزء المقتطف من المقابلة).

 

باختصار هذا هو جبران تويني وتلك هي مدرسته: صحافي محنّك، ذو ذكاء حاد، خَلوق مهذَّب شجاع، يعرف كيف يُراعي أخلاقيات الحوار ويلتزم بلياقاته حتى في أشد مناظراته صدامية، صاحب مهارة عالية في استدراج الخصم لإجباره على كشف ما يحرص على ستره، يتقن أساليب الحوار وفنون المناظرة وكيفية استمالة الرأي العام بمنطق قوي وحجة دامغة.

 

مدرسة جبران لا تعرف المهادنة، خطوطها الحمر العريضة تتلّخص بحرية لبنان وسيادته واستقلاله، مدرسة لا تؤمن بالاستدارة والخنوع والمسايرة والمداهنة والمجاز والإيحاء، بل تُصرُ على وضع الإصبع على الجرح قائلة للأبيض أبيض وللأسود أسود، بأسلوب مفعم بالحرية والعنفوان والشجاعة من دون مواربة أو مسايرة.

 

ما تمكّن جبران من كشفه في تلك المقابلة الإذاعية عام 2005 وقبل 36 يومًا من اغتياله أصبح اليوم حقيقة لا يجادل فيها إلا مكابر ولا ينكرها إلا معاند، فقد أثبتت الثورة السورية المجيدة بالأدلة القاطعة حقيقة تلك الميليشيا المذهبية الطائفية الحاقدة ومشروعها الارهابي الدموي التكفيري العابر للحدود، وحقيقة محورها المتحالف مع "الشيطان الأكبر" و"الامبريالية" وقوى "الاستكبار".

 

12/12/2005، خافوا قلمه الخارق وأرعبهم منطقه الحارق فقتلوه، وها هم اليوم يكتوون بشرّ أفعالهم ويحترقون بلعنة جرائمهم في أتون ثورة الحرية والكرامة السورية. 

 

 

بمدرستِكَ ملتزمون، وبقسَمِنا وراءك بارُّون...جبران، في الذكرى الثامنة لاستشهادك، لو لم يكن من إنجازات حياتك -على أهميّتها- إلا قسَمِكَ الشهير، لكفاك كي تكون بطلاً من بلادي. 

عبدو شامي

10/12/2013




التعليقات (2)

1 - كلب قواتي

لبناني - 2013-12-10 23:15:22

تلحس ### انت و### جبران تويني تبعك يا وسخ يا قواتي وتفو عليك وعلى المقبور بضير الجميل جننكم حزب الله يا كلب والله لنخلص لبنان منكم يا وسخ تفووووووووووووووووووووو عليك يا وسخ

2 - تساؤلات

مالك الاشتر - 2013-12-11 19:16:30

لماذا دائما الذي يكون على حدود اسرائيل مباشره هم ملشيات واحزاب مسلحه شيعيه او انظمه شيعيه يكون دعمها من ايران ؟ ولماذا الطائرات الامريكيه تقصف القاعده باليمـن بشكل يومي ويعلنون عن ذالك بالقنوات ولم يتم قصف الحوثيون الشيعه المرتبطين بأيران ؟ ولماذا امريكا غزت العراق ودمرته بأسلحه محرمه دوليا ولم تغزوا ايران مثلا او النظام النصيري الشيعي في سوريا ؟ ولماذا امريكا استطاعت تدمير دوله قويه كالعراق ولم تستطيع طرد حزب تافه مصغر كحزب الله في لبنان ؟ ولماذا امريكا ازاحت حكم سني بالعراق وبدلته بحكم شيعي يتبـع ويتعامل مع ايران عدوتها!!؟ ولماذا السيستاني افتى بحرمة قتال المحتل الامريكي مقابل مئتين مليون دولار وصرح بهذا عسكري امريكي رفيع المستوى!!؟ وطالما ان الاطاحه بحكم صدام حسين كان مصلحه ايرانيه حيث ان ايران حاربت صدام ثمان سنوات ولم تستطيع هزيمة وفجأه تأتي امريكا وتقدم لأيران خدمه جليله بالأطاحه بصدام اليس الأولى ترك العراق على حاله لأنه كان يعادي عدوة امريكا ايران !! ام ان في الأمر شك وريبه حول العداوه التلفزيونيه بين ايران وامريكا ؟! الجواب اتركـه لكل المسلمين والعرٍب . وداعا ياعراق يادولـة الخلافـه سقطت بيد الصليبين والمجوس الفرس

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !