سلوك غريب ومتناقض يمارسه أكثرية المسلمين.. فهم في الوقت الذي يَدْعون أحترام الأم ومكانتها يقومون بشتمها ليل نهار وبأبشع الاقوال والأوصاف، والنظرة لها نظرة دونية تنتقص من أنسانيتها، فالكلام الذي يردده غالبيتهم بخصوص المرأة من انها ناقصة عقل ودين، وان اكثر أهل النار من النساء، والتنظير الفقهي للحجر عليها داخل سجن البيت والحجاب، وإباحة ضربها من قبل الرجل بقصد التأديب وغيرها من الأعتداءات والانتهاكات لآدمية المرأة هي بمثابة شتيمة وجريمة ضد الأم التي هي أيضا أمرأة !
فالثقافة الاسلامية تعيش تناقضا صارخا بين تمجيد دور الأم، وإهانة المرأة، وحتى في تمجيدها لدور الأم فهي تمارس التجريح لمشاعرها.. اذ أنها تتعامل معها على انها مجرد بطن لتفريخ الأطفال وتقديمهم لحفظ أسم الأب وتخليده... فلا أحد يتحدث عن شخصية الأم كأنسانة لها فكر ومشاعر وارادة وشريك للرجل في ألانجاب وتربية الأطفال والبيت، ولايوجد مطلقا حديث عن أهمية الأولاد والبنات في حفظ أسم الأم وتخليد ذكرها، فالأمجاد والفوائد والتباهي بالأولاد منجز خاص يحتكره الرجل فقط !
لاأدري كيف تطاوع المسلم نفسه بأن يمارس كل هذا الأضطهاد والقهر والقمع للمرأة وأمه هي ايضا أمرأة، وشيء فظيع وهمجي عندما يقدم على إهانة المرأة وضربها وأمه أمرأة، وأمر لايعقل ان يهبط الرجل من بطن أمرأة ويعيش في أحضانها أجمل فترات حياته في الطفولة.. ومع هذا يتحول الى عدو لها يهاجمها في كل شيء ويعمل على خنق حريتها وينظر لها نظرة كلها شك وإتهامات من أنها مشروع زانية، فالثقافة الأسلامية تنظرالى كل أمرأة على انها مشروع زانية مالم يسارع الرجل الى سجنها بين جدران البيت وتزويجها مبكرا وفرض الوصاية الذكورية عليها.
ولاأعرف كيف يُقبل الرجل يد أو وجه أمه وهو مؤمن بفكرة ان النساء ناقصات عقل ودين، وان المرأة يجب ان تجلس في البيت وحتى لو أرادت زيارة أهلها يجب عليها أخذ موافقة زوجها، وانها ممنوع عليها الخروج من البيت وحدها من دون أذنه طوال عمرها، وانها لاتصلح لشيء مفيد في الحياة، وكيف يبرر لنفسه أحتكار التسلط الأجتماعي والسياسي وغيره واقصاء المرأة عن الحياة والحجر عليها داخل معتقلات أفكاره المتخلفة الهمجية؟
ان جميع الأحكام الفقهية والتشريعات القانونية والعادات والتقاليد هي من صنع الرجل، وعليك ان تتصور حجم الجريمة التي أرتكبت عبر التاريخ قبل الاسلام وبعده وفي جميع الأديان والشعوب ضد المرأة!
التعليقات (0)