جاهِلِيَّةُ التَيْمِيَّة الدواعش مُقَنّنَةٌ، إنّها جاهِلِيَّةٌ بَعْدَ إسلام !!!
بقلم: محمد جابر
الجاهليَّةُ مُصْطَلَحٌ قُرآنيٌّ وَحَديثيٌّ، يُطْلَقُ عَلى الصِّفاتِ السلوكيَّةِ والأخْلاقيَّةِ والعَقائديَّةِ لِفَتْرَةِ ما قَبْلَ الإسلامِ، وَقَدْ اسْتَنْكَرَ وحَرَّمَ الإسلامُ ما كانَ عَلَيْهِ مُجْتَمعُ الجاهليَّةِ مِنْ العُنجهيّةِ والغَطْرَسَةِ والعَصَبِيَّةِ القَبَليَّةِ، وما كانَ عليهِ مِنَ الجَهل والعباداتِ والعاداتِ كالوَثَنيَّةِ والشِّرْكِ والثّأرِ والسَّفهِ وانتشارِ العداواتِ وَسَفْكِ الدِّماءِ، وَقَتْلِ الأولادِ خَشْيةِ الفَقْرِ، وَوَأدِ البَناتِ، واحتقارِ النساءِ وسَبْيِهُنَّ، وتَقْديسِ بَعْضِ الحيواناتِ، وَغَيْرُها مِنَ العاداتِ والسلوكيَاتِ.
بالرَّغْمِ مِنْ أنَّ الإسلامَ استطاعَ أنْ يَقْضيَ عَلى الجاهِليَّةِ، لكِنَّها عادَتْ مِنْ جَديدٍ، بَعْدَ أنْ إبْتَعَدَتْ الأمَّةُ عَنْ المَسارِ الإلهيِّ الأخْلاقيِّ الإنسانيِّ، عادَتْ وَبلِباسٍ جَديدٍ، وأخْطَرُ مِنْ جاهِليَّةِ ما قَبْلَ الإسلامِ، أنَّها جاهِليَّةٌ صَمّاءٌ عَمْياءٌ مَهولَةٌ، تَلَبَّسَتْ بِلِباسِ الدِّينِ، وَهُنا تَتَفاقَمُ خُطورَتُها أكْثَرُ؛ لأنَّها سَتَكونُ مُشَرْعَنَةٌ، فسَتَنْقادُ إليّها الناسُ-المُغَيَّبَةُ عُقولُها- بِلا وَعْيٍ وَلا تَفَكُرٍ وَلا نَظَرٍ، إنَّها (جاهليةُ التَيْميَّة الدواعش المُقنّنَة، إنّها جاهليةٌ بَعْدَ إسلام !!!)،
يُضافُ الى ذلك فإنَّ هذهِ الجاهلية فاقدةٌ لأيَّة منظومةٍ أخلاقيةٍ، أو دينيةٍ، أو اجتماعيةٍ، بينما في جاهليةِ ما قَبْلَ الإسلام؛ فبالرغم مِنْ قُبْحها وَمَساوئها الَّا أنَّها كانَتْ تَمْتَلكُ قيمًا ومَنْظومةً أخلاقيّةً وعربيّةً واجتماعيّةً، هذا ما كَشَفَ عَنْهُ الأستاذُ المُعَلِّمُ الصَرْخِيُّ في المُحاضَرةِ (الرابِعَة والثلاثون) من بحثه (وَقَفات مَعَ... تَوحيد ابن تَيْمِيَّة الجسمي الأسطوري) وتَحْتَ عُنوان: (جاهلية التيمية الدواعش مُقنّنة، إنّها جاهليةٌ بَعْد إسلام !!!)، وَذلكَ في سياقِ تَعْليقٍ لَهُ عَلى ما يَنْقُلُهَ، ابْنُ كَثير، قالَ المُحَقِّقُ الصَرْخِيُّ:
« خامسًا: [ذِكْرُ مُلْكِ عِمَادِ الدِّينِ قَلْعَةَ كَوَاشَى وَمُلْكِ بَدْرِ الدِّينِ تَلَّ يَعْفَرَ وَمُلْكِ الْمَلِكِ الْأَشْرَفِ سِنْجَارَ]:
1ـ كَوَاشَى هَذِهِ مِنْ أَحْصَنِ قِلَاعِ الْمَوْصِلِ، وَكَانَ الْجُنْدُ الَّذِينَ بِهَا، أَخْرَجُوا نُوَّابَ بَدْرِ الدِّينِ عَنْهُمْ، فَتَرَدَّدَتِ الرُّسُلُ فِي عَوْدِهِمْ إِلَى الطَّاعَةِ، فَلَمْ يَفْعَلُوا، وَرَاسَلُوا زَنْكِي فِي الْمَجِيءِ إِلَيْهِمْ، فَسَارَ إِلَيْهِمْ وَتَسَلَّمَ الْقَلْعَةَ، وَأَقَامَ عِنْدَهُمْ.
2ـ فَأَرْسَلَ حِينَئِذٍ بَدْرُ الدِّينِ (لؤلؤ) إِلَى الْمَلِكِ الْأَشْرَفِ، وَهُوَ بِحَلَبَ، يَسْتَنْجِدُهُ، فَسَارَ وَعَبَرَ الْفُرَاتَ إِلَى حَرَّانَ، وَاخْتَلَفَتْ عَلَيْهِ الْأُمُورُ مِنْ عِدَّةِ جِهَاتٍ مَنَعَتْهُ مِنْ سُرْعَةِ السَّيْرِ.
3ـ وَكَانَ مُظَفَّرُ الدِّينِ قَدْ رَاسَلَ جَمَاعَةً مِنَ الْأُمَرَاءِ الَّذِينَ مَعَ الْأَشْرَفِ، وَاسْتَمَالَهُمْ، فَأَجَابُوهُ، وَفَارَقُوا الْأَشْرَفَ، لِيَجْتَمِعُوا مَعَ صَاحِبِ آمِدَ، وَيَمْنَعُوا الْأَشْرَفَ مِنَ الْعُبُورِ إِلَى الْمَوْصِلِ لِمُسَاعَدَةِ بَدْرِ الدِّينِ (لؤلؤ).
وهنا يعلق الأستاذ:(لاحظ: كُلُّه عبارة عَنْ غَدْرٍ في غَدْرٍ، وخيانة في خيانة)
4ـ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا هُنَاكَ عَادَ صَاحِبُ آمِدَ إِلَى مُوَافَقَةِ الْأَشْرَفِ، وَفَارَقَهُمْ، فَاضْطَرَّ بَعْضُ أُولَئِكَ الْأُمَرَاءِ إِلَى الْعَوْدِ إِلَى طَاعَةِ الْأَشْرَفِ، وَبَقِيَ ابْنُ الْمَشْطُوبِ وَحْدَهُ.
5ـ فَسَارَ إِلَى نَصِيبِينَ لِيَسِيرَ إِلَى إِرْبِلَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ شِحْنَةُ نَصِيبِينِ فِيمَنْ عِنْدَهُ مِنَ الْجُنْدِ، فَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَ ابْنُ الْمَشْطُوبِ، وَتَفَرَّقَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْجَمْعِ، وَمَضَى مُنْهَزِمًا، فَاجْتَازَ بِطَرَفِ بَلَدِ سِنْجَارَ، فَسَيَّرَ إِلَيْهِ صَاحِبُهَا فَرُّوخ شَاهْ بْنُ زَنْكِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي عَسْكَرًا، فَهَزَمُوهُ وَأَخَذُوهُ أَسِيرًا، وَحَمَلُوهُ إِلَى سِنْجَارَ، وَكَانَ صَاحِبُهَا مُوَافِقًا لِلْأَشْرَفِ وَبَدْرِ الدِّينِ.
6ـ فَلَمَّا صَارَ عِنْدَهُ ابْنُ الْمَشْطُوبِ عند صاحب سنجار (فَرُّوخ شَاهْ بْنُ زَنْكِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي)، حَسَّنَ عِنْدَهُ مُخَالَفَةَ الْأَشْرَفِ، فَأَجَابِهُ إِلَى ذَلِكَ، فَاجْتَمَعَ مَعَهُ مَنْ يُرِيدُ الْفَسَادَ، فَقَصَدُوا الْبَقْعَا مِنْ أَعْمَالِ الْمَوْصِلِ، وَنَهَبُوا فِيهَا عِدَّةَ قُرًى، وَعَادُوا إِلَى سِنْجَارَ.
وهنا يعلق الأستاذ المُعلم: ( فَقَط أريدُ أنْ أسأل: هَلْ وَصَلَتْ الفِكرةُ إليكم؟ إنّها جاهليّةٌ مُقَنَّنَةٌ بَعْدَ إسلام، هذه هي الجاهليّةُ بَعْدَ الإسلام، الجاهليّةُ كانَتْ قَبْلَ الإسلام بَيْنَ أهل البادية وهؤلاء عِنْدَهم قِيَم وأخلاق، عِنْدَهم مَنظومة أخلاقيّة وعربيّة واجتماعيّة، الآن صارت بين جاهليّة مِنْ الجبال والآفاق والبلدان الأعجميّة، فأيّ جاهلية إذن هذه؟!! ما هذه المَصائبُ والفِتن التي وَقعَت على المُسلمين بإمضاء ابن تيميّة وأئمّة ابن تيميّة لهؤلاء المارقة الخارجة الأعراب، هناكَ كانَ عندنا الأعراب هُم أبناءُ البادية، وهنا أصبح عندنا الأعراب أبناء الجبال، وهؤلاء لا يوجد عندهم منظومة أخلاقيّة، أو دينيّة، أو اجتماعيّة يحتكمون إليها، إنّها جاهليّة بعد إسلام، وهذه الجاهليّة هي التي يُريدها ابن تيميّة لذلك يدفع إلى عبادة الصليب والشاب الأمرد والبقرة؛ لأنّه يدعو ويؤيّد ويؤكّد ويدفع الأتباع إلى رؤية الله وكلّ إنسان بحسب إيمانه، فيرون القرد والبقرة والفأر والصليب والشاب الأمرد وغير هذا، إنّه يدفع إلى الفساد والشرك والالحاد وهذه تتماشى مع أعراب العرب وغيرهم، هؤلاء من يؤسس لهم ابن تيميّة ومنهجه، أفراد متعطشة للدماء والقتل والغدر وسفك الدماء فأتاها الشرع والمشروعيّة من ابن تيميّة وأئمّته لتبرير هذا القتل وشرعنة سفك الدماء، فحتمًا سيتمسّكون بهذا، فلهم الدنيا وهي تسير مع توجهاتهم وأهوائهم ومرادهم وميولهم)»، إنْتَهى كلامُ الأستاذ المُعلم.
هذه جاهليةُ التَيْميَّة الدواعش المُقنّنَة، التي كَشَفَ عنها الأستاذُ المُحَقِّقُ، يُسْتَخْدَمُ فيها الدِّينُ( اللادينُ) لِشَرْعَنَةِ عِبادَةَ القرد والبقرة والصليب والشاب الأمرد وغير هذا، إنّها تدفع إلى الفساد والشرك والالحاد، وَتَسويقِ الجَريمَةِ والإرهابِ والشهواتِ الحقيرةِ، وَتَجهيلِ الشُعوبِ وتَخْديرِها، وجَعْلِها وَقودًا لها، وغيْرُها مِنَ الموبِقاتِ، إنَّها جاهِليةٌ تَهبُ العِصْمَةَ لِمَنْ تَشاءُ، وَتُخَطِّيءُ، وتُجَرِّمُ مَنْ تَشاءُ، وَتُكَفِّرُ كُلَّ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَتَسْتَبيحُ دَمَهُ وَمالَهُ وَعِرْضَهُ!!!
https://www.youtube.com/watch?v=16DZ_ZgLKgA&t=2s
جاهِلِيَّةُ التَيْمِيَّة الدواعش مُقَنّنَةٌ، إنّها جاهِلِيَّةٌ بَعْدَ إسلام !!!
التعليقات (0)