جاهلية الأصوليين و تخلفهم و وثنيتهم ؟
بقلم محمد بن عمر –تونس
من الخطأ الجسيم أن ينظر للقرآن المجيد المعجز لفظا و معنى
أنه كتاب للعلم أو الدراسة أو استخراج الفتاوي أو التفسير أو الشرح كما يفعل السلفيون الذين برهنوا و يبرهنون أنهم لا يؤمنون و لو بآية من كتاب الله عبر مختلف فترات تاريخهم المظلم أي بعيد وفاة الرسول الكريم بحوالي 30 سنة فقط ؟
يقول رب العزة عن كتابه المبين : لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ {21
مما يبرهن على أن الهدف من إنزال القرآن على البشرية هو التفاعل المباشر مع أوامره و نواهيه ، فعندما يخاطب الناس بالقول : أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ
[الحجرات:13]
يفترض أن تهب البشرية لتحقيق أمر الله في التعارف و التعاون و التكامل و التعايش السلمي خاصة و أن المنادي هو رب الناس أجمعين و ليس رب العرب أو المسلمين أو اليهود ... لوحدهم ؟
و عندما تؤمر المؤمنة بالقول :( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ )
النور آية 31
فهذا أمر من الله تعالى للنساء المؤمنات وغيرة منه لأزواجهن عباده المؤمنين وتمييز لهن عن صفة نساء الجاهلية وفعال المشركات
بالتالي يفترض من كل مؤمنة الاستجابة لأوامر الله دون تلكؤ أو تأخير ؟ و عندما يؤمر الرسول صلى الله عليه و سلم بالصلاة فجرا فإنه لا شك يستجيب لأوامر الله حالا لحظة نزول الوحي عليه و عندما يؤمر بالصلاة ظهرا يصلي صلاة الظهر حالا دون تأخير أو درس لسيرة الأنبياء من قبله و كيف استجابوا للأمر لهم بالصلاة .. ؟
و هكذا هي كل أوامر الله و نواهيه ؟
و بالتالي لا يجوز لمؤمنة أن تسأل الله أن تستوي مع الرجل في التكاليف و الأوامر لأن لكل منهما خصوصياته التي يتفرد بها حتى يحصل التكامل في خلافة الله في الأرض ؟
إن منطق المطالبة بالتساوي بين ما يؤمر به الرجل و المرأة في الإسلام هو منطق جاهلي أوصل نوال السعداوي إلى المطالبة بتعدد الأزواج للمرأة الواحدة ؟
أما مسألة قيادة السيارة للمرأة فهو حق لا جدال فيه و لا يوجد في أوامر الله ما ينهى عنه سواء بالنسبة للرجل أو المرأة وهي من تخريفات الأصوليين الذين يجب أن نخلص المسلمين من وثنيتهم و جهلهم و تخلفهم المقيت ؟؟
التعليقات (0)