مواضيع اليوم

جامع ومدرسة الأنصار مذبح

صحيفة الدامغ

2009-12-26 19:23:58

0

عندما تصبح دور العبادة والتعليم وسيلةً يعتبرها البعض أداة لتحقيق مقاصد شخصية بعيداً عن مصالح الناس فسرعان مايتلاشى ويظهر الصالح من الطالح .. كثيراً هي المكايدات السياسية التي يغلب عليها طابع الحزبية قبل المصلحة العامة ليحل محل هذه الخلافات عداوات وأحقاد ولو على حساب عامة الناس وحقوقهم في الحياة العامة , مدرسة وجامع الإنصار مذبح مديرية معين بأمانة العاصمة نال الحظ الأوفر لمثل هذه المشاكل فبعد إنتخابات المجالس المحلية بالمديرية ظهرت تصفية الحسابات تارة بخطيب الجامع وآخر ببناء المدرسة

تحقيق /عبدالقدوس السادة

جامع ومدرسة الأنصار مذبح
أوقف المرحوم على ناصر أرض لبناء مدرسة وجامع الأنصار كما ذكر لنا أهالي المنطقة والتي تقع تحديداً بحي كلية الطب أن الجامع والمدرسة وقف لما أوقف عليه , إلى أن أتت فترة ما بعد إنتخابات المجالس المحلية أراد البعض ممن ظنوا أنهم قائمون على الجامع بناء دكاكين تجارية بجوار الجامع لوجود مساحة أخرى أمام الجامع يذكر بعضهم أن الأرض المتبقية لا تتدخل ضمن الأرضية الموقوفة والمخصصة للمسجد وإنما تعود الى ورثة الموقف .
أتت معارضة اولئك ببناء مدرسة الأنصار بجوار الجامع وفي الأرض المخصصة لها وأعتبروا أن إعادة بناء مدرسة الأنصار مخالف شرعاً واعتبر أهالي المنطقة أن الأرض التي أوقفها المرحوم ناصر منذ سنوات عديدة هي أرض موقوفة لبناء مدرسة وإنما جاء الإعتراض على بناء المدرسة بغرض إعاقة سير عمل المجلس المحلي بالمديرية
- الحكاية تبدأ
الأرض المخصصة لمسجد الأنصار بُني عليها المسجد والقسم الآخر مدرسة في وقت سابق , ومع أزدياد الكثافة السكانية للمنطقة يوماً بعد آخر بات المسجد بحاجة الى التوسعة وباتت المدرسة لا تستوعب كل أبناء الحي وبناءها القديم غير مؤهل للقيام بالعملية التعليمية على أكمل وجه , وأصبح المبنى الخاص بالمدرسة مهدداً بالإنهيار ناهيك من أن المدرسة لم يكن فيها إلا فصولاً لا تصل الى السادس الأساسي ولكن كانت تؤدي دور لا يقل أهمية عن دور المسجد وبات من الضروري البحث عن حلول سريعة تفضي الى توسعة المسجد من جهة الأمام ولا ننسى أن الأرض الأمامية للمسجد ليست من أرض المسجد وهنا سيبرز دور الشخصيات الإجتماعية والتي ستلعب دوراً في إقناع أصحاب الأرض بالتبرع بها لصالح المسجد وهناك وفي الجانب الآخر كانت آمال المواطنين تتطلع الى وجود مدرسة بالحي ومع وجود أرض مخصصة للمدرسة لا يحتاج الأهالي إلا التحرك الى الجهات المعنية والتي ستقوم بدورها في بناء المدرسة في موقعها المخصص بالرغم من أن البعض حاول جاهداً إغلاق كل الأبواب أمام المنادين بإعادة بناء المدرسة ودون أسباب معلنه ومع أن حججهم كانت واهية ولم تلقى أذآناً صاغية , فتحولت القضية الى صراع سياسي بين شخصيات مؤتمرية وإصلاحية وأستطاع البعض بث سمومه على صفحات الجرائد التي عمدت الى تغييب الحقيقة وإبراز الصراع السياسي الى الواجهه .
- المنبر السياسي
نفذ حزب الإصلاح ومنذ قيامه بداية التسعينات سياسة إحتلال منابر المساجد وتوجيهها التوجية الذي يوافق توجهاته وسياساتة ولا يغيب على الجميع أن تلك السياسة أدت الى حدوث مصادمات بين العديد من التيارات الدينية والحزبية وغالباً ما يبرز دور المنبر في الصراع السياسي والذي تشتد ضراوته عند كل إنتخابات ومع توجه السلطة الى توحيد التعليم بعد الغاء المعاهد العلمية شعر مشائخ الإصلاح بالخطر وبدو أكثر تمسكاً بمنبر المساجد وكل ذلك أدى الى نشوب صراعات على المنابر وصلت الى حد الضرب بالهراوات كما حدث في محافظة إب .
- منبر جامع الأنصار لم يستطع تغيير قناعات الناس وفشل خطبائة المتفنون بالصياح تارة والنياح تارة ً أخرى في إنجاح مرشحي حزبهم إبتداءاً من فيصل بن شملان وإنتهاءاً بمرشحهم بالمركز للمجلس المحلي ومما يتداولة الناس إن مرشح اللقاء المشترك للإنتخابات الرئاسية فيصل بن شملان أدى صلاة الفجر في نفس الجامع قبل أن يتوجه الى محافظة المحويت لحضور أحد المهرجانات والحقيقة أنه لم يحدث شيء من ذلك وكان قصد من روج لهذه الإشاعة هي إقناع الناس بأن بن شملان محافظ على شعائرة الدينية وأن تواضعه الشديد دفعه الى إيقاف موكبة وإقامة الصلاة في ذلك المسجد والذي يقع بالطريق المؤدي الى همدان ومنها الى المحويت والحكاية هذه تؤكد الكذب في الإنتخابات جائز وأن إستخدام المنابر في غير ما أقيمت له جائز وأن الوصول الى الهدف يبرر أي وسيلة وإن كانت غير أخلاقية , كل ذلك في سبيل إعلان خلافة بن شملان على الارض اليمنية

- مواقف عقلانية وتدخل سليم
بعد تدخل ورثة المرحوم علي ناصر بمنع بناء دكاكين في ارضهم الغير موقوفة والتي تقع بجوار المسجد بحجة أن عائدات الدكاكين لصالح القائمون على الجامع ولم تسخر لخدمة الجامع بالرغم من أن وزراة الأوقاف تقوم بدفع راتب شهري لإمام الجامع وأعتبر العديد من الأهالي التي التقتهم الصحيفة أن الأرض تابعة للورثة بعد مطالبتهم وإنزال مواد بناء الى الأرض إلا أن ورثة المرحوم ناصر وقفوا موقف والدهم الخير ليتنازلوا عن بقية الأرض لصالح الجامع , إضافة أنهم تبرعوا بمواد البناء لتوسعة الجامع من الجهة الأمامية وكان الفضل في إقناع ورثة المرحوم بالتنازل عن الأرض يعود الى الشيخ عبدالله المنعي شيخ حي كلية الطب
- حاجة ماسة
الحاجة التي جعلت المواطنون ينشدون ببناء مدرسة الأنصار وعدم نقل المدرسة الى الجهة الأخرى بسبب الشارع الرئيسي "خط سريع " ويربط بين أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء وهو خط سريع غالباً ما يتعرض فيه المواطنين لحوادث وهذا ما جعل الكثير من الأباء يتخوفون في ذهاب إطفالهم الى المدرسة الأخرى والتي تقع بالحي المقابل لحي الأنصار وتسمى حمالة
- الإفلاس
ونتيجةً لغلبة الطرف القائل ببناء مدرسة وتوسعة الجامع جعل دعاة عدم بناء مدرسة يعلنون عن إفلاسهم وذلك في تحويل القضية الى مناكفات ومكايدات سياسية كان أبطالها بعض الشخصيات المحسوبة على احد التيارات السياسية بزج البعض في الخلاف وإستخدامهم كأداة في الصراع , وأتسعت القضية ليصل بها البعض الى الصحافة والتي غابت عنها الحقيقة وتحولت الى مجرد مهاجمة أشخاص كانوا ينادون ببناء المدرسة وكانت السياسة حاضرة وبقوة في ذلك .
.

- نحو البناء
وما أن أعلنت نتيجة الإنتخابات والتي فاز فيها مرشحي الحزب الحاكم حتى شعر أولئك ان نفوذهم يقل وأن زيفهم وأقنعتهم بدأت تنكشف للعيان وبالرغم من كل ذلك باشر عضو المجلس المحلي بالمركز مهامة المنوطة به وزادت الأصوات تتعالى في توسعة المسجد وإعادة بناء المدرسة فتوجس المرجفون خيفة وأعلنوا تمسكهم وتشبثهم بالمنبر وبالقيام على المسجد بالرغم أن الآخرين لم يطالبوهم بالخروج منه وإنما كانت المطالب بإعادة بناء المدرسة وتوسعة المسجد لا غير ومع كل ذلك رفضوا إعادة بناء المدرسة وطالبوا بهدم المدرسة القديمة وضمها للمسجد متناسين بذلك الدور التنويري لتلك الفصول العشوائية ولم ترشدهم عقولهم الى إعادة بناء المدرسة بدلاً من هدمها والتراجع خطوة للخلف أصبح لديهم افضل من التقدم خطوات للأمام
- محاولة هدم المدرسة
لم يجدوا مبرر لما يقولون وعلى حين غفلة شاءت أياديهم الآثمة على إرتكاب عمل يعبر عن عقليتهم الرجعية والتي تأبى إلا يظل المسجد رهيناً لما يريدون وأداة يتشدقون من خلالة ويصفون حساباتهم مع شخصيات أمتلكت قلوب الناس وحظت بإحترام الجميع , في سابقة هي الأولى من نوعها بادر إمام المسجد بنفسه لتخريب أحد الفصول الدراسية بحجة أن المدرسة ستحول الى مُصلى للنساء وأقدم البعض منهم على طرد الطلاب الذي يتوافدون كل يوم للدراسة وطلب العلم , وقبل ذلك وجه إمام نفسه الى مدير المدرسة مذكرة يطالبه فيها بإخراج الطلاب من الفصول الدراسية ونتيجة رفض ذلك تطور الموقف الى أن حاولوا تخريبها بأنفسهم .
الأهالي رفضوا تلك التصرفات وشاء الضمير الحي لدى العديد من المواطنين أن يعلن وقوفة أمام هذا الصلف وهذه العنجهيه .
- السلطات تتدخل
بعد أن غضت الطرف كثيراً على إعتداءات وتجاوزات بعض الأشخاص تجاه المال العام والوقف وتحويل المساجد الى ساحة لتصفية الحسابات وتنفيذ مآرب شخصية لخدمة أهداف حزبية بالدرجة الأولى , رفع عدد من أهالي الحي شكواهم الى الجهات المعنية والتي بدورها قامت ممثلة ً بوزارة الاوقاف بتكليف خطيب وإمام للمسجد ولكن ظلت تلك القوى واقفة أمام تلك القرارات وضربة عرض الحائط كل محاولات الجهات المعنية إنهاء الخلاف وحدث ما لم يكن يتوقع لقد تم الإعتداء على الخطيب المكلف من وزارة الأوقاف بعد مشاحنات ومضايقات عديدة تعرض لها مما إضطر الوزارة الى تكليف آخر فتعرض بدورة الى الضرب والطرد من المسجد كل ذلك أضطر الجهات المعنية الى إستخدام القوة لفرض القانون فأحتجزت قوات الأمن من قاموا بالإعتداء على الخطيب المكلف , حينها فقط أحس أولئك بأن الدولة موجودة بعد أن ظلوا يسرحوا ويمرحوا في بيوت الله .
ولكن لم تكن نهاية التجاوزات ومع ظهور بوادر للصلح كانت بالذهاب الى الشيخ عبدالله المنعي والذي كان متسامحاً مع اولئك وقبل الأهالي عودة أولئك لممارسة الخطابة من على منبر المسجد ظناً منهم أن كل شيء على مايرام وخاصةً بعد سعيهم الى الصلح ولكن وللأسف في الوقت الذي يسعى الى الصلح كان فريق منهم يشعل النيران من جديد وهذه المرة للهجوم على الشيخ المنعي وعلى مدير قسم الشرطة وغيرهم وهذه المرة كانت الصحف هي الساحة الجديدة للصراع وحاولت تلك العناصر تحويل القضية الى قضية رأي عام وصلت صداها الى منظمات حقوقية ولم تصل الى ذلك المنحى إلا بعد تلفيق إتهامات وصار الجلاد ضحية حيث صور أن البعض منهم تعرض للإعتقال في سجون خاصة وللإختطاف وهذا ما نفاه الكثير من مواطني الحي الذين التقتهم الصحيفة


- الإعلام يتدخل
الشيخ عبدالله محمد المنعي شيخ حي الطب شخصية إجتماعية معروفة ولسنا هنا بصدد التعريف بذلك الرجل بقدر ما نذكر موقفه الواضح والصريح في هذه القضية والتي تدخل فيها بحكم معرفته بها وكذلك نذكر انه المنعي رئيس مجلس الآباء بمدرسة الأنصار ويعلم جيداً حاجة الحي لإعادة بناء المدرسة وفعلاً وبشهادات الكثير من أبناء الحي أن الجهد الأكبر والفضل في توسعة المسجد وبناء المدرسة كان لهذا الرجل وهذا ما دفع أولئك الى تحويل مسار القضية وإخراجها بثوب عار عن الصحة الى وسائل الإعلام , ولكن عندما تسيس أي قضية فالحقيقة تظل غائبة فهاجم أولئك المنعي وحاولوا إظهارة كشخصية متنفذه ولفقوا له الكثير من الحكايات والتي لم تجد طريقها الى قلوب الناس لمعرفتهم بهذا الرجل وظلت مجرد كلام مطبوع على صفحات سوداوية اللون تملاءها الأحقاد ويذرف فيها دموع التماسيح .
الشيخ المنعي لم يُعر كل ذلك إهتماماً وذهب نحو الأمام دون توقف ولم يلتفت الى كل ما يقال ويكتب عنه على صفحات صُحف اللقاء المشترك وما كان يحسب على الشيخ المنعي بالأمس بات يحسب له اليوم فتعالت أصوات الأهالي مرة أخرى ولكن هذه المرة للوقوف أمام إساءة إستخدام المنبر وتحويلة كأداة لإيصال رسائل معينة للبعض ومهاجمة البعض الآخر وغاب عن منبر مسجد الإنصار حينها تعاليم الدين الإسلامي التعاون والمحبة والإخاء والتوحد وحضرت بدلاً عنها صراعات المواطن البيسط هو في غنى عنها .

- الحلم يتحقق
هاهي الإنصار شامخة في عنان السماء بعد أن كانت مجرد خرابة وها هو العمل يجري على قدم وساق لإستكمال بناء المدرسة وكما تحكي الصورة فإن عزائم المخلصين والشرفاء من أبناء الحي أسكتت والى الأبد نعيق الغربان وأنتصرت المصلحة العامة ودفنت على أنقاض المدرسة القديمة كل الأكاذيب والتلفيقات والسياسة الرعناء وتجلت وبوضوح مدرسة الأنصار التي ستسوعب الكثير من أبناء الحي يدرسون ويتعلمون فيها معنى حب الوطن والأخلاص له وينقشون على صخر التاريخ حكاية من حكايات الإرداة والتي أبدع فيها رجال لا يخافون في الحق لومة لائم وبجوار البناء الشامخ للإنصار ها هو المسجد أخذ بالتوسع وهاهي المآذن تعلن موعد الصلاة ليرتقي المسجد برسالتة التنويرية جنباً الى جنب مع المدرسة في حكاية لا بد من حكايتها , ليعلم الجميع ان المدرسة والمسجد رسالة واحدة وأنه لابد من إبعادها قدر المستطاع عن حماقات السياسة وبلاهات الأحزاب .
دورهام
المجلس المحلي الذي سارع الى بناء المدرسة ومدارس أخرى في حي يُعد من أكبر الأحياء والمراكز أسوة ً ببقة المراكز بالمديرية فكانت مدرسة الأنصار زاهيةً متلونه ستعلن ميلاد أجيال قادمه وتعلن وفاة الرجعية الى غير رجعه .. .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !