جامعة النجاح الوطنية تمنح المناضل الفلسطيني بسام الشكعة شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
نابلس كتب غازي ابوكشك
في احتفال رسمي وشعبي حاشد جرى في مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح الوطنية يوم السبت الموافق 6/4/2013 منحت جامعة فلسطين الأولى " جامعة النجاح الوطنية" شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية للمناضل الفلسطيني الكبير بسام الشكعة، رئيس بلدية نابلس الأسبق عرفانا منها وتقديراً لدوره المتميز في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، ولمواقفه الوطنية والسياسية ودوره البارز في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية، وترسيخ وجود منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، في الانتخابات بلدية نابلس التي جرت عام 1976.
وحضر الحفل السيد تيسير خالد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والسيد فاروق زعيتر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة، وعدد الوزراء والمحافظين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين، ووفد من الجولان السوري المحتل، وحشد كبير من المواطنين وأسرة المناضل.
وقد بدء الحفل الذي ترأس عرافته الأستاذ الدكتور خليل عودة، عميد كلية الآداب في الجامعة بقراءة آيات من الذكر الحكيم ثم السلام الوطني الفلسطيني.
كلمة رئيس مجلس أمناء الجامعة:
ثم ألقى السيد فاروق زعيتر كلمة مجلس الأمناء عبر فيها عن سعادته لتنظيم هذا الحفل الذي من خلاله تم تكريم المناضل الشكعة، الشخصية القومية المتسلحة بمبادئ العروبة وحب الوطن، وأضاف السيد زعيتر كان بسام الشكعة ملتزماً بأفكاره التي آمن بها، وملتزماً بمواقفه الوطنية الصلبة، اختارته مدينة نابلس ليكون رئيسا لبلديتها في أحلك الأوقات وأصعبها، فتحمل المسؤولية عن قدرة واقتدار، حاول الاحتلال احتواءه بكل الوسائل والطرق، ولكنه رفض الاحتواء، ورفض الترويض، وظل متمسكاً بمنظمة التحرير الفلسطينية مثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، فكانت النتيجة التي دفع استحقاقها، محاولة الاغتيال البشعة التي هزت مشاعر الشعب الفلسطيني كله، وفقد الأخ المناضل ساقيه قرباناً للوطن وفداء لمبادئه ومواقفه الصلبة والشجاعة واليوم عندما نجتمع في هذا المنبر العلي المنبر لتكريمة، فإننا نقدم له بعض الواجب الذي له في أعناقنا. وبعض الالتزام الأدبي الذي نراه واجباً علينا.
وأضاف إننا نرى فيك نموذجاً للإنسان الفلسطيني الملتزم، جئناك اليوم نقدم لك شهادة حب وتقدير من كل أبناء فلسطين الذين أحبوك، واحترموك، وأعجبوا بنضالك، وتفانيك.
كلمة رئيس الجامعة:
وألقى الأستاذ الدكتور رامي حمد الله كلمة جامعة النجاح الوطنية وجه فيها التحية للأسرى الأبطال في السجون الإسرائيلية، كم وجه التحية والتقدير للقيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس " أبو مازن"، ورحب فيها بجميع الحاضرين في حفل تكريم واحد من أبناء فلسطين، ونقل تحيات السيد صبيح المصري، رئيس مجلس أمناء الجامعة، ومباركته للسيد بسام الشكعة على هذا التكريم الذي يستحقه عن جدارة واقتدار.
وقال أ.د. حمدالله: "إن جامعة النجاح وهي تكرم رجلاً من رجال فلسطين، فإنها تكرم فلسطين بأكملها، لأن أمة لا تكرم رجالها الذين أعطوا، وكانوا مخلصين في العطاء، لا يحق لها أن تعيش، فالذين يصنعون لها تاريخاً ومجداً يجب أن يكونوا على قائمة العناوين في هذا التكريم، وليس بين السطور أو في فهارس الكتب".
وأضاف أ.د. حمدالله لقد شكل أبو نضال حضوراً مميزاً ومؤثراً في الساحة الفلسطينية والعربية، فاستحق أن يكون أحد العناوين البارزة في مسيرة شعبنا ونضاله، لم يتراجع عن مبادئه وأفكاره التي آمن بها، ولم يستسلم أمام ضغوطات الاحتلال وتهديداته، وأضاف أ.د. حمدالله لقد كانت منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد في قاموسه السياسي، وعندما نجح في الانتخابات البلدية، أراد تأكيد هذه الشرعية مقابل محاولات الاحتلال إلغاء شرعية المنظمة، وتحويلها إلى شرعية الاحتلال.
وقال رئيس الجامعة أيضا : "لقد عرفت أبا نضال وطنياً مخلصاً في وطنيته، وإنساناً يفتخر الجميع بإنسانيته، وكانت له موقف على المستوى الشخصي لا يمكن أن تمحى من ذاكرتي أتحدث عن موقفين اثنين فقط، أولهما عندما كنت أراه وأنا في ريعان الشباب، كنت وقتها في الثانوية العامة، أراه يأتي سراً إلى بيت عمي وحيد الحمدالله أبو الرائد في عنبتا، يتقاسم معه هموم الوطن، ويخطط معه سبل المقاومة ضد الاحتلال، ومواجهة الاستيطان، وكيفية الحفاظ على الأرض ، ودعم صمود المواطنين، وكان ذلك كله سراً في إطار لجنة التوجيه الوطني، وثانيهما عندما تعرضت أسرتي لحادث السير المؤلم، حيث وقف الشكعة إلى جانبي في المستشفى وهو على عربته، وبقي حتى ساعات طويلة من الليل، وهو يسأل ويتابع، ويواسيني في هذا المصاب الجلل".
وبين رئيس الجامعة أن السيد بسام الشكة كان من المؤازين له عند توليه مهام رئاسة الجامعة، وكان يتابع أخبار الجامعة ومنجزاتها العلمية، ويسعد لكل انجاز تحققه الجامعة على أرض الواقع. وقال حمد الله "كان بسام الشكعة عظيماً ليس في مواقفه السياسية والوطنية، فحسب، وإنما في مواقفه الإنسانية والاجتماعية أيضاً".
وختم حمد الله بالقول :"رجل بكل هذه الصفات والمواصفات يستحق أن يكون مكرماً بين أبناء شعبه الذين أحبهم وأحبوه، فأنت يا أبا نضال علم في رأسه نار، وستظل دائماً في ذاكرة الأجيال عنواناً للتضحية والفداء، وستظل سيرة نضالك درساً يحتذى، ومنهجاً يتبع، ولا أعتقد أن الكلمات والشهادات وعبارات المدح تساوي قطرة دم واحدة أريقت من جسدك على ثرى وطنك، ولكن هذا هو قدر الكبار الذين يصنعون التاريخ".
ثم ألقى السيد تيسير خالد كلمة منظمة التحرير الفلسطينية شكر فيها يإسم اللجنة التنفيذية للمنظمة جامعة النجاح الوطنية على هذه اللفتة الكريمة بتكريم مناضل وطني يحتل موقع متقدم في تاريخ النضال الفلسطيني، وأضاف إننا نعترف اليوم جميعا بمواقف هذا الرجل الذي تكرمه جامعة النجاح الوطنية كرمز من رموز النضال الوطني الفلسطيني.
وتحدث السيد خالد عن مراحل حياة الشكعة النضالية وما عاناه جراء سياسة الإحتلال، وأضاف لقد عاش الشكعة مآسي الشعب الفلسطيني وكان صمام الأمان الوطني الذي يسترشد بها المناضلون في الوطن وخارجه.
وأشار خالد ان بسام الشكعة دافع عن مصالح شعبه ووقف في وجه الإستيطان الذي اعتبره عدوه الرئيسي في معركته الوطنية، ودافع عن منظمة التحرير الفلسطينية، ودعا إلى إصلاح البيت الفلسطيني دوما.وتحدث خالد إلى محاولة اغتيال السيد بسام في بداية العام 1980.
وألقى السيد إبراهيم الدقاق كلمة أصدقاء الشكعة قال فيها: " كان بسام الشكعة إسماً من الأسماء الوطنية المتداولة في الأوساط الوطنية. كان كأي وطني آخر له دور في النضال الوطني؛ كان كغيره من الوطنيين. لم نتقابل في الجبهة الوطنية الفلسطينية، لكن روحه كانت مع المجموع، كانت مع الجبهة الوطنية".
وأضاف الدقاق نشأت علاقة بين بسام وبيني. اكتشفت أن الهم الوطني احتل مساحة كبيرة من نفسه. وأعلم الآن بأن القضية الوطنية الفلسطينية كانت محور حياته عرفها وعرف عنها من خلال تفاعله مع الحركة العربية عن قرب، ومن خلال تفاعله مع الحركة الوطنية الفلسطينية عن طريق المشاركة.
وأضاف الدقاق عندما تسلم بسام رئاسة بلدية نابلس، حول البلدية إلى خدمة أهلها، كما حولها إلى قاعدة للحركة الوطنية الفلسطينية. وعندما قامت لجنة التوجيه الوطني، تصدرها وكان في المقدمة. لم تتكتم لجنة التوجيه الوطني ولم تنطو على نفسها، بل كانت أبوابها مشرعة أمام الجميع، فشاركت في جميع المناسبات الوطنية.
ثم ألقى السيد محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة كلمة تحدث فيها عن مواقف الشكعة البطولية في أصعب مراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، وأضاف لقد ساهم بسام ورفاقه في الحفاظ عن منظمة التحرير الفلسطينية وخاضوا انتخابات 1976 ليثبتوا أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
وشكر بركة جامعة النجاح الوطنية على تنظيم هذا الإحتفال الهام والكبير لشخصية وطنية كبيرة قدمت الكثير لفلسطين فاستحق ان تكرمه فلسطين جامعة فلسطين جامعة النجاح الوطنية.
بعد ذلك ألقى المهندس خالد السفياني، الامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي من المغرب كلمة أثنى فيها على تاريخ ونضال وحياة هذا المناضل الذي كرس حياته لحب فلسطين حتى تعرض لمحاولة إغتيال أفقدته ساقية وبقي رغم ذلك يقدم ويناضل من أجل فلسطين، وشكر القائمين على هذا الحفل وتمنى لو باستطاعته أن يكون بين شعب فلسطين يكروم المناضل الكبير.
أما الشيخ قاسم محمد الصفدي فألقى كلمة الأهل في الجولان السوري المحتل، تحدث فيها عن مسيرة حياة بسام الشكعة المناضل الفلسطيني الذي وقف في وجه كل المحاولات التي كانت تهدف إلى طمس تاريخ القضية الفلسطينية. وشكر الجامعة على اهتمامها بتكريم المناضلين.
وألقى كلمة العائلة السيد نضال الشكعة نجل السيد بسام وختم بها الحفل مقدما الشكر لجامعة النجاح الوطنية على مبادرتها التي كان لها الأثر الكبير في نفس والده بسام والعائلة، وشكر اللجنة التحضيرية التي أعدت لهذا الحفل الكبير والمميز.
وتحدث الشكعة الوطن والقضية الوطينة التي طالما شغلت بال والده وهو دائم التفكير فيها، وشكر كل المؤسسات والشخصيات التي حضرت الحفل تكريما للمناضل بسام الشكعة.
وقد تم تأليف أغنية خاصة بهذه المناسبة من شعر الدكتور مأمون مباركة، المحاضر في قسم اللغة العربية في الجامعة قدمها الفنان الفلسطيني أبن جامعة النجاح الوطنية ناصر الأسمر وشاركه فيها الأستاذ عمار قضماني من كلية الفنون الجملية في الجامعة، وبعد ذلك عُرض فيلم وثائقي يحكي قصة حياة الرجل منذ بداياته إلى اليوم.
ومن ثم تمت مراسم حفل تسليم شهاددة الدكتوراه الفخرية وجاء في مسوغات منح درجة الدكتوراه مايلي: "فنظراً لما تميز به السيد بسام الشكعة من مواقف وطنية وسياسية ودوره البارز في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية، وحيث أنه عمل على تطوير مدينة نابلس أثناء رئاسته للبلدية، ورسخ وجود منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني، في الانتخابات البلدية التي جرت عام 1976، وحيث أنه واجه الاحتلال بشجاعة واقتدار، وتصدى لكل محاولاته تهويد الأرض الفلسطينية وطمس المعالم العربية والإسلامية فيها، وحيث أنه ضحى بحياته من أجل فلسطين، وقدم جزءاً من جسده فداء لهذا الوطن، وحيث انه تميز في علاقاته الداخلية والخارجية وحظى باحترام الجميع فلسطينياً وعربياً ودولياً، لكل هذه الأسباب مجتمعه، فقد قررت إدارة جامعة النجاح منح السيد بسام الشكعة شهادة الدكتوراه الفخرية، وفق ما هو معمول به في أنظمتها ولوائحها الداخلية".
وقد قام السيد فاروق زعيتر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأستاذ الدكتور رامي حمد الله بمنح شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية للدكتور بسام أحمد الشكعة.
التعليقات (0)