إن القرار " العروبي " بفرض الحصار والحرب الاقتصادية على سوريا اقتداء بـ " سلفهم الأمريكي الصالح " :
1 ـ يؤكد أن الحصار الذي فرضته أمريكا على الشعب العراقي هو حصار " عروبي " بأدوات أممية أمريكية ..
2 ـ ويؤكد أن الحصار الذي فرضته أمريكا على الشعب الليبي هو أيضا حصار " عروبي " بأدوات أممية أمريكية ..
3 ـ ويؤكد أن الحصار الذي فرضته أمريكا على الشعب السوري منذ السبعينيات هو حصار " عروبي " بامتياز بأدوات أممية وأمريكية ..
4 ـ ويؤكد أن الحصار الذي فرضه الصهاينة على غزة هو حصار " عروبي " أولا وآخرا ، وبامتياز أيضا ، بإرادة " عروبية " وبأدوات صهيونية ..
وعليه : فإن كل أنواع الحصار التي فرضت على الدول العربية المذكورة إنما هي استجابة لرغبات " عروبية " و " شقيقة حتى النخاع " ، بل هي تنفيذ " لشهوانية عروبية " يدفعون المليارات لمن يقوم بتنفيذها نيابة عنهم ..
دليلنا على ذلك : أن العراق وليبيا ـ على الأقل ـ دُمِّرَتا بأموال عربية نفطية ..
وأن كل تلك العقوبات فرضت أمميا : أي في مجلس الأمن ، ما عدا بعض الحالات الفردية التي تقوم فيها أمريكا أو أوربا بفرض عقوبات إضافية أحادية الجانب ..
وعندما شلّ الفيتو الروسي الصيني القوة الغاشمة لمجلس الأمن ، عادوا " مكرَهين مهزومين " إلى المنظمات الإقليمية " العروبية المحترمة " لتأخذ دور مجلس الأمن وتحل محله ..
والتجربة الأخيرة حيال سوريا أكبر برهان ..
فهي سابقة كيدية لئيمة حاقدة ، تحدث لأول مرة في تاريخ الجامعة التي ظلت طيلة حياتها في سبات أمين وآمن ، كونها إنجليزية الصنع ، أمريكية صهيونية الهوى " ولا فخر " ..
وقد فعلتْ ذلك ، بعد أن جمّدت عضوية سوريا فيها ، واستبدلت مقعدها بمقعد " عصملي إنكشاري " جلس فيه وزير خارجيتهم " الباب العالي والوالي العتيد " ..
(( هنيئا لكم أيها " الأشقاء " )) ..
إن الجامعة العربية ـ بدعم غربي أمريكي سافر ـ تحاول أن تلتف على الفيتو الروسي الصيني في مجلس الأمن وبطرق استفزازية وغير شرعية :
1 ـ انتقاما من أصحاب الفيتو المشترك ، بعد أن فشل هؤلاء في ليّ ذراعهم ، وبعد أن رفضوا كل أنواع الضغوط التي مورست عليهم لتغيير موقفهم من الأزمة السورية ..
2 ـ وتنفيذا لإرادة الناتو والأطلسي ، وتمهيدا لضرب آخر المعاقل المقاومة وكسر حلقة الوصل التي تهدد الصهاينة ..
4 ـ ولمزيد من تفتيت المنطقة لصالح الكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي المأزوم والمهزوم على صعيد منطقتنا على الأقل ..
إن ما تفعله الجامعة العربية إنما هو محاولة قذرة لتنوب عن الناتو في حصار سوريا وتدميرها ، بدلا من مجلس الأمن المكبّل بالفيتو ، ولإنقاذ السمعة السيئة للمجلس ، ولحفظ ماء وجه دوله الاستعمارية ، بعد أن خيّب الفيتو فألها في تدمير سوريا خدمة لمشروعهم ولأذنابهم وعملائهم ..
إنها حرب تآمرية مشتركة : كانت القرارات فيها أممية والتنفيذ عربيا ، فصارت القرارات عربية والتنفيذ عربيا ، و" الحمد لله الذي لا يُحمَدُ على مكروه سواه " ..
فأي دور إجرامي تقوم به هذه الجامعة !!
وأي قذارة تمارسها وهي تتعامى عن كل جرائم العالمين الأقربين والأبعدين ، وتوغل في التآمر لانتهاك سيادة وأمن سوريا وشعبها !!..
ألم يكفها ملايين الشهداء على مذبحها الحرام ؟!
أين هي من غزة ولبنان والصومال والسودان واليمن والبحرين ؟!
ولأن العاهرات أكثر الناس تغنيا وتشدقا بالعِفة والشرف ، أثبتت الجامعة العربية عهرها اللامحدود وهي تساهم في استجرار التدخل الأجنبي لتدمير سوريا ، كما سبق أن فعلوا في كل مكان من الوطن العربي بدءا من فلسطين والعراق ولبنان والسودان ، وليس انتهاء بليبيا وستين ألف ضحية فقط ..
فإذا باتت الجامعة " تشرعن " التدخل الأجنبي في دولها ، وتستجر الناتو والأطلسي لضرب الشعب العربي وتدمير قواه ، وتدفع لهم التكاليف بـ " حبا وطوعا وبطيب خاطر " ، وتستبدل العضوية السورية فيها بعضوية " عصملية " ، بقي لها شيء واحد ننتظر منها أن تفعله حتى تثبت صدق ولائها وانتمائها ، وهو أن :
تغير اسمها إلى " جامعة الشرق الأوسط " ..
وأن تقبل كيان الصهاينة عضوا عاملا " فاعلا فيها " ، وشرفيا " فوق العادة " ، لتهنأ به ، وتستلذ بقربه ودفئه وحنانه ..
الثلاثاء ـ 29ـ 11 ـ 2011
التعليقات (0)