100 قتيل في 24 ساعة..أين الجامعة؟!
الوطن السعودية
GMT 0:20:00 2011 السبت 24 ديسمبر
تركي الدخيل
جامعة الدول العربية
لا أفهم هذا التساؤل عن دور الجامعة العربية في حماية السوريات والسوريين من هواية التقتيل التي يمارسها نظام بشار، ولا أعرف لمَ لا تدقق الصحافة في المعنى حين تضع الجامعة وسوريا في جملة واحدة لتوحي بدور إيجابي مفترض في حلحلة الأزمة، أية أزمة ومهما كان نوعها. يجب أن يكون المرء جاهلا أو ساذجا لكي يتصور أن الجامعة بمقدورها أن تلعب أي دور وذلك راجع لمليون سبب هذه ثلاثة منها:
1ـ الجامعة ليست مستقلة وإنما ناطق رسمي للأنظمة العربية على اختلافها وبرغم تناقضاتها أحيانا. وعلى ذكر الإختلاف والتناقض، لا يجب التهويل. فما يفرق بين الأنظمة العربية من ملكية وجمهورية وقبلية و"اشتراكية" و"رأسمالية" يهون أمام ما تجتمع حوله من استبداد وتوريث وإهانة لشعوبها وارتهان للقوى الأجنبية وفشل في التنمية.
2ـ رصيد الجامعة صفر في مجال حقوق الإنسان. لم يُسمع لها صوت ضد اعتقال صحفي أو مصادرة جريدة أو تعذيب مواطن أو إعدام معارض، ولم تَنتفض يوما لأن الدبابات تحصد أرواح الأبرياء في الشوارع العربية أو لأن النساء ممنوعات من أبسط الحقوق السياسية في كذا بلد عربي.
3ـ لا تاريخ يذكر للجامعة في حل النزاعات العربية، فقد ظهر عجزها لما غزا جزار بغداد الكويت وفي تقسيم السودان وفي النزاعات الحدودية بين دول الخليج وفي الألم الفلسطيني المتجدد...فما بالك بنزاع يصر فيه الرئيس وعصابته على الإستمرار في الحكم حتى لو أباد الشعب، ويصر فيه الشعب على الإنعتاق من الذل والفساد مهما كانت التضحيات..
بناءً عليه، ليس من المنطق انتظار أية فائدة من ذهاب مراقبي الجامعة الفاشلة إلى سوريا، فأقصى ما يمكنهم أن يوردوه في تقريرهم ـ أخذاً في الإعتبار عدم حصول تغيير في مواقف الأطراف الدولية الفاعلة ـ هو دعوة "كل الأطراف" لوقف العنف واللجوء إلى الحوار.
التعليقات (0)