مواضيع اليوم

جامعة الدول العربية ودورها في القضية الفلسطينية

طالبه تخشى الموت

2010-12-11 21:38:30

0

 

 


جـامعة أسيوط
كليــة الآداب
قســم الإعلام

 

 

جامعة الدول العربية ودورها في القضية الفلسطينية


إعداد

سارة خالد محمد أحمد الليثى


إشراف

د/ محمد أحمد على العدوى

 

مارس 2009

 

 

 

 

 

قَالَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ: حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ السَّيْبَانِيِّ- وَاسْمُهُ يَحْيَى بْنُ أَبِي عَمْرٍو- عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ:

قال رسول الله (صلى الله عليه، وسلم):

"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ"..

 

 

 

 

 

 

 

 


إهـــــــــداء

إلى أبي، وأمي
اللذان علماني حب القراءة والإطلاع
منذ نعومة أظافري ولولاهما ما كنت شيئاً
(( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً))

سارة الليثى

 

 

 

 

 

 

 

 

 


شكر وتقدير


شكر وتقدير إلى كل من ساعدنى فى إنجاز هذا البحث، وإلى كل أســاتذتي الذين استعنت بما لديهم من مراجع، وأبحاث في إعداد بحثي هذا، وإلى أســتاذي د. محمـــد العــدوى لما بذله من جهد في متابعة هذا العمل حي يخرج بهذه الصورة

 


سارة الليثى

 

 


المحتويات

المقدمة .................................................................................................................................................. 6
تساؤلات الدراسة ................................................................................................................................. 7
الفصل الأول: جامعة الدول العربية .................................................................................................. 8-24
المبحث الأول: نشأة جامعة الدول العربية ................................................................................... 9
المبحث الثانى: العضوية فى جامعة الدول العربية ..................................................................... 12
المبحث الثالث: الهيئات العاملة بجامعة الدول العربية ............................................................... 14
- الفرع الأول: مجلس الجامعة ......................................................................................................... 14
- الفرع الثانى: مجلس الدفاع المشترك ........................................................................................... 16
- الفرع الثالث: المجلس الاقتصادى ................................................................................................. 17
- الفرع الرابع: اللجان الدائمة ........................................................................................................... 18
أولاً: اللجنة القانونية ....................................................................................................................... 19
ثانياً: اللجنة السياسية ....................................................................................................................... 19
- الفرع الخامس: محكمة العدل العربية ........................................................................................... 20
- الفرع السادس: الأمانة العامة ........................................................................................................ 21
هوامش الفصل الأول .......................................................................................................................... 23
الفصل الثانى: القضية الفلسطينية ...................................................................................................... 25-43
المبحث الأول: تاريخ القضية ........................................................................................................ 26
المبحث الثانى: مذابح الإسرائيلى فى فلسطين ............................................................................. 33
- الفرع الأول: مذبحة دير ياسين ..................................................................................................... 33
- الفرع الثانى: مذبحة قبية ................................................................................................................ 34
المبحث الثالث: اللاجئون الفلسطينيون ......................................................................................... 35
المبحث الرابع: الانتفاضة .............................................................................................................. 38
المبحث الخامس: غزة .................................................................................................................... 41
هوامش الفصل الثانى .......................................................................................................................... 42
الفصل الثالث: دور الجامعة العربية فى القضية الفلسطينية ........................................................... 44-52
المبحث الأول: حرب فلسطين 1948م ........................................................................................ 45
المبحث الثانى: مشروع السلام العربى (مشروع فاس) ............................................................. 46
المبحث الثالث: اللاجئون الفلسطينيون ......................................................................................... 47
المبحث الرابع: التعليم فى فلسطين المحتلة .................................................................................. 51
هوامش الفصل الثالث .......................................................................................................................... 52
خاتمة وتوصيات .................................................................................................................................. 53
ملاحق ................................................................................................................................................... 54-55
أقوال فى القضية الفلسطينية والصراع العربى – الإسرائيلى ........................................................ 55
المراجع ................................................................................................................................................. 56

 

مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وأشرف المرسلين سيدنا "محمد" (صلى الله عليه، وسلم)، وعلى آله، وأصحابه، ومن سار على دربه، وتمسك بسنته إلى يوم الدين، وبعد .....

نشأت الجامعة العربية نتيجة لنشوء فكرة القومية العربية، وتبنى المثقفين، والمفكرين لتلك الفكرة، ومن بعدهم القيادات السياسية، وبالتالى كان السعى نحو تحقيق حلم الشعوب العربية بإنشاء جامعة الدول العربية. ومنذ نشأة الجامعة، وهى تسعى لتحقيق الاستقلال لجميع الدول العربية، وخاصة فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على أراضيها المسلوبة، وحتى الآن تحاول الجامعة بذل أقصى جهدها لتحرير الأرض، ونيل الفلسطينيين حقوقهم المشروعة فى الحياة الآمنة الكريمة، ولكن لا نعلم متى سوف نستطيع تحقيق ذلك؟ ربما لو اتحدت الدول العربية، وأصدرت قراراتها مجتمعة فى هذا الشأن! ولذا كانت هذه الدراسة، لتوضيح ما فعلته الجامعة العربية من أجل القضية الفلسطينية، وما ينتظر منها أن تفعله فى المستقبل – إن شاء الله، وآمل أن يكون لهذه الدراسة إضافة قيمة، وأن تساهم فى توضيح بعض النقاط الهامة فى القضية الفلسطينية، ودور الجامعة العربية فيها.

والله الموفق والمعين ,,,,
سارة الليثى
مارس 2009

 

 

 

تساؤلات الدراسة

1- ما هى شروط العضوية فى جامعة الدول العربية؟
2- ما هى الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية؟
3- ما هى اختصاصات الجامعة العربية؟
4- ما هى الهيئات العاملة بجامعة الدول العربية؟
5- ما هو بروتوكول الإسكندرية؟
6- ما هو دور الجامعة العربية فى القضية الفلسطينية منذ إنشاءها؟
7- ما هى أهداف جامعة الدول العربية؟
8- ما هى مبادئ جامعة الدول العربية؟
9- ما هى المذابح التى قام بها الصهاينة فى فلسطين؟
10-ما هى قضية اللاجئين الفلسطينيين؟
11-متى بدأت القضية الفلسطينية؟ وكيف؟
12-ما دور الانتفاضة فى القضية الفلسطينية؟

 

 


الفصل الأول: جامعة الدول العربية

• نشأة جامعة الدول العربية.
• العضوية فى جامعة الدول العربية.
• الهيئات العاملة بجامعة الدول العربية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


المبحث الأول: نشأة جامعة الدول العربية
هى أقدم منظمة دولية قامت بعد الحرب العالمية الثانية، وقد تكونت فى 22 مارس 1945م أى قبل منظمة الأمم المتحدة بشهور، وتألفت فى أول وقتها من سبع دول عربية كانت تتمتع بالاستقلال السياسى وقتذاك، هى: مصر- سوريا – شرق الأردن – لبنان – العراق – اليمن – المملكة العربية السعودية.
ويقع مقر الجامعة فى القاهرة(1) وهى منظمة دولية إقليمية تقوم على التعاون الإرادى بين الدول الأعضاء، ويؤكد ذلك ما ورد فى ديباجية الميثاق من أن الجامعة قد قامت تثبيتاً للعلاقات الوثيقة، والروابط العديدة بين الدول العربية، وحرصاً على دعم هذه الروابط، وتوطيدها على أساس احترام استقلال تلك الدول وسيادتها وتوجيهها لجهودها إلى ما فيه خير البلاد العربية قاطبة، وصلاح أحوالها، وتأمين مستقبلها، وتحقيق أمانيها وآمالها، واستجابة للرأى العام العربى فى جميع الأقطار العربية(2).
كما تؤكده أيضاً مادة (8) من الميثاق بالنص على أن تحترم كل دولة من الدول المشتركة فى الجامعة نظام الحكم القائم فى دول الجامعة الأخرى، وتعتبره حقاً من حقوق تلك الدول، وتتعهد بألا تقوم بعمل يرمى إلى تغيير ذلك النظام فيها، ومن اختصاصات الجامعة:-
1- صيانة استقلال الدول الأعضاء.
2- التعاون فى الشئون الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية، وغيرها.
3- النظر فى شئون البلاد العربية ومصالحها.
4- تحرير البلاد العربية غير المستقلة.
5- التعاون مع الهيئات الدولية لكفالة الأمن والسلام وتنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية(3).
وأول وثيقة تخص الجامعة كانت بروتوكول الإسكندرية، والذى نص على المبادئ الآتية:
1- قيام جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة التى تقبل الانضمام إليها، ويكون لها مجلس تمثل فيه الدول المشتركة على قدم المساواة.
2- مهمة مجلس الجامعة هى: مراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول الأعضاء فيما بينها من اتفاقيات وعقد اجتماعات دورية لتوثيق الصلات بينها والتنسيق بين خططها السياسية تحقيقاً للتعاون فيما بينها وصيانة استقلالها وسيادتها من كل اعتداء بالوسائل السياسية الممكنة والنظر بصفة عامة فى شئون البلاد العربية.
3- قرارات المجلس ملزمة لمن يقبلها فيما عدا الأحوال التى يقع فيها خلاف بين دولتين من أعضاء الجامعة ويلجأ الطرفان إلى المجلس لفض النزاع بينهما. ففى هذه الأحوال تكون قرارات المجلس ملزمة ونافذة.
4- لا يجوز الالتجاء إلى القوة لفض المنازعات بين دولتين من دول الجامعة كما لا يجوز إتباع سياسة خارجية تضر بسياسة جامعة الدول العربية أو أى دولة من دولها.
5- يجوز لكل دولة من الدول الأعضاء بالجامعة أن تعقد مع دولة أخرى من دول الجامعة أو غيرها اتفاقات خاصة لا تتعارض مع نصوص هذه الأحكام وروحها.
6- الاعتراف بسيادة واستقلال الدول المنظمة إلى الجامعة بحدودها القائمة فعلاً(4).
ولقد مثل هذا البروتوكول الوثيقة الرئيسية التى وضع على أساسها ميثاق جامعة الدول العربية، الذى أقر بقصر الزعفران بالقاهرة فى 19/3/1945م وتألف ميثاق الجامعة من ديباجة، وعشرين مادة، وثلاث ملاحق خاصة، الملحق الأول خاص بفلسطين، والملحق الثانى خاص بالتعاون مع الدول العربية غير المستقلة وبالتالى غير المشتركة فى مجلس الجامعة، أما الثالث فهو خاص بتعيين السيد "عبد الرحمن عزام" الوزير المفوض بوزارة الخارجية المصرية كأول أمين عام للجامعة لمدة عامين(5).
وفى 22/3/1945م تم التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية من قبل مندوبى الدول العربية عدا السعودية، واليمن اللتين وقعتا على الميثاق فى وقت لاحق(6). وتمثلت أهداف الجامعة فى تعميق التعاون العربى فى كافة المجالات الاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والبشرية، والسياسية، والأمنية، وغير ذلك من المجالات المتنوعة، وبالفعل تم عقد عدة اتفاقيات لتعميق وترسيخ التعاون العربى المشترك، منها:
1- اتفاقية تسهيل التبادل التجارى.
2- التعريفة الجمركية الموحدة.
3- إنشاء المؤسسة العربية للإنماء الاقتصادى.
4- اتفاقية الوحدة الاقتصادية.
5- اتفاقية الدفاع العربى المشترك(7).
وكذلك توجد عدة مبادئ تلتزم بها الجامعة، ومنها:
1- الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة.
2- المساواة القانونية الأمم المتحدة.
3- المساواة القانونية بين الدول الأعضاء.
4- المساعدة المتبادلة.
5- دعم التعاون العربى فى كافة المجالات(8).


المبحث الثانى: العضوية فى جامعة الدول العربية
يشترط فى الدول الراغبة للانضمام أن تتوافر لها شروط ثلاثة:
1- أن تكون دولة عربية، بمعنى أن تكون اللغة السائدة فيها هى العربية، وأن يكون تراثها عربياً.
2- أن تكون دولة مستقلة.
3- أن يوافق مجلس الجامعة بالإجماع على قبولها(9).
وقد أثيرت عدة مشكلات بشأن العضوية منها، مسألة انضمام الصومال، وجيبوتى، باعتبار أن لغتها الرسمية الأولى ليست العربية،إلا أنه تم الاتفاق على أن أصل وجذور شعوب البلدين هو الانتماء العربى، ومن ثم صدرت الموافقة على انضمامهما كما تمت الموافقة فى 1952م على إعلان مندوب عن فلسطين، وفى عام 1963م اعترفت الدول العربية بأن منظمة التحرير الفلسطينية التى أنشئت فى نفس العام هى الممثل للشعب الفلسطينى، واعتبر مجلس الجامعـة أن رئيس المنظمة ممثلاً لفلسطين لدى الجامعة(10).
وبخلاف الدول السبع المؤسسة للجامعة، انضمت أيضاً هذه الدول ليها:
• ليبيا (28 مارس 1945م).
• السودان (19 يناير 1956م).
• تونس (1 سبتمبر 1958م).
• الكويت (20 يوليو 1961م).الجزائر (16 أغسطس 1962م).
• البحرين (11 سبتمبر 1971م)
• سلطنة عمان (29 سبتمبر 1971م)
• قطر (11 سبتمبر 1971م).
• الإمارات العربية المتحدة (6 ديسمبر 1971م).
• موريتانيا (26 نوفمبر 1973م).
• الصومال (14 فبراير 1974م).
• جيبوتى (1 يونيو 1977م).
• المغرب (1 سبتمبر 1985م).
• وفلسطين المحتلة.
• أما أخر الدول انضماماً فهى جزر القمر، وذلك فى 20/11/1993م.
وأشار ميثاق الجامعة بحق كل دولة عضو فى الجامعة فى التقدم بطلب انسحاب من عضوية الجامعة، وذلك بعد التقدم ببلاغ لمجلس الجامعة قبل تنفيذ الانسحاب، ولا يشترط المجلس إيضاح أسباب الانسحاب، وقد تم اشتراط مدة السنة، وذلك لكى يكون ثمة مساحة من الوقت يتم فيها بذل المساعى لإقناع الدولة طالبة الانسحاب بالعدول عن قرارها أو معالجة بعض الأسباب التى دفعتها إلى هذا الطلب، كما يجوز للدول طلب الانسحاب إذا ما تم تغيير ميثاق الجامعة، ولم توافق تلك الدول على هذا التعديل، وقد أقر ميثاق الجامعة العربية جواز فصل أى عضو لم يقوم بتنفيذ التزامات العضوية التى حددها الميثاق، وذلك بموافقة جماعية من جانب الأعضاء، إلا أنه أتاح فرصة أخرى للدول تمثلت فى النص على إمكانية تقديم الدولة التى تم فصلها بطلب جديد للعضوية فى الجامعة(12).

وتفقد الدول أيضاً عضويتها بزوال الشخصية القانونية للدولة لأى سبب، مثل: الاندماج فى دولة أخرى، كما حدث أثناء الوحدة بين مصر، سوريا فى فبراير 1958م، وإعلان الجمهورية العربية المتحدة، وبالتالى زالت عضوية مصر وسوريا لفترة، ثم عادت لكل منها عضوية منفصلة بعد زوال الاتحاد أو الجمهورية، وحدث ذلك أيضاً بعد قيام الاتحاد بين اليمن الشمالى والجنوبى عام 1990م، وقيام الجمهورية اليمنية المتحدة، ولا يعتبر فقدان الدولة لسيادتها بالإكراه نتيجة احتلال واستعمار سبباً لسقوط العضوية، وهو ما ظهر عندما احتلت العراق الكويت، أو الولايات المتحدة للعراق 2003م، فلم يعتبر ذلك سبباً يستدعى إسقاط العضوية عن أية دولة عضو(13).

 

 

 

 

المبحث الثالث: الهيئات العاملة بجامعة الدول العربية
توجد بجامعة الدول العربية عدة هيئات عاملة تتنوع وظائفها، منها:
1- مجلس الجامعة.
2- مجلس الدفاع المشترك.
3- المجلس الاقتصادى.
4- اللجان الدائمة.
5- محكمة العدل العربية.
6- الأمانة العامة.
7- المنظمة العربية للتنمية الإدارية.
8- منظمة العمل العربية.

 

 

 

 

 

 


الفرع الأول: مجلس الجامعة
هو الهيئة الرئيسية، والعليا فى الجامعة، والمشرف على شئونها، ويتكون من ممثلى الدول المشتركة فى الجامعة بالإضافة إلى ممثل لفلسطين، وممثلى البلاد العربية الأخرى غير المستقلة، والتى قد يرى المجلس ضرورة اشتراكهم (14). ويكون لكل دولة فيه صوت واحد، وتعتبر مؤتمرات القمة للملوك والرؤساء العرب دورات لمجلس الجامعة، وتفقد دورات مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية أو مستوى أعلى، ولهم أن ينيبوا عنهم مندوبين أو مفوضين وفقاً للمادة الثانية من النظام الداخلى للجامعة(15).
ويختص المجلس بعدد من المهام هى:
1- مراعاة تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الدول الأعضاء.
2- دعم التعاون بين الدول العربية والهيئات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدوليين.
3- فض المنازعات التى تحدث بين الدول عن طريق الوساطة أو التحكيم.
4- تعيير أمين عام الجامعة بأغلبية الثلثين.
5- تحديد أنصبة الدول الأعضاء فى ميزانية الجامعة.
6- وضع النظام الداخلى للمجلس، اللجان الدائمة، الأمانة العامة للجامعة(16).
ويعقد مجلس الجامعة اجتماعين عاديين سنوياً أحدهما فى مارس والآخر فى سبتمبر، ويجوز للمجلس أن ينعقد فى دورات غير عادية إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك بناء على طلب دولتين أو أكثر من دول الجامعة أو بناء على طلب من إحدى الدول الأعضاء المعتدى عليها، ويتولى الأمين العام تحديد موعد انعقاد المؤتمر(17).

 

 

 

 

الفرع الثانى: مجلس الدفاع المشترك
وقعت معاهدة الدفاع المشترك فى عام 1950م، ونصت على تكوين مجلس للدفاع المشترك يستطيع اتخاذ قرارات ملزمة لجميع الأعضاء بأغلبية الثلثين(18)، وينص على أن أى اعتداء مسلح يقع على أى دولة يعتبر اعتداء عليها جميعاً يحقق للدول سواء منفردة أو مجتمعة باتخاذ التدابير اللازمة لرد العدوان، وإعادة الأمن والسلام(19)، ويتكون مجلس الدفاع المشترك من وزراء الخارجية والدفاع فى الدول المتعاقدة، أو من ينوبون عنهم(20).

 

 

 

 

 

 


 

 

الفرع الثالث: المجلس الاقتصادى
تم إنشاءه عام 1953م(21) وذلك بعد توقيع معاهدة التعاون الاقتصادى فى عام 1950م. وتم تكليفه فى قمة 1996م بالقاهرة بالإسراع بإقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وقام المجلس بالفعل بوضع برنامج تنفيذى لإنشاء المنطقة على مدار عشر سنوات تبدأ فى 1/1/1998م(22).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفرع الرابع: اللجان الدائمة
تتلخص مهمتها فى تحقيق التعاون بين البلاد العربية فى شكل مشروعات واتفاقات تعرض على المجلس للنظر فيها تمهيداً لعرضها على البلاد العربية، وهذه اللجان هى:-
1- اللجنة السياسية.
2- اللجنة الاقتصادية والمالية.
3- لجنة شئون المواصلات.
4- اللجنة الثقافية.
5- اللجنة القانونية.
6- اللجنة الاجتماعية.
7- اللجنة الصحية.
8- لجنة الإعلام العربى.
9- لجنة حقوق الإنسان(23).
إلا أن اللجنة الخاصة بالشئون الاقتصادية والمواصلات لم تجتمع منذ إنشاء المجلس الاقتصادى العربى، وتتكون هذه اللجان من مندوبين عن الدول العربية الأعضاء، ومندوبين من البلاد العربية الأخرى غير المستقلة بالشروط التى يحددها المجلس، ويقوم مجلس الجامعة بتعيين رئيس لكل لجنة لمدة سنتين قابلة للتجديد، كما يتقاضى مكافأة عن الجلسة التى يحضرها، وتقوم الأمانة العامة بمعاونة اللجان على القيام بمهامها وتمكينها من الإلمام بالموضوعات التى تعنى ببحثها، كما يقوم الأمين العام بندب أحد موظفى الأمانة العامة المختصين فى الشئون المعهد بها لكل لجنة لكى يكون سكرتيراً لها(24).
وتعقد هذه اللجان اجتماعاً بصورة سرية، وتكون صحيحة بحضور أغلبية الأعضاء كما أنها تصدر قراراتها بأغلبية أصوات ممثلى الدول الأعضاء الحاضرين، إلا أن عمل هذه اللجان استشارى نظراً لأن للمجلس مطلق الحرية فى أن يتناول المشروعات التى تقدمها بالحذف أو التعديل إلا أن دور المجلس عملياً يقتصر على الرقابة على نشاط هذه اللجان من الوجهة السياسية العامة، وبدون الدخول فى تفاصيل المشاريع التى تقدمها(25).
ويجـرى التمثيل فى كل من اللجـان الدائمة بمندوب واحد عن كل دولة، ويـكون له صوت واحد(26).
وتتمتع هذه اللجان بحق تشكيل لجان فرعية تعنى بالشئون الفنية المتخصصة، كما يحق لها أن توصى بدعوة خبراء من الدول الأعضاء فى الجامعة للاستفادة بخبراتهم عند الحاجة، وفى مجال تقويم أداء هذه اللجان(27).
أولاً: اللجنة القانونية:
تتولى شئون الجنسية والجوازات والتأشيرات وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين(28).
ثانياً: اللجنة السياسية:
تشكلت فى 30/11/1946م مع احتدام الصراع الدائر فى فلسطين مع قوى الصهيونية وبروز الحاجة إلى تفعيل المشاورات السياسية بين الدول الأعضاء، والتنسيق بين مواقفها فى هذا الصدد، وعلى حين نص قرار التشكيل على أن تكون العضوية فى اللجنة على مستوى وزراء الخارجية، فإنه بعد خمس سنوات من عمل اللجنة فى عام 1951م أصدر مجلس الجامعة قرار بفتح العضوية لرؤساء الحكومات ورؤساء وفود الدول لدى الجامعة حسب مقتضى الحال، وكان أهم ما أنجزته اللجنة من أعمال: بلورة معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادى، والإعداد لجدول أعمال القمم العربية، ورفع تقاريرها إلى اجتماعات تلك القمم، فضلاً عن تنسيق المواقف العربية من بعض القضايا الدولية(29).

 

 

 

 

 

 

 

الفرع الخامس: محكمة العدل العربية
اتخذت قمة الإسكندرية فى عام 1964م قراراً بإنشاء المحكمة، وبعد ستة عشر عاماً، فى عام 1980م قرر مجلس الجامعة تشكيل لجنة لوضع النظام الأساسى للمحكمة، وفى عام 1995م تم تحويل المشروع إلى اللجنة القانونية الدائمة التى انكبت على صياغة مشروع متكامل، تلك أهم عناصره الأساسية:-
1- تتشكل المحكمة من سبعة قضاة بالانتخاب السرى لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، مع تغيير ثلاثة منهم، يتم تحديدهم عن طريق القرعة كل ثلاث أعوام.
2- تختص المحكمة فى الفصل بالمنازعات التى تحيلها لها أطرافها، أو تنص على إحالتها لها اتفاقيات ثنائية أو متعددة، أو تصرح الدول بولاية المحكمة عليها دون حاجة إلى اتفاق خاص.
3- تحكم المحكمة وفق مبادئ ميثاق الجامعة العربية، وبمقتضى قواعد القانون الدولى، كما تراعى المصادر الأخرى بموافقة الأطراف(30).

 

 

 

 

 

 

 


الفرع السادس: الأمانة العامة
تمثل الجهاز الدائم لإدارة شئون المنظمة، وأداء وظائفها والإعداد لأعمالها، ويقوم على رأسها أميناً عاماً، ويراعى أن يكون من مصر لدورها المؤسس فى إنشاء الجامعة واستضافة مقرها الدائم على الأراضى المصرية(31)، وعندما تم نقل مقر الجامعة العربية إلى تونس عقب توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979م تم الالتزام بهذا العرف حيث منح المنصب إلى التونسى "الشاذلى القليبى"، الذى استقال من منصبه عقب غزو العراق للكويت عام 1990م(32).
وتعاقب ستة مسئولين حتى الآن على منصب المسئول الأول من الجامعة العربية خمسة منهم مصريين، وبينما أنهى ثلاثة منهم حياتهم السياسية بالاستقالة، فقد تمكن أثنان منهم فقط من إنهاء عملهم بشكل طبيعى. حيث قدم "عبد الرحمن باشا عزام" استقالته من منصبه عام 1952م بعد قيام ثورة 23 يوليو، وتبعه "محمود رياض" وزير الخارجية المصرى الأسبق عام 1979م بعدما أمضى فترة ولاية واحدة مدتها خمس سنوات فقط فى منصبه. ويعد الأمين العام الأسبق "محمد عبد الخالق حسونة" هو صاحب الرقم القياسى فى تولى المنصب لمدة عشرين عاماً متتالية، بالإضافة إلى الدكتور "عصمت عبد المجيد" الذى أمضى عشر سنوات على فترتى ولاية قبل أن يتقاعد عام 2001م(33).
ويعتبر الأمين العام موظفاً دولياً أى لا يمثل أى دولة، وإنما يعبر عن إرادة المنظمة، ولا يتلقى أى تعليمات من دولته كما لا يحاسب فيها على قراراته، ويعاونه مجموعة من الأمناء المساعدين، وكذلك موظفين، ومستشارين من أجل أداء الأعمال المنوط به أدائها، وتوجد مجموعة من المهام التى يقوم بها الأمين العام بعضها يعد إدارى، وفنى، وكذلك عدد من المهام السياسية، ومن المهام الإدارية والفنية:-
1- متابعة تنفيذ قرارات مجلس الجامعة ولجانها.
2- تحديد تاريخ دورات انعقاد مجلس الجامعة.
3- توجيه الدعوة لعقد اجتماعات مجلس الجامعة، واللجان الدائمة.
4- تنظيم أعمال السكرتارية، والإعداد، والتجهيزات ذات الصلة.
5- إعداد ميزانية جامعة الدول العربية(34).

المهام السياسية:
1- حضور اجتماعات مجلس الجامعة، والمشاركة فى مناقشة الموضوعات المعروضة.
2- تقديم تقارير أو بيانات شفوية أو مكتوبة عن أية مسألة يبحثها مجلس جامعة الدول العربية.
3- توجيه نظر المجلس أو الدول الأعضاء فى الجامعة إلى مسألة يقدر الأمين العام أهميتها.
4- تمثل الجامعة لدى المنظمات الدولية.
5- التحدث باسم الجامعة، والتعبير عن الإرادة الجماعية للأعضاء.
6- التوجه للرأى العام بالبيانات اللازمة(35).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هوامش الفصل الأول

(1) محمد أبو زيد، الإعلام التربوى، ط1 (الجيزة – هلا للنشر والتوزيع – 2008) ص 143.
(2) عز الدين فودة، الأمين العام لجامعة الدول العربية (القاهرة – دار الفكر العربى – 1974) ص 57.
(3) المرجع السابق، ص ص 57، 59.
(4) الجامعة العربية، www.arableagueonline.org/las/arabic/details_ar.js2art_ld=185&level_id=60، الأثنين 16/3/2009م الساعة 1.22 مساءاً، ص1.
(5) المرجع السابق، ص1.
(6) المرجع السابق، ص1.
(7) محمد أحمد على العدوى، التنظيم الدولى والإقليمى فى عالم متغير، ج1 (أسيوط – جامعة أسيوط – كلية التجارة – قسم العلوم السياسية والإدارة العامة – 2008، ص ص 72، 73.
(8) المرجع السابق، ص ص 73، 74.
(9) محمد أبو زيد، مرجع سابق، ص 143.
(10) محمد أحمد على العدوى، مرجع سابق، ص 70.
(11) محمد أبو زيد، مرجع سابق، ص 144.
(12) محمد أحمد على العدوى، مرجع سابق، ص 71.
(13) المرجع السابق، ص 72.
(14) عز الدين فودة، مرجع سابق، ص 78.
(15) محمد أحمد على العدوى، مرجع سابق، ص 74.
(16) المرجع السابق، ص 75.
(17) المرجع السابق، ص 76.
(18) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 2.
(19) عبد الله أحمد القوصى، الوسام فى التاريخ (القاهرة – دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع – 2004م) ص 294.
(20) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 2.
(21) عز الدين فودة، مرجع سابق، ص 84.
(22) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 2.
(23) عز الدين فودة، مرجع سابق، ص ص 83، 84.
(24) المرجع السابق، ص ص 84، 85.
(25) المرجع السابق، ص 85.
(26) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 3.
(27) المرجع السابق، ص 3.
(28) عز الدين فودة، مرجع سابق، ص 84.
(29) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 2.
(30) المرجع السابق، ص 2.
(31) محمد أحمد على العدوى، مرجع سابق، ص 77.
(32) خالد محمود رمضان، الأمين العام لجامعة الدول العربية هو الخاسر الأكبر من حرب غزة – متى يحمل موسى عصاه ويرحل؟ (القاهرة – جريدة الدستور عدد 201 – شركة الدستور للصحافة والنشر – 21 يناير 2009) ص 2.
(33) المرجع السابق، ص 2.
(34) محمد أحمد على العدوى، مرجع سابق، ص ص 77، 78.
(35) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص 3.

 

 

 

 


الفصل الثانى: القضية الفلسطينية
• تاريخ القضية.
• مذابح إسرائيل فى فلسطين.
• اللاجئون الفلسطينيون.
• الانتفاضة.
• غزة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مذابح إسرائيل لن تتوقف فهى استعمار استيطانى، ولن يجدى أى نوع من الحوار معها، لأن هدفها الأول والوحيد هو استئصال السكان الأصليين، فهى تدرك أن وجودها فى فلسطين مهدد ما دام هناك سكان أصليون، لذا فهى لا تخوض معارك، ولكنها تقوم بمذابح، لا تستولى على مواقع، ولكن تريد أرضاً محرومة لا تحوى إلا مقابر(1).


المبحث الأول: تاريخ القضية
منذ القرن السادس عشر الميلادى ظهرت حركة الإصلاح الدينى "الحركة البروتستانتية" التى ركزت على الإيمان بالعهد القديم "التوراة"، ونظرت لليهود وفق رؤية توراتية بأنهم "أهل فلسطين" المشردون فى الأارض، وأمنت بأن اليهود سيجمعون من جديد فى فلسطين لعودة المسيح المنتظر الذى سيقوم بتنصيرهم، ليبدأ بعد ذلك عهد يمتد ألف سنة من السعادة، وهكذا ظهرت "الصهيونية غير اليهودية" خصوصاً وسط هؤلاء البروتستانت الذين دعموا المشروع الصهيونى بناء على خلفية دينية، ورغم أن حملة "نابليون بونابرت" على فلسطين انتهت بالفشل على أسوار مدينة عكا 1799م، إلا أنه كان أول زعيم سياسى أوربى يصدر دعوة رسمية لليهود لتحقيق آمالهم، وإقامة كيانهم على أرض فلسطين، وقد نشر دعوته هذه فى 20 أبريل 1799 فى أثناء حصاره لعكا(2).
ومنذ القرن 19، واليهود يلتمسون الوسائل للهجرة إلى فلسطين على اعتبار أنها هى أرض الميعاد التى وعد الله بها شعبه المختار، وأنها الأرض التى ستجمع اليهود المشتتين بين شعوب العالم(3). وأخذت الهجرة اليهودية تتخذ طابعاً أكثر تنظيماً وكثافة منذ 1882م أثر تصاعد "المشكلة اليهودية" فى روسيا، وقد كان إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، وانعقاد مؤتمرها الأول فى بال بسويسرا 27-29 أغسطس 1897 بزعامة "تيودور هرتزل" فاتحة العمل الصهيونى السياسى لتأسيس الدولة اليهودية على أرض فلسطين، وقد حرص "هرتزل" على تحقيق المشروع الصهيونى من خلال الاتصالات الدبلوماسية، وقد حاول عبثاً إقناع الدولة العثمانية ببيعة فلسطين، وإعطاء اليهود حكماً ذاتياً فيها تحت السيادة العثمانية، وفتح أبواب الهجرة اليهودية إليها مقابل عروض مغرية، كانت الدولة العثمانية فى أمس الحاجة إليها(4) إلا أن السلطان "عبد الحميد الثانى" رفضها رفضاً باتاً، ورد عليهم قائلاً: انصحوا الدكتور "هيرتزل" بألا يتخذ خطوات جدية فى هذا الموضوع، فأننى لا استطيع أن اتخلى عن شبر واحد من هذه الأراضى، فهى ليست ملكى، ولكنها ملك شعبى الذى ضحى فى سبيلها، وروى ترابها بدمائه، فليحتفظ اليهود بملايينهم، فإذا مزقت امبراطوريتى يوماً فأنهم يستطيعون أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن أما وأنا حى، فإن عمل المبضع فى بدنى أهون على من أن أرى فلسطين، وقد بترت من امبراطوريتى، فأننى لا استطيع أن أوافق على تشريح أجسادنا، ونحن لازلنا على قيد الحياة !!!(5).
وفى 2 نوفمبر 1917م صدر تصريح بلفور أثناء الحرب العالمية الأولى نظراً لارتباط مصالح بريطانيا بمصالح الصهيونية، فأصبحت مستعدة لتأييد اليهود فى إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، ومن هنا صدر تصريح بلفور فى صورة خطاب إلى رئيس الطائفة اليهودية فى بريطانيا، ويقول فيه:
"عزيزى اللورد روتشيلد":
إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وستبذل أقصى مساعيها لتحقيق هذا الهدف على أن يكون مفهوماً أن شيئاً لن يهمل قد يكون من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف الحالية غير اليهودية فى فلسطين، ولا بالحقوق أو بالوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر.
أكون ممتناً إذا أحطم المنظمات الصهيونية علماً بهذا التصريح.
المخلص
أرثر جيمس بلفور(6)
وأتم البريطانيون احتلال جنـوب فلسطين، ووسـطها فى ديسمبر 1917م، واحتلوا القـدس فى 9 ديسمبر 1917م، وفى سبتمبر 1918م احتل البريطانيون شمال فلسطين، ومنذ ذلك الوقت فتحت بريطانيا بالقوة مشروع التهويد المنظم لأرض فلسطين، واستطاعت إقناع فرنسا بالتخلى فى مشروع تدويل فلسطين كما فى نصوص سايكس بيكو(7)، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى طالبت مذكرة الصهيونية فى 3/2/1919م بالاعتراف بالحقوق التاريخية لليهود فى فلسطين، وحقهم فى إقامة وطن قومى لهم هناك على النحو التالى:
1- وضع فلسطين تحت الانتداب البريطانى.
2- العمل على تنفيذ تصريح بلفور.
3- إقامة مجلس تمثيلى ليهود فلسطين(8).
وصدر قرار من عصبة الأمم فى 24 يوليو 1922م بانتدابها على فلسطين، وتم تضمين وعد بلفور فى صك الانتداب، بحيث أصبح التزاماً رسمياً معتمداً دولياً، وقد تضمن صك الانتداب على فلسطين مسئولية الدولة المنتدبة (بريطانيا) فى الارتقاء بمؤسسات الحكم المحلى، وصيانة الحقوق المدنية، والدينية لجميع سكان فلسطين، وهذا يعنى ألا يقف وعد بلفور فى نهاية الأمر عائقاً فى وجه أبناء فلسطين ضد الارتقاء بمؤسساتهم، وإقامة دولتهم، وكان تنفيذ وعد بلفور يعنى عملياً الإضرار بمصالح أهل فلسطين وحقوقهم وتعطيل بناء مؤسساتهم الدستورية باتجاه إقامة دولتهم(9).
وسارت بريطانيا فى طريق إبادة عرب فلسطين، وتهويدها، وعينت "هربرت صموائيل" الصهيونى مندوباً سامياً بريطانياً، وشكلت إدارة عليا ذات طابع صهيونى. وأصدرت القوانين التى تنقل الأراضى المملوكة للعرب إلى اليهود، وتسهل الانتقال بالشراء أو التنازل من أيد العرب لليهود، وأصدرت الكتاب الأبيض الأول 1922م، ونص على:
1- أن فلسطين ستصبح يهودية، كما أن انجلترا إنجليزية.
2- تصريح بلفور غير قابل للتغيير وأن وطناً قومياً سيؤسس لليهود فى فلسطين.
3- زيادة عدد الطائفة اليهودية بزيادة الهجرة إلى فلسطين.
4- الارتقاء بفلسطين حتى تصبح مركزاً للشباب اليهودى(10).
وسارت بريطانيا فى تنفيذ كتابها الأبيض الأول بالوسائل الآتية:
1- فتح باب الهجرة أمام اليهود إلى فلسطين، فتضاعف عدد اليهود من 55 ألفاً سنة 1918م إلى 646 ألفاً سنة 1948م "أى من 8% من السكان إلى 31%".
2- استصدار قوانين نزع الملكية لانتقال أراضى العرب إلى اليهود فتزايدت ملكية اليهود للأرض من نحو نصف مليون دونم "2% من الأرض"، إلى نحو مليون، و 800 ألف دونم "6.7% من أرض فلسطين"(11).
3- إلحاق الشباب اليهودى بالأراضى الزراعية.
4- تحميل المواطن العربى بضرائب باهظة، حتى يضطر إلى بيع أرضه(12).
ورغم أن المؤامرة كانت أكبر بكثير من إمكانات الشعب الفلسطينى، إلا أن شعب فلسطين رفض الاحتلال البريطانى، والمشروع الصهيونى، وطالب بالاستقلال، وقامت التيارات الوطنية والإسلامية بزعامة الحاج "أمين الحسينى" بالتعبئة الشعبية، والتحركات السياسية، والثورات العارمة، فكانت ثورات القدس 1920م، ويافا 1921م(13)، وفى عام 1929م تعدى اليهود على حق العرب فى حائط البراق، وهو جزء من المسجد الأقصى، ويعتبره اليهود مقدساً، ويطلقون عليه حائط المبكى، وقامت ثورة البراق، وتدخلت القوات الإنجليزية ضد العرب وسيطرت على الموقف، وأصدرت الكتاب الأبيض الثانى 1930م، ونص على:
1- التأكيد على تنفيذ تصريح بلفور.
2- رفض إقامة حكومة دستورية ديمقراطية .. لأن ذلك يتنافى مع هدفها فى أن تصبح فلسطين يهودية.
3- تشكيل مجلس تشريعى من العرب واليهود.
4- فرض قيود على الهجرة دون وضع الوسائل التى تحقق ذلك.
5- انتقاد تسلل أعداد من اليهود إلى فلسطين بطريقة غير مشروعة، ولم تضع الإجراءات التى تمنع هذا التسلل (14).
واعتبر اليهود هذا الكتاب تخلياً من بريطانيا عن التزامها بإنشاء الوطن القومى، وظلوا وراء الحكومة البريطانية، حتى أصدر بياناً ألغى كل ما وجده اليهود ماساً بمخططاتهم بأن تكون فلسطين لليهود فقط، وأخذت جموع اليهود تتدفق على فلسطين بسبب اضطهاد "هتلر"، وحكمه النازى ضدهم، وكانت الحكومة الإنجليزية، والوكالة اليهودية تقدم كافة المساعدات للمهاجرين، لكى يستقروا فى فلسطين بشكل انتاجى، وأكد البرلمان الإنجليزى أن تمليك فلسطين لليهود ما هو إلا سياسة بريطانية راسخة(15).
وعين "أرثر واكهوب" (1931-1938) مندوباً سامياً على فلسطين، وكان أكثر المندوبين الساميين سوءاً ودهاءاً، ونجاحاً فى تنفيذ المشروع الصهيونى حيث وصل المشروع فى عهده إلى درجات خطيرة، ففى الوقت الذى كانت السلطات البريطانية تسعى حيناً لنزع أسلحة الفلسطينين، وتقبل أحياناً من يحوز سلاحاً نارياً، بل وتسجن لسنوات من يملك رصاصات أو خنجراً أو سكيناً طويلاً، فأنها غضت الطرف، بل وشجعت سراً تسليح اليهود لأنفسهم، وتشكيلهم قوات عسكرية، وتدريبها، بلغ عددها مع اندلاع حرب 1948م أكثر من سبعين ألف مقاتل (64 ألف مقاتل من الهاغاناه، خمسة ألاف من الأرغون، وألفين من شتيرن ... وغيرها)، وهو عدد يبلغ أكثر من ثلاثة أضعاف الجيوش العربية السبعة التى شاركت فى حرب 1948م!!(16).
ونتيجة لذلك قامت ثورة أكتوبر 1933م، ففى يوم 13 أكتوبر أضربت فلسطينوخرجت مظاهرة كبيرة من المسجد الأقصى بقيادة اللجنة التنفيذية، وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالقوة مما أدى إلى وقوع 11 جريحاً بينهم خمسة من الشرطة، وفى يوم 27 أكتوبر عم الإضراب فلسطين، وخرجت مظاهرة كبيرة فى يافا بعد صلاة الجمعة بقيادة اللجنة التنفيذية، وحاولت الشرطة تفريق المتظاهرين، إلا أن الأمر تحول إلى مواجهات عنيفة، أدت حسب المصادر البريطانية إلى مقتل 14 عربياً بالرصاص، وجرح العشرات بينما ذكر بيان اللجنة التنفيذية أن ثلاثين قد قتلوا وجرح مائتان واعتقلت السلطات 12 من القادة الفلسطينين، بينهم ثلاث أعضاء فى اللجنة التنفيذية، وأصيب "موسى كاظم الحسينى" رئيس اللجنة بكدمات، وذكر أنه توفى متأثراً بهذه الإصابة فى مارس 1934م(17)، وشكل العرب اللجنة العربية العليا عام 1935م للدفاع عن حقوق عرب فلسطين، وقدمت الزعامات العربية فى 25 نوفمبر 1935م مذكرة طالبت فيها بـالآتي:-
1- تشكيل حكومة نيابية.
2- وقف الهجرة اليهودية الشرعية، وغير الشرعية.
3- إصدار بطاقة شخصية لكل مواطن فلسطينى، حتى لا يدعيها من ليس له حق فيها.
4- منع انتقال الأراضى من العرب إلى اليهود بإصدار قانون الأفدنة الخمسة يبقيها بعيداً عن النزع والمصادرة(18).
ونتيجة لرفض الحكومة البريطانية مطالب العرب اندلعت الثورة عام1936م، واستمرت حتى 1939م، وتمكنت هذه الثورة فى بعض مراحلها من السيطرة على كل الريف الفلسطينى، بل والسيطرة على عدد من المدن، بينما انكفات السلطات البريطانية فى بعض المدن الهامة، وقدمت هذه الثورة نموذجاً عالمياً هو أطول إضراب يقوم به شعب كامل عبر التاريخ حيث استمر 178 يوماً(19)، واستخدمت ضدها بريطانيا أشد أنواع البطش من قصف بالطائرات وهدم بيوت المجاهدين، وتطبيق العقاب الجماعى على القرى، ومع ذلك استمرت الثورة، وعندما اقتربت بوادر الحرب العالمية الثانية لجأت بريطانيا إلى ملوك العراق، والسعودية، والأردن، لكى ينصحوا الثوار بالتوقف عن الثورة والتباحث مع لجنة بيل التى سوف ترسلها بريطانيا إلى فلسطين(20).
وقد وصلت اللجنة إلى فلسطين فى 12 نوفمبر 1936م، واستمرت تحقيقاتها ستة أشهر، وقدمت تقريرها وتوصياتها فى 7 يوليو 1937م فى مجلد من أكثر من 400 صفحة، وأوصت بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية تتضمن جميع مناطق الجليل، ومرج "ابن عامر" فى شمال فلسطين (بما فيها صفد، وطبريا، وبيسان، وحيفا، وعكا ..)، والسهل الساحلى الممتد من شمال فلسطين إلى نحو 25 كيلو متراً جنوبى تل أبيب، أما مناطق القدس، وبيت لحم، والناصرة مع ممر يصل القدس بيافا، فتبقى تحت الانتداب، ويتم توحيد باقى أرض فلسطين مع شرق الأردن(21).
وقد رفض الفلسطينيون بشكل مطلق هذا المشروع، واستأنفوا بشكل أشد، وأعنف المرحلة الثانية من الثورة الكبرى، أما اليهود فقد رفضوا الحدود المقترحة لكنهم فوضوا اللجنة التنفيذية للحركة الصهيونية للدخول فى مفاوضات مع بريطانيا، للتحقق من خطة التقسيم، ثم إحالتها إلى مؤتمر صهيونى جديد، لإصدار قرار بشأنها.
فأضطرت بريطانيا لإصدار الكتاب الأبيض الثالث مايو 1939م الذى تعهدت بتنفيذه بغض النظر عن قبول العرب واليهود أو رفضهم:
1- أكد أن بريطانيا غير عازمة على إقامة دولة يهودية فى فلسطين.
2- سوف تقام بعد عشر سنوات دولة فلسطينية يتقاسم فيها العرب واليهود المسئولية والسلطة بما يحقق مصالح الطرفين.
3- تحديد الهجرة اليهودية خلال الخمس سنوات التالية بعشرة آلاف مهاجر سنوياً بالإضافة إلى 25 ألفاً يسمح لهم فوراً بالهجرة وبعد هجرة هؤلاء (الـ75 ألفاً) تتوقف الهجرة اليهودية، ولا تتم إلا بموافقة العرب، وبشرط ألا يزيد اليهود عن ثلث السكان.
4- وقف بيع الأرض نهائياً لليهود فى فلسطين إلا فى مناطق محددة، وضمن شروط لا تضر بالفسطينيين حسب رأى المندوب السامى البريطانى(22).
ولكنها تنكرت لالتزامهاتها فى أخر 1945م، وعادت الحياة للمشروع الصهيونى من جديد برعاية أمريكية، وفى 29 نوفمبر 1947م أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار رقم 181 بتقسيم فلسطين إلى دولتين عربية، ويهودية (نحو 54% للدولة اليهودية، و45% للدولة العربية، 1% منطقة دولية "منطقة القدس") وكان ظلماً فادحاً بإعطاء الأقلية اليهودية الدخيلة المهاجرة الجزء الأكبر والأفضل من الأرض. وأعلن الصهاينة دولتهم "اسرائيل" فى مساء 14 مايو 1948م، بعد أن تمكنوا تحت حماية الحراب البريطانية من بناء مؤسساتهم الاقتصادية والسياسية والتعليمية والعسكرية والاجتماعية وتأسيس 292 مستعمرة وكونوا قوات عسكرية يزيد عددها عن سبعين ألف مقاتل، واستولوا على نحو 77% من أرض فلسطين، وشردوا بالقوة 800 ألف فلسطينى خارج المنطقة التى أقاموا عليها كيانهم من أصل 925 ألفاً كانوا يسكنون فى هذه المنطقة، ودمروا 478 قرية فلسطينية من أصل 585 قرية كانت قائمة فى المنطقة المحتلة وارتكبوا 34 مجزرة(23).
وواصل الكيان الصهيونى تهويد أرض فلسطين بشكل حثيث، وسعى لاجتثاث هويتها الإسلامية، ومعالمها الحضارية، فقد صادر حوالى 97% من الأرض التى احتلها سنة 1948م بما فى ذلك أراضى، وأملاك الفلسطينيين الذين قام بتشريدهم ومعظم الأوقاف الإسلامية، والكثير من أراضى من بقى من العرب هناك، وبنى الصهاينة 756 مدينة وقرية استيطانية فى الأرض المحتلة عام 1948م، وبعد حرب 1967م صادر الصهاينة 60% وأكثر من مساحة الضفة الغربية وبنى فوقها 192 مستعمرة، كما صادر 30% من مساحة قطاع غزة، وبنى فوقه 14 مستوطنة، وفتح أبواب الهجرة إلى فلسطين، فهاجر إليها أكثر من مليونين، و800 ألف يهودى فى الفترة من 1949م – 2000م، ليبلغ العدد الكلى لليهود حوالى خمسة ملايين(24).
وركز الصهاينة على تهويد مدينة القدس، فسيطروا على 86% منها، وملؤوها بالمهاجرين اليهود (450 ألف يهودى مقابل 200 ألف فلسطينى حسب إحصائيات سنة 2000م"، وفى منطقة القدس الشرقية حيث المسجد الأقصى أسكنوا 200 ألف يهودى بعد أن أحاطوها بسوار من المستوطنات اليهودية يعزلها عن محيطها الإسلامى العربى، وأعلنوا أن القدس عاصمة أبدية الكيان الصهيونى، واهتموا بالسيطرة على المسجد الأقصى، فصادورا الحائط الغربى للمسجد الأقصى "حائط البراق"، ودمروا المغاربة المجاور له، وصادروا أرضه، وحفروا أربعة أنفاق بشكل يهدد بانهيار المسجد فى أى لحظة، وتشكل نحو 25 تنظيم إرهابى يهودى يهدف إلى تدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل اليهودى مكانه، وكان أشهر الاعتداءات حرق المسجد الأقصى فى 21 أغسطس 1969م(25).
وفى سبتمبر/ أيلول عام 1996م، أفتتح "ايهود أولمرت" رئيس بلدية القدس الغربية نفق البراق، ودفع الفلسطينيون ثمن التصدى لمحاولة إعادة فتح النفق 65000 مقدساً منهم سقطوا قتلى، ولم تنقضى ستة أشهر بعدها إلا واندلعت مصادمات عنيفة أخرى، فى منطقة جبل أبى غنيم بالقدس، حيث ظهرت الجرافات الإسرائيلية إيذاناً بالعمل لبناء مستوطنة جديدة، فكانت أحداث جبل أبى غنيم التى أفضت مع التراكمات، وعوامل أخرى إلى تعثر عملية السلام(26).

 

 

 

 

 

 


المبحث الثانى: مذابح إسرائيل فى فلسطين
الفرع الأول: مذبحة دير ياسين
"دير ياسين" قرية عربية تقع غربى مدينة القدس، اقترن أسمها بالمذبحة التى ارتكبتها جماعة (أرجون) الإرهابية الصهيونية بقيادة "مناحم بيجن"، فى 9 أبريل 1948م، بعد أن غزا الصهاينة المسلحون القرية، وقاموا بجمع سكانها صغاراً، وكباراً، ونساء، وأطلقوا عليهم النيران مع تعذيبهم وبقروا بطون النساء الحوامل، وقاموا بتشويه أجسام الضحايا، حتى يصعب التعرف عليهم، ثم قاموا بجمع الجثث التى بلغ عددها (254) جثة، وألقوا بها فى بئر القرية(27).
ومما حدث فى ذلك اليوم أن بقى عند "حياة البلبيسى" فى المدرسة 15 طفلاً، طفلة، فقامت بتحويل المدرسة إلى مراكز إسعاف، لأنها مسئولة الصليب الأحمر فى دير ياسين، وظنت أنها تحمى نفسها، والأطفال بذلك، وأخذ الجرحى بالتوافد عندها، وعند الظهيرة جاء اليهود الصهاينة وأجهزوا على الجرحى، وقتلوا جميع الأطفال وقتلوها، ثم وضعوا الجميع على شكل كومة جثث فوقها جثتهما، وأسرعت فتاة يهودية وخلعت علم الصليب الأحمر عن باب المدرسة وغرسته عميقاً فى كومة الجثث والجميع يصفق لها إعجاباً بما تفعل(28).
وقد فاخر "مناحم بيجن" (الذى أصبح رئيساً لوزراء الكيان الإسرائيى 1977-1983م، والذى حاز على جائزة نوبل للسلام !!) بهذه المذبحة، وعدها سبباً مهماً فى إنشاء الدولة اليهودية، وتهجير العرب، فقال: "...أصيب العرب بهلع قوى لا حدود له بعد أخبار دير ياسين، فأخذوا يفرون للنجاة بأرواحهم ...، فمن أصل 800 ألف عربى كانوا يعيشون على أرض إسرائيل الحالية لم يتبق سوى 165 ألفاً..." ما وقع فى دير ياسين، وما أذيع عنهما ساعدا على تعييد الطريق لنا، لكسب الطفل فى معارك حاسمة فى ساحة القتال، وقد ساعدتنا أسطورة دير ياسين بصورة خاصة على إنقاذ طبرية، وغزو حيفا ... "كان لمذبحة دير ياسين أثر بالغ فى نفوس العرب يساوى ستة أفواج من الجنود"(29).

 

 

 


الفرع الثانى: مذبحة قبية
هى قرية عربية فى الضفة الغربية، وفى ليلة 14-15 من أكتوبر 1953م هاجمها نحو 600 جندى صهيونى بقيادة الإرهابى "أريل شارون" وقد أدى الهجوم الليلى إلى استشهاد 67 من سكان القرية المدنيين، ووقوع أعداد كبيرة من الجرحى كما أدى إلى تدمير 56 منزلاً، ومسجد القرية، ومدرستها، وخزان مياهها، وتعمد الصهاينة تدمير البيوت على السكان، حتى أن امرأة شوهدت تجلس بجانب كومة من أنقاض منزلها الذى برز من بين ركامة أيد، وأرجل صغيرة هى أشلاء أولادها الستة، بينما كانت جثة زوجها الممزقة بالرصاص ملقاة فى الطريق المواجه للبيت(30).

 

 

 

 

 

 

 

 


المبحث الثالث: اللاجئون الفلسطينيون
يمثل اللاجئون الفلسطينيون شعباً بأكمله تم طرده تحت وطأة الإرهاب المسلح، ثم اغتصبت ممتلكاته، وأمواله، ومما يضاعف من بشاعة هذه القضية أنها حولت هؤلاء المواطنين من عرب فلسطين إلى لاجئين، وأولى موجات الهجرة الفلسطينية جرت تحت ضغط الإرهاب الصهيونى منذ العام 1947م (31)، بعد أن أعلن قرار التقسيم فى نوفمبر 1947م، فكانت موجات الإرهاب الصهيونى تقتحم على العرب بيوتهم، وهكذا بدأ العرب ينزحون عن بيوتهم، وكان تروح أهل فلسطين الجماعى موضع لوم لهم، فقد اعتبر من أسباب تيسير قيام الدولة اليهودية(32).
غير أنه من الناحية الفعلية فرار العرب من مواقع القتال، والمذابح، أو هجرتهم من أرض انتزعت ملكيتها منهم لا يفقدهم من الناحية القانونية حقهم فى أملاكهم، وأراضيهم (33)، وبلغت الهجرة فمتها بعد حرب 1948م، حيث بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين خلال تلك الفترة نحو 1.1 مليون مواطن فلسطينى، تشتتوا بين الدول العربية المجاورة، وأقيمت معسكرات، لإيوائهم لحين يتم حل قضيتهم حلاً عادلاً فى ضوء الحقوق التى يكفلها القانون الدولى للاجئين السياسيين، وتنفيذاً لقرارات هيئة الأمم المتحدة، لكنها تجمدت بسبب عدم تنفيذ الكيان الصهيونى لهذه القرارات بتأييد من الولايات المتحدة الأمريكية(34).
وإمعاناً فى طمس الحقائق أعلنت إسرائيل أنها لم تطرد اللاجئين، بل هم الذين تركوا فلسطين بإرادتهم، وبناء على طلب زعمائهم الذين أرادوا أن يفسحوا الطريق لتقدم، وزحف الجيوش العربية، وإلقاء اليهود فى البحر والتزمت إسرائيل فى تعاملها مع قضية اللاجئين الفلسطينيين منذ بدايتها سياسة "عدم التجاهل" خضوعاً لمقتضيات السياسة الدولية، والرأى العام الدولى، والتعامل المرن، دون أن يعنى ذلك أن السياسة الإسرائيلية قد تعاملت بمقتضيات الحق، والعدل، والإنصاف، أو حتى تطبيق القرارات الدولية، بما فى ذلك قرار الجمعية العامة رقم 194 الذى ينص على وجوب السماح للاجئين الراغبين فى العودة إلى ديارهم فى أقرب وقت ممكن عملياً، ودفع تعويضات عن ممتلكاتهم، ودليلاً على عدم التطبيق إصدار إسرائيل قانون الغائبين عام 1950م، وفيه وضعت ممتلكات العرب تحت الحراسة، وأجازت لحارسها بيع الأموال المنقولة، وغير المنقولة الموضوعة تحت حراسته، ولم تكتف إسرائيل بتلك القوانين للاستيلاء على أموال وممتلكات العرب، بل عمدت إلى طرد ثلاثمائة ألف لاجئ جديد من الضفة الغربية بعد عدوانها فى الخامس من شهر يونيو سنة 1967م، واستولت على أملاكهم(35).
فبعد عدوان 1967م، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية لنهر الأردن، وقطاع غزة، تضاعفت مشكلة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا هم أيضاً إلى الدول العربية المجاورة: الأردن، وسوريا ولبنان، وتدخلت هيئات إغاثة دولية كثيرة، للإشراف على عودة جانب من هؤلاء اللاجئين إلى مدنهم، وقراهم فى الضفة الغربية، لكن إسرائيل رفضت، بل وقامت بتنفيذ سياسة بناء المستوطنات الصهيونية فى الضفة الغربية، والقطاع، لإسكان المستوطنين الصهاينة فيها(36).
وتمسك اللاجئون الفلسطينيون بحقهم فى العودة إلى أرضهم، ورفضوا كل مشاريع توطينهم خارج أرضهم، والتى وصلت إلى 243 مشروعاً، ورغم أن الأمم المتحدة أصدرت أكثر من 110 قرارات بحق اللاجئين فى العودة، إلا أن أيا منها لم ينفذ بسبب إصرار الكيان الصهيونى على رفضها، وعدم جدية الدول الكبرى، والمجتمع الدولى فى إجباره على ذلك، ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من الأرض المحتلة منذ عام 1948م، وحتى وقتنا هذا أكثر من خمسة ملايين، بالإضافة إلى ما يقرب من نحو مليون فلسطينى من أبناء الضفة، والقطاع محرومون من حق العودة إلى أرضهم، وتمثل قضية اللاجئين الفلسطينيين أقدم، وأطول، واكبر مأساة إنسانية للاجئين فى القرن العشرين(37).
وقد أقرت الأمم المتحدة فى إحدى وثائقها بأن ثمانية ألاف من المقدسيين قد فقدوا صفة "مقيم" فى القدس لمجرد أنهم أخفقوا فى إثبات وجودهم فى المدينة عندما كانت السلطات الإسرائيلية تقوم بإجراء تعداد للسكان عام 1967م، وتضيف الوثيقة أن الحصول على صفة "مقيم" لا يعنى التمتع تلقائياً بحقوق المواطنة أو حتى ضمان الإقامة المستمرة، كما أن الفلسطينيين الراغبين فى السفر إلى الخارج يمنحون تصاريح خروج سارية المفعول لمدة تتراوح بين عام، وثلاث أعوام، ويتعرض هؤلاء المسافرون لخطر الحرمان من حق العودة إلى مدينتهم فيما لو أخفقوا فى تمديد التصاريح قبل نهاية صلاحيتها، وقد شهد عام 1996م حملة إسرائيلية واسعة النطاق من مصادرة لبطاقات الهوية الفلسطينية للمقدسيين الفلسطينيين الذين يحملون جوازات سفر غير إسرائيلية، وعلاوة على ذلك، فإن زوجـات المقدسيين اللائى يعشن فى الخارج، وأولادهم المقيمين فى الخارج، لا يتمتعون بحق الإقامة تلقائياً فى القدس بل ينبغى عليهم التقدم بطلبات للإقامة فى المدينة على أساس أنها طلبات التئام شمل عائلى، وهى طلبات يخضع البت فيها لقيود جديدة(38).
وفى 23 نوفمبر 2008م أقيم الملتقى العربى الدولى لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السورية دمشق، تحت عنوان "العودة حق" بمشاركة شخصيات سياسية، وفكرية من 54 دولة عربية وأجنبية وأكد فيه "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية – حماس – أن حق العودة لا يلقى بالتعويض، ولا التوطين، ولا بالوطن البديل .. وأصدر الملتقى فى ختام أعماله وثيقة "إعلان دمشق لحق العودة" وسط مؤشرات إلى رفض قوى الأطروحات الإسرائيلية – الأمريكية بتوطين اللاجئين الفلسطينيين فى مصر، والأردن، من قبل المشاركين فى الملتقى الذى حضرته كل الفصائل، والقوى الفلسطينية ما عدا منظمة التحرير الفلسطينية ممثلة السلطة، والتى اعتذرت عن حضوره(39).

المبحث الرابع: الانتفاضة
حدثت شرارة الانتفاضة المباركة فى يوم 9 ديسمبر/ كانون أول 1987م إثر استشهاد أربعة عمال فلسطينيين فى حادث دهس متعمد فى اليوم الذى سبقه، فبدأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بترتيب المظاهرات العارمة بعد صلاة الفجر 9 ديسمبر من مسجد مخيم جباليا، واتسعت المظاهرات لتعم أرجاء الضفة والقطاع وليشارك فيها كافة أبناء الشعب (40). وقد أعطت الانتفاضة زمام المبادرة للداخل الفلسطينى، وبرز التيار الإسلامى بقوة، ليعود عنصراً أساسياً فى المقاومة الفلسطينية، وأحيت الانتفاضة التعاطف والاهتمام العربى، والإسلامى، والدولى بالقضية الفلسطينية(41).
وتميزت المرحلة الأولى من الانتفاضة بالمواجهات الشعبية الواسعة، والإضرابات ، والمظاهرات، ومقاطعة الإدارة المدنية الصهيونية، وبعد نحو أربع سنوات أخذت تبرز المرحلة الثانية التى شهدت تنامى العمليات المسلحة ضد الصهاينة مع تراجع الأنشطة الجماهيرية الواسعة، وقد قام الكيان الإسرائيلى بإجراءات لا مثيل لها لقمع الانتفاضة، فاستخدمت الرصاص الحى، ورصاص الدمدم المحرم دولياً، وأساليب تكسير عظام المتظاهرين، ومختلف أشكال تعذيب الأسرى، ومنع السفر، وقطع المواصلات، والاتصالات الهاتفية، ومصادرة الهويات، وهدم المنازل، وقامت بمصادرة الأراضى فى الضفة، والقطاع بوتيرة عالية، حيث بلغت المصادرة خلال سنوات الانتفاضة 457834 دونما (وهى مساحة تزيد عن مساحة كل قطاع غزة بنحو 94كم2)، وشملت الإجراءات الإسرائيلية الحصار التموينى، وإغلاق الأسواق، وإتلاف المحاصيل الزراعية، وتعرضت المؤسسات التعليمية، والصحية الفلسطينية لعمليات الإغلاق، والمداهمة، فضلاً عن انتهاك حرمة المساجد(42).
وحسب إحصائية أعدتها منظمة التحرير الفلسطينية فإن السنوات الست الأولى للانتفاضة (ديسمبر 1987م – ديسمبر 1993م) قد شهدت استشهاد 1540 فلسطينياً، وبلغ عدد الجرحى 130 ألفاً، كما اعتقل حوالى 116 ألفاً لمدد مختلفة،كان من بين شهداء الانتفاضة 353 طفلاً دون السادسة عشرة من العمر، وانتهت الانتفاضة بتوقيع منظمة التحرير الفلسطينية لاتفاقية أوسلو (سبتمبر 1993م)، وبدء مرحلة الحكم الذاتى فى أجزاء من الضفة، والقطاع (مايو 1994م)، غير أن حماس، والجهاد الإسلامى استمرتا فى فعاليتهما الجهادية، وعملياتهما العسكرية النوعية، وخصوصاً الاستشهادية(43).
وفى 28 سبتمبر 2000م كانت زيارة الإرهابى "أرييل شارون" – زعيم حزب الليكود – الاستفزازية إلى حرم المسجد الأقصى هى الشرارة التى فجرت انتفاضة الأقصى: 28 سبتمبر 2000 – أكتوبر 2001م، وكان واضحاً مباركة وتأييد رئيس الحكومة الصهيونية "باراك" للزيارة حيث زوده بستمائة جندى لمرافقته، واستقر 3000 جندى، وشرطى فى القدس وأحيائها، وصمم المسلمون على الدفاع عن الأقصى، حيث سقط فى المواجهات الأولى خمسة شهداء، وجرح أكثر من مائة(44).
وأكدت انتفاضة الاقصى تمسك الشعب الفلسطينى بحقه فى أرضه، وأكد تفاعل الشعوب الإسلامية الواسع مع الانتفاضة، والبعد الإسلامى للقضية، فقد خرجت المظاهرات بعشرات الآلاف بل بمئات الآلاف فى بلدان العالم الإسلامى، من الرباط فى أقصى المغرب، وحتى باكر ثانى أقصى المشرق الإسلامى، كلها تهتف للأقصى، والقدس، وفلسطين، وتطالب بالجهاد، وتقدم ما لديها من تبرعات، ودعم وكشفت الانتفاضة شراسة الصهاينة، والوجه القبيح لأدعياء السلام الصهيونى، كما وجهت لطمة كبيرة لمشروع التسوية الذى يجرى على حساب حقوق الأمة وثوابتها(45).
وقد تميزن هذه الانتفاضة بالمشاركة الشعبية الواسعة فى كل أرجاء فلسطين المحتلة، وبمشاركة كافة التيارات الفلسطينية، كما تميزت فى الوقت نفسه، بشدة القمع الصهيونى الذى تمادى فى قتل الأطفال والأبرياء واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً واستشهد 727 فلسطينياً، وجرح نحو ثلاثين ألفاً، وأصيبت 2800 منهم بإعاقات دائمة، واستشهد من أطفال فلسطين 159 طفلاً، وجرح آلاف الأطفال، وتقدر نسبة الإصابات فى الأطفال واليافعين دون سن الثامنة عشر بنحو 405 من مجمل إصابات الانتفاضة، وقام الكيان الصهيونى بتدمير نحو خمسة آلاف بيت، واجتثاث 200 ألف شجرة، وقصف 95 مدرسة، وتسببت حصاره فى معاناة 218 قرية من العطش الشديد، وقد تعمد الصهاينة إطلاق النار بقصد القتل، وليس لتفريق المظاهرات، أو مجرد مواجهة حجارة المنتفضين، فذكرت التقارير أن 65% من الإصابات كانت فى الجزء العلوى من الجسد، أى فى الرأس والرقبة والصدر والبطن، وأن 40% من الإصابات كانت باستخدام أسلحة محرمة دولياً، مثل رصاص الدمدم الذى يتفجر فى الجسد، رصاص 500، و800 الذى يستخدم عادة ضد الدبابات!! وكانت نسبة 40% من الإصابات ليافعين، وأطفال تحت سن 18 سنة، كما تبنى الصهاينة سياسة الاغتيال السياسى لنشطاء الانتفاضة، حيث استشهد من جراء ذلك نحو ثمانين فلسطينياً من مختلف الفصائل لمثل "جمال منصور"، و"جمال سليم" من قيادات حماس، و"أبو على مصطفى" الأمين العام للجهة الشعبية لتحرير فلسطين(46).
غير أن كافة الأساليب القمعية لم تفلح فى قمع الانتفاضة التى أخذت طابعاً عسكرياً زاد قوة مع تطور الأحداث، فذكرت تقارير إسرائيلية عن وقوع ما معدله 50-70 عملية يومياً ضد أهداف صهيونيـة، وعانى الصهاينة من تدهور وضعهم الاقتصادى الذى كان يشهد ازدهاراً كبيراً قبل الانتفاضة وأخذ عشرات الآلاف من اليهود يحزمون حقائبهم، ويغادرون الكيان الصهيونى إلى أوربا وأمريكا واستراليا(47)، ومنذ بدء انتفاضة الأقصى والسلطات الإسرائيلية تمنع جميع الرجال ممن تقل أعمارهم عن 25 سنة من دخول المسجد الأقصى للصلاة أيام الجمع، ودأبت كذلك على اقتحام المسجد بصورة دورية، وإطلاق النار على المصلين(48).

المبحث الخامس: غزة
غزة مدينة فلسطينية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، شمال شبه جزيرة سيناء، وجنوب غرب القدس، وهى ذات أهمية تاريخية، ودينية، فقد تعرضت للاحتلال الإسرائيلى فى 1967م، وفى أيار/ مايو 1994م أصبحت مقر عام السلطة الفلسطينية الجديدة، التى تدير المناطق الفلسطينية فى قطاع غزة، والضفة الغربية، وترجع أهمية غزة إلى أنها المركز الاقتصادى للمنطقة التى تشتهر ثمار الحمضيات ومحاصيل زراعية أخرى، وتحتوى المدينة بعض الصناعات الصغيرة، مثل المنسوجات وتشكيلة من السلع التى تباع فى أسواق وشوارع غزة من ذلك السجاد، الفخاريات، الأثاث، القطن .. وسكان غزة ازدادوا خلال التدفق الهائل للاجئين الفلسطينيين بعد حرب 1948م .. ففى 1967م وصل عدد السكان حوالى ست مرات حجمه فى 1948م، وواصل عدد سكان المدينة التزايد منذ ذلك الوقت فى ظروف بطالة، وحالة معيشية فقيرة واسعة الانتشار، وبقيت غزة تحت سيطرة إسرائيل حتى عام 2005م حتى انسحب منها الجيش الإسرائيلى، وتسلمتها سلطة حماس حتى وقع العدوان الأخير من قبل الاحتلال الصهيونى، وظلت غزة صامدة، وقادرة على لفظ الاحتلال عن أراضيها الطاهرة(49).
وقد استعملت القوات الإسرائيلية فى عدوانها الأخير على قطاع غزة الذى دام قرابة الشهر مختلف الأسلحة المحرمة دولياً، والقنابل الفسفورية، وأكد الأطباء الفلسطينيون فى قطاع غزة أنهم قد عثروا على العديد من الإصابات غير معروفة السبب فى أجساد الشهداء، والمصابين، الأمر الذى يوضح استخدام الصهاينة أسلحة "غير تقليدية"، والتى تمثلت فى الفسفور الأبيض، وقد وصف مدير العلاقات العامة فى مستشفى الشفاء بغزة الإصابات بأنها "غريبة جداً"، من بينها احتراق جميع أجزاء الجسد حتى العظام، وكذلك تمزق، وانفجار بعض الأعضاء الداخلية دون أن توجد جروح قطعية أو حادة فى جسد المصاب أو الشهيد تبرر تلك الأضرار(50).

 

 

 

 

هوامش الفصل الثانى

(1) غزة .. المأساة متواصلة (بنيد القار – مجلة العربى – عدد 604 – المجموعة الكويتية للنشر والتوزيع – مارس 2009) ص 19.
(2) محسن محمد صالح، فلسطين – دراسات منهجية فى القضية الفلسطينية، ط1 (الجيزة – مركز الإعلام العربى – 2003) ص ص 26-29.
(3) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص 297.
(4) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 30.
(5) صامدون (القاهرة – Popway للخدمات الإعلانية – 2009) ص5.
(6) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص 298.
(7) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص ص 34، 35.
(8) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص 299.
(9) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 35.
(10) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص ص 299، 300.
(11) محسن محمد سليمان صالح، فلسطين بلادنا الحبيبة (القاهرة – مؤسسة الفلاح للنشر والتوزيع – 2001) ص ص 27، 28.
(12) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص 300.
(13) محسن محمد سليمان صالح، مرجع سابق، ص 29.
(14) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص ص 300، 301.
(15) المرجع السابق، ص 301.
(16) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 36.
(17) المرجع السابق، ص 277.
(18) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص ص 301، 302.
(19) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 280.
(20) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص 302.
(21) محسين محمد صالح، مرجع سابق، ص ص 434، 435.
(22) المرجع السابق، ص ص 435، 436.
(23) محسن محمد سليمان صالح، مرجع سابق، ص ص 28 – 33.
(24) المرجع السابق، ص ص 37-39.
(25) المرجع السابق، ص ص 39-41.
(26) القدس، ، www.arobleagueonline.org/las/arabic/details-ar.jsp?art_id=174&level_id=50&page_no=2، ص2.
(27) خالد فؤاد، دير ياسين (أبو ظبى – مجلة ماجد – عدد 1427 – الإمارات للإعلام – 28/6/2006)، ص8.
(28) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 141.
(29) المرجع السابق، ص 142.
(30) المرجع السابق، ص 143.
(31) خالد فؤاد، اللاجئون الفلسطينيون (أبو ظبى – مجلة ماجد – عدد 1351 – الإمارات للإعلام – 12/1/2005) ص 6.
(32) إيمان محمد عبد المنعم عامر، الجامعة العربية ومشكلة اللاجئين (القاهرة – مجلة كلية الآداب – المجلد 6 – عدد 4 – وحدة النشر العلمى – كلية الآداب – جامعة القاهرة – 2000) ص 248.
(33) المرجع السابق، ص 248.
(34) خالد فؤاد، اللاجئون الفلسطينيون، مرجع سابق، ص 6.
(35) إيمان محمد عبد المنعم عامر، مرجع سابق، ص ص 249-251.
(36) خالد فؤاد، مرجع سابق، ص 6.
(37) محسن محمد سليمان صالح، مرجع سابق، ص ص 41، 42.
(38) القدس، مرجع سابق، ص 2.
(39) أيمن المهدى – سمير السيد، فى الملتقى العربى الدولى لحق عودة اللاجئين – مشتعل يدعو العرب والمسلمين إلى كسر الحصار على غزة (القاهرة – جريدة الأهرام – عدد 44548 – مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع – 24 نوفمبر 2008) ص 7.
(40) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 322.
(41) محسن محمد سليمان صالح، مرجع سابق، ص 58.
(42) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص ص 323، 324.
(43) المرجع السابق، ص ص 324، 325.
(44) المرجع السابق، ص 328.
(45) محسن محمد سليمان صالح، مرجع سابق، ص 59.
(46) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص ص 330 – 332.
(47) المرجع السابق، ص ص 332، 333.
(48) القدس، مرجع سابق، ص 2.
(49) أحمد جمال، غزة .. قاهرة الغزاة (القاهرة – مجلة بلا شباب – شركة الطيار للنشر والتوزيع، 2009) ص 10.
(50) صامدون، مرجع سابق، ص 5.

 

 

 

 

 

 


الفصل الثالث: دور الجامعة العربية فى القضية الفلسطينية
• حرب فلسطين 1948م.
• مشروع السلام العربى (مشروع فاس).

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


اشتمل بروتوكول الإسكندرية الذى كان أول وثيقة للجامعة على قرار خاص باعتبار فلسطين ركناً هاماً من أركان البلاد العربية، وحقوق العرب فيها لا يمكن المساس بها من غير إضرار بالسلم، والاستقلال فى العالم العربى، ويجب على الدول العربية تأييد قضية عرب فلسطين بالعمل على تحقيق أمانيهم المشروعة، وصون حقوقهم العادلة. وقد كانت قضية الصراع العربى – الإسرائيلى هى الداعى لمؤسسة القمة العربية، واعتماد دوريتها على أثر اندلاع الانتفاضة الفلسطينية فى 28 سبتمبر/ أيلول 2000م، وتصاعد سياسات القمع الإسرائيلى بشكل غير مسبوق فى محاولة لإخمادها(1).


المبحث الأول: حرب فلسطين 1948م
أصدرت جامعة الدول العربية قرارها بدخول الجيوش العربية لإعادة السكينة، والأمن إلى فلسطين التى تجرى على أرضها دماء العرب انهاراً فدخلت القوات المصرية والأردنية والعراقية والسورية ولكنها لم تكن مدربة وغير مستعدة وغير متحدة الفكر أو الخطة مما أدى إلى هزيمتها، وكان من نتائج الحرب:
1- لم تكتف إسرائيل بالأراضى التى خصصتها الأمم المتحدة لليهود بمقتضى فرار التقسيم 1947م، فقد توغلت شمال، وجنوب فلسطين، واستولت على النقب، ووصلت إلى العقبة حيث أقامت ميناء إيلات، وبذلك استولت على كل فلسطين ما عدا قطاع غزة، ومنطقة غرب الأردن، والقدس القديمة.
2- اضطرت البلاد العربية (مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان) إلى عقد اتفاقيات هدنة رودس 1949م.
3- أعانت الولايات المتحدة، وانجلترا، وفرنسا عام 1950م البيان الثلاثى بضمان حدود إسرائيل.
4- شردت حوالى مليون لاجئ فلسطينى فروا من وطنهم وتركوه لليهود.
5- رفضت البلاد العربية الاعتراف بدولة إسرائيل(2).
وقد ارتكب اليهود 34 مذبحة فى أثناء هذه الحرب، وأجبروا حوالى 800 ألف فلسطينى على الهجرة، وترك ديارهم من أصل مليون، و290 ألف فلسطينى عربى أى أن نحو 60% من شعب فلسطين وجد نفسه لاجئاً بعد هذه الحرب(3).

المبحث الثانى: مشروع السلام العربى (مشروع خاص)
كان فى أصله مشروعاً طرحه الأمير "فهد بن عبد العزيز"، وتبناه مؤتمر القمة العربية المنعقد فى مدينة فاس بالمغرب فى 6-9 أيلول/ سبتمبر 1982م، وقد تضمن النقاط التالية:
1- انسحاب "إسرائيل" من جميع الأراضى العربية التى احتلتها عام 1967 بما فيها القدس.
2- إزالة المستوطنات التى أقامتها "إسرائيل" فى الأراضى المحتلة عام 1967م.
3- ضمان حرية العبادة، وممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان فى الأماكن المقدسة.
4- تأكيد حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره بقيادة منظمة التحريـر الفلسطينية، وتعويض من لا يرغب بالعودة.
5- إخضاع الضفة الغربية، وقطاع غزة لمرحلة انتقالية تحت إشراف الأمم المتحدة لبضعة أشهر.
6- قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.
7- يضع مجلس الأمن ضمانات سلام بين جميع دول المنظمة بما فيها الدولة الفلسطينية المستقلة.
8- يقوم مجلس الأمن الدولى بضمان تنفيذ تلك المبادئ(4).

 

 

 

 

 

 


المبحث الثالث: اللاجئون الفلسطينيون
خصصت الأمانة العامة للجامعة العربية جهاز متخصص يسمى مؤتمر المشرفين على شئون الفلسطينيين فى الدول العربية المضيفة للاجئين لتدارس أحوال هؤلاء اللاجئين، ومشاكلهم، وتنسيق مواقف تلك الدول مع وكالة الغوث الدولية، وبدأت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية فى النظر فى المساعدات التى تقدمها الدول، والمنظمات غير الحكومية للاجئين، والنازحين خاصة فى الفترة بعد حرب 1967م، حيث أن الوضع أصبح يحتاج المزيد من المساعدات بسبب نزوح الألوف من اللاجئين والنازحين بعيداً عن أرضهم ووطنهم، ومن التوصيات التى صدرت عن مجلس الجامعة فى تلك الفترة أن تعمل وكالة الغوث على الحصول على مزيد من التبرعات وفاء لالتزاماتها حيال اللاجئين الفلسطينيين، وكانت وكالة الغوث قد عملت على نقل أكبر عدد ممكن من اللاجئين الفلسطينيين إلى أمريكا وأستراليا، والبرازيل منذ عام 1951م، كما عملت على تنفيذ برنامج لنقل عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، وإسكانهم فى ليبيا، غير أن رفض الهيئة العربية العليا لذلك أثار غضب الوكالة، والساسة البريطانيين الذين كانوا يشجعون تلك المشروعات(5).
وقد استمرت سلطات الاحتلال فى الضغط على الفلسطينيين لطردهم من ديارهم، وحاولت الجامعة متابعة الاتصالات التى تقوم بها البعثات السياسية لدى الدول التى يتم تهجير الفلسطينيين إليها لإقناعها بعدم إفساح المجال لمثل هذا التهجير، بإعادة من يجرى تهجيرهم من المواطنين الفلسطينيين إلى بلادهم بالإضافة إلى إجراء الاتصالات اللازمة بالمواطنين فى الداخل لتحذيرهم من عواقب هذا التهجير والضغط لدى وكالة الإغاثة لكى لا تساهم بأى شكل من الأشكال فى برنامج التهجير، وقد سعت الجامعة العربية لدى الدول الأجنبية بمنع إعطاء الفلسطينيين تأشيرات دخول إليها ما لم يكن لديهم تأشيرة عودة(6).
وأقل وزراء الخارجية العرب فى 10/9/1965م "بروتوكول معاملة الفلسطينيين فى الدول العربية"، وكان ذلك فى الرباط بالمغرب، وقد مثلت مشكلة جوازات السفر، والإقامة جانباً مهماً من جهود جامعة الدول العربية، وخاصة فى الفترة التى تلت حرب 1967م، فأوصى مجلس الجامعة بمنح الفلسطينيين جوازات سفر أردنية مؤقتة، وتحديد جوازات سفر النازحين من قطاع غزة أينما وجدوا، وقد أوصت اللجنة السياسية بتعيين حارس لأملاك اللاجئين العرب، واستمرت تأكيدات مؤتمر المشرفين تطالب بإقامة حراسة دولية على أملاك اللاجئين ريثما يعود أحابها إليها(7).
وصدر قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الإيرادات الآتية من ممتلكات اللاجئين الفلسطينيين، والذى ينص على: "أن يتخذ الأمين العام كل الخطوات المناسبة بالتشاور مع لجنة التوفيق التابعة للأمم المتحدة، والخاصة بفلسطين لحماية وإدارة الممتلكات والموجودات وحقوق الملكية العربية فى إسرائيل، وأن ينشأ صندوق يتلقى الإيرادات الآتية منها بالنيابة عن أصحابها، ولتنفيذ هذا القرار أصدر مجلس الجامعة العربية قراراً ينص على ضرورة بذل المساعى والجهود، وكان ذلك بتاريخ 16/9/1998م، وفى نفس القرار تم التأكيد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الجامعة رقم 5414/ د الصادر بتاريخ 15/9/1994م، المتعلق بطلب الدول العربية من الأمين العام للأمم المتحدة تكليف لجنة التوفيق الدولية، بالتعاون مع الدول العربية، ووكالة غوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الإعداد، وحصر شامل للاجئين الفلسطينيين، وأملاكهم، ووضع تصور شامل لحل قضيتهم على أساس قرار الجمعية العامة رقم 194 الصادر بتاريخ 11/12/1948م، وكذا التأكد من إيجاد الآليات الكفيلة لحل عادل لمشكلة اللاجئين مع رفض كافة المخططات التى ترمى إلى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين، وتوطينهم خارج فلسطين(8).
ومثلت مشكلة تعليم الطلاب الفلسطينيين جانباً مهماً من القضية الفلسطينية، وتحملت الجامعة العربية عبء تلك المشكلة، فأوصت اللجنة السياسية فى سبتمبر 1948م الدول العربية التى يوجد بها طلبة فلسطينيون بتدبير سبل متابعة دراساتهم وتيسيرها، كذلك تولت الأمانة العامة صرف مبالغ من ميزانيتها الخاصة على الطلبة الفلسطينيين الذين ألحقوا بالأزهر الشريف، وقامت بدفع الرسوم المستحقة عن الطلبة الذين عجزوا عن الدفع، ودعت الأمانة العامة للمؤتمر الذى عقد فى بيروت بين الأمانة العامة للجامعة العربية، وممثلى الدول العربية المضيفة، ووكالة الغوث، ومنظمة اليونسكو لبحث البرنامج التعليمى لأبناء اللاجئين الفلسطينيين فى مدارس الوكالة، واعترضت الأمانة العامة فى المؤتمر على تكليف وكالة الغوث لمنظمة العمل الدولية بإعداد دورات تدريبية للطلاب الفلسطينيين، واعتبرت أنه ليس سوى محاولة مكشوفة من الوكالة لتقليص مسئولياتها وإسقاطها على عاتق منظمات أخرى، ولذا أوصى المؤتمر برفض هذا المشروع ومطالبة وكالة الغوث بالعودة إلى التزاماتها تجاه الطلاب والمعلمين، وصدرت عدة قرارات متتالية من مجلس الجامعة العربية لكى تساهم حكومات الدول الأعضاء بنصيبها فى جمع المبالغ اللازمة لحل مشكلة الطلاب الفلسطينيين الذين انقطعت مواردهم، كما دعت حكومات الدول الأعضاء لتيسير قبول أكبر عدد ممكن من أبناء فلسطين فى جامعاتهم، كما دعت حكومة الأردن بصفة خاصة لتوسيع جامعتها لاستيعاب الأعداد المتزايدة من أبناء الضفة الغربية(9).
واهتمت الجامعة بتنفيذ خطة إعلامية عالمية تستهدف التأييد الدولى والمعنوى، وخاصة فى الدول التى تضللها الدعايات الإسرائيلية الكاذبة، وبحيث تتناول الحملة الإعلامية عرض قضية اللاجئين والنازحين، وإيضاح حقوقهم وكشف المخططات الإسرائيلية الإرهابية التوسعية التى أدت إلى خلق مأساة اللاجئين والنازحين، وقررت توصيات المؤتمر الرابع للمشرفين على شئون اللاجئين فى الدول العربية تخصيص أسبوع عالمى للاجئين، على أن تحتسب الأمانة العامة للجامعة العربية إمكانياتها خدمة للقضية الفلسطينية، من ذلك تنويع وسائل تمويل هذا الأسبوع، مثل إصدار طوابع بريدية فى الدول العربية بحيث تخصص حصيلتها لهذا الغرض(10).
ولقد حاولت جامعة الدول العربية إيجاد جسر من التعاون بينها، وبين وكالة الغوث ففى مؤتمر للمشرفين على أحوال اللاجئين طالبت الجامعة بأن يتضمن الإطار العام للتعامل مع الوكالة عدة أمور:-
1- تعريف كل من اللاجئ والنازح.
2- زيادة حجم الخدمات الأساسية للاجئين.
3- ضرورة اعتراف الوكالة بالمخيمات غير الرسمية للاجئين، وتأمين الخدمات لها.
4- توفير التعليم للاجئين.
5- تعميم الخدمات الصحية على كافة اللاجئين بالمستوى اللائق الذى تحدده اللوائح الدولية، وخاصة لائحة منظمة الصحة العالمية(11).
وفى قرار مجلس الجامعة العربية الصادر بتاريخ 17/9/1998م، تم تكليف الأمانة العامة بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامى، والمنظمات غير الحكومية الأوربية والدولية لجعل عام 1999م عام تفعيل حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وكذا التأكيد على دور الدول العربية فى ضمان استمرار الموقف الدولى فى التمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين(12). وقد طرح مؤتمر المشرفين فكرة أن تسعى الدول العربية لجعل موازنة وكالة الغوث جزءاً من موازنة الأمم المتحدة، لضمان التمويل الثابت والسعى لدى السكرتير العام للأمم المتحدة للقيام بجهود استثنائية فى سبيل تامين الأموال اللازمة لتمويل ميزانية الوكالة(13).
كما ألقت الجامعة الضوء على حجم التبرعات التى يقدمها المجتمع الدولى كتمويل لوكالة الغوث، ومدى ضآلة هذه التبرعات بجانب ما تتلقاه إسرائيل من مساعدات وتبرعات، ودعت الجامعة المفوض العام للوكالة والسكرتير العام للأمم المتحدة،ة والحكومات العربية المنتجة للبترول للاتصال بشركات البترول العالمية، للتبرع لوكالة الغوث إما مباشرة أو عن طريق حكوماتها(14).
وفى القرار 6053/ د، المتخذ من طرف مجلس جامعة الدول العربية فى دورة انعقاده العادية الخامسة عشرة بعد المائة المنعقد بالقاهرة فى 12/3/2001م، أكد مجدداً على ضمان حقوق الشعب الفلسطينى، ولاسيما حق عودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق مبادئ الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والعهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية، والتمسك بتنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 194، وقد أكد قرار رقم 6053/ د الصادر فى 12/1/2001م على حق التعويض، وطالب مجلس الجامعة المجتمع الدولى ضمان حقوق الشعب الفلسطينى لاسيما حق تعويض جميع اللاجئين الفلسطينيين(15).

المبحث الرابع: التعليم فى فلسطين المحتلة
أوصى مؤتمر المشرفين على مراجعة الإجراءات التعسفية من تغيير المناهج الدراسية فى فلسطين المحتلة بهدف القضاء على الشخصية العربية وسلخ التلميذ العربى الفلسطينى من تراثه القومى، والحضارى، والدينى، وإذابته فى المجتمع الإسرائيلى، كما طلب المؤتمر من منظمة اليونسكو ووكالة الغوث بضرورة الإبقاء على الكتب والمناهج التى كان معمولاً بها قبل الاحتلال الصهيونى، وكان من جهود الجامعة العربية فى هذا المجال تشكيل لجنة، لوضع برامج تعليمية موجهة بالإذاعة إلى الطلبة العرب فى الأراضى المحتلة، بالإضافة إلى إيجاد تعاون بين الإجراءات العربية فى مجالات الإنتاج والبحث، وتمويل تلك البرامج(16).
وحظيت المؤسسات التعليمية فى المناطق المغتصبة برعاية الجامعة العربية حيث أوصت حكومة الأردن بزيادة دعمها لهذه المؤسسات فى الضفة الغربية نظراً للدور الذى تقوى به فى المحافظة على تدريس المناهج العربية، مما يستدعى مساعدتها فى الضائقة المالية التى تمر بها، ووافق مجلس الجامعة على تمويل صندوق خاص بها(17).

 

 

 

 

 

 

 

هوامش الفصل الثالث
(1) الجامعة العربية، مرجع سابق، ص ص 1، 2.
(2) عبد الله أحمد حامد القوصى، مرجع سابق، ص ص 307، 308.
(3) محسن محمد صالح، مرجع سابق، ص 296.
(4) المرجع السابق، ص 462.
(5) إيمان محمد عبد المنعم عامر، مرجع سابق، ص ص 252، 253.
(6) المرجع السابق، ص ص 253، 254.
(7) المرجع السابق، ص ص 256، 261.
(8) مانع جمال عبد الناصر، بعض الجوانب القانونية الدولية للقضية الفلسطينية (عناية – مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية "التواصل" – عدد 12 – جامعة أبى مختار – مارس 2004) ص ص 16، 17.
(9) إيمان محمد عبد المنعم عامر، مرجع سابق، ص ص 261 – 266.
(10) المرجع السابق، ص ص 266 – 268.
(11) المرجع السابق، ص 269.
(12) مانع جمال عبد الناصر، مرجع سابق، ص 18.
(13) إيمان محمد عبد المنعم عامر، مرجع سابق، ص 270.
(14) المرجع السابق، ص 270.
(15) مانع جمال عبد الناصر، مرجع سابق، ص ص 18، 19.
(16) إيمان محمد عبد المنعم عامر، مرجع سابق، ص ص 264، 265.
(17) المرجع السابق، ص ص 264، 265.

 

 


خاتمة وتوصيات

بعد تلك الدراسة الموجزة فى القضية الفلسطينية، وبيان دور جامعة الدول العربية فيها، فقد توصلت الباحثة إلى نتيجة واحدة ألا وهى: "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة" فالإسرائيليون لم يتكبدوا عناء الحروب وإزهاق أرواحهم لكى يتراجعوا عن احتلالهم من أجل خاطر عيون السلام، وإلا ما كانوا بدأوا بالاحتلال إبتداءً، فالسبيل الوحيد لتحرير الأرض وإقامة الدولة الفلسطينية هو شن الحرب على اليهود الإسرائيليين وإخراجهم من الأرض بالقوة، واعتقد أن الدول العربية والإسلامية لو اتحدت جميعاً وكونت جيش واحد متحد الفكر والهدف تستطيع أن تسحق أى قوة فى العالم، فيكفى أنهم يحاربون عن عقيدة وإيمان، ويعلمون أن موتهم شهادة فى سبيل الله، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه، وسلم) للمشركين بعد غزوة أحد: "قتلانا فى الجنة، وقتلاكم فى النار"، فهل نطلب المستحيل؟ ؟ ؟... لا أظن.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الملاحـــــــــــق

 

 


أقوال فى القضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى
• لو أن كاتباً فى الغرب يصدر كتاباً عن مجازر اليهود، ووحشيتهم، فإنه يصادر فى اليوم الثانى، ويقدم صاحبه للمحكمة، ولكن عندما تصدر الكتب ضد الإسلام، فإنه يرحب بها، وتعتبر أنها تمثل وجهاً من وجوه الحرية الفكرية فى الغرب (الشيح "محمد حسين فضل الله")(1).
• لو كان كل من اضهدوا من اليهود قد سلكوا مسلك "هارولد بنتر" فى الدفاع عن حق الشعوب المضطهدة، لما كنا نعانى فى الشرق الأوسط من الويلات التى نراها حولنا ("محمد سلماوى، رئيس اتحاد الكتاب المصريين")(2).
• لم يعد لدينا تعليق، فالإسرائيليون يكتبون الآن أسوأ قصيدة على الإطلاق. (الشاعر المصرى "عبد الرحمن الأبنودى"، تعليقا ًعلى أحداث غزة)(3).
• إن إسرائيل تقوم بأفعال لا يمكن معها للعالم أن يدافع عنهاز ("دانيل فلانكشتاين"، كاتب صحفى بريطانى فى "الفا بنانشيال تايمز")(4).
• إن إسرائيل أفسدت كل شئ على الناس جميعاً اليهود، وغير اليهود، منذ أن قامت الحركة الصهيونية بخلق مفهوم أو فكرة تحويل اليهودية من ديانة روحية إلى شئ مادى ذى هدف قومى، للحصول على قطعة أرض، وهو أمر محرم قطعاً فى التوراة، لأننا "منفيون بأمر من الله". ويجب ألا تكون لنا دولة، ونعيش بين جميع الأمم كما ظل يفعل اليهود منذ أكثر من ألفى عام كمواطنين يعبدون الله. فقد كنا نعيش بين المجتمعات المسلمة والعربية دون أن تكون هنالك أى مشاكل، ودون حاجة إلى رقابة منظمات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وذلك بشهادة الجالية اليهودية التى كانت تقيم هناك فى فلسطين وغيرها من الجاليات فى أماكن أخرى من العالم بأنهم كانوا يعيشون فى توافق، وأكدوا ذلك بشهادات موثقة قدموها إلى الأمم المتحدة من بينها وثيقة يقول فيها كبيرحا خامات اليهود فىة القدس نحن لا نريد دولة يهودية غير أن الأمم المتحدة تجاهلت مطلبنا عندما اتخذت قرار قيام دولة إسرائيل. (الحا خام اليهودى الأرثوذكسى "بيسرول ويس")(5).

 

 

 

 

 


 

 

 

المراجــــــــع

 

 

 

 

أ‌- المراجع العربية:

(1) أحمد جمال، غزة .. قاهرة الغزاة (القاهرة – مجلة بلا شباب – شركة الطيار للنشر والتوزيع – 2009).
(2) إيمان محمد عبد المنعم عامر، الجامعة العربية ومشكلة اللاجئين (القاهرة – مجلة كلية الآداب – المجلد 6 – عدد 4 – وحدة النشر العلمى – كلية الآداب – جامعة القاهرة – 2000).
(3) أيمن المهدى – سمير السيد، فى الملتقى العربى الدولى لحق عودة اللاجئين – مشعل يدعو العرب والمسلمين إلى كسر الحصار على غزة (القاهرة – جريدة الأهرام – عدد 44548 – مؤسسة الأهرام للنشر والتوزيع – 24 نوفمبر 2008).
(4) جريدة الأهرام المصرية، عدد 44548، 24 نوفمبر 2008.
(5) خالد فؤاد، اللاجئون الفلسطينيون (أبو ظبى – مجلة ماجد – عدد 1351 – الإمارات للإعلام – 12/1/2005).
(6) خالد فؤاد، دير ياسين (أبو ظبى – مجلة ماجد – عدد 1427- الإمارات للإعلام – 28/6/2006).
(7) خالد محمود رمضان، الأمين العام لجامعة الدول العربية هو الخاسر الأكبر من حرب غزة – متى يحمل موسى عصاه ويرحل؟ (القاهرة – جريدة الدستور عدد 201 – شركة الدستور للصحافة والنشر – 21 يناير 2009).
(8) سليمان إبراهيم العسكرى، قالوا (بنيد القار – مجلة العربى – عدد 604 – المجموعة الكويتية للنشر والتوزيع – مارس 2009).
(9) صامدون (القاهرة – pop way للخدمات الإعلانية – 2009).
(10) عبد الله أحمد حامد القوصى، الوسام فى التاريخ (القاهرة – دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع – 2004).
(11) عز الدين فودة، الأمين العام لجامعة الدول العربية (القاهرة – دار الفكر العربى – 1974).
(12) غزة .. المأساة متواصلة (بنيد القار – مجلة العربة – عدد 604 – المجموعة الكويتية للنشر والتوزيع – مارس 2009).
(13) مانع جمال عبد الناصر، بعض الجوانب القانونية للقضية الفلسطينية (عناية – مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية "التواصل" – عدد 12 جامعة بابى مختار – مارس 2004).
(14) محسن محمد سليمان صالح، فلسطين بلادنا الحبيبة (القاهرة – مؤسسة الفلاح للنشر والترجمة والتوزيع – 2001).
(15) محسن محمد صالح، فلسطين .. دراسات منهجية فى القضية الفلسطينية، ط1 (الجيزة – مركز الإعلام العربى – 2003).
(16) محمد أبو زيد، الإعلام التربوى، ط1 (الجيزة – هلا للنشر والتوزيع – 2008).
(17) محمد أحمد على العدوى، التنظيم الدولى والإقليمى فى عالم متغير، ج1 (أسيوط – جامعة أسيوط – كلية التجارة – قسم العلوم السياسية والإدارة العامة – 2008).

ب- مراجع الشبكة الدولية للمعلومات:

(1) الجامعة العربية، www.arableagueonline.org/las/Arabic/details-ar.js?art_id=185&level_id=60، الأثنين 16/3/2009م الساعة 13.22.
(2) القدس www.arableagueonline.org/las/arabic/details-ar.jsp?art_id=174&level-id=50&page-no=2 ، الأثنين 16/3/2009م الساعة 13.42.






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !