نظرية الثورة جامعة الدول العربية
فى ذمة الله
لا مرية فى أن ما يحدث للدول العربية كافة ، وفى وقت واحد يلقى بظلاله على الدور الذى تلعبه ، أو من المفترض أن تلعبه جامعة الدول العربية ، والذى ثبت أنها مجرد اسم فقط لهيئة وهمية لا عمل لها فيما أعتقد ، وكذلك الأمر بالنسبة لمؤتمر الدول الإسلامية ، فهاتان الهيئتان لم تقدما للشعوب العربية ما يرفع عنها غبن الحاكمين ، ولا ظلم المتكبرين ، وليس مطلوبا منهما حمل السلاح أو التدخل فى شئون الدول ولكن كان عليهما بلا شك بحث مشاكل الشعوب العربية التى رزحت تحت حكامها سنوات طوال ، وكانت ستظل مئات السنين لولا أن الثورات غيرت من هذه الصورة الجاهلية التى كنا نعيش فيها ، ولنا أن نتخيل لو لم تقم هذه الثورات ، هل كانت هذه الجامعة أو ذلك المؤتمر ليقدما شيئا أو كانا يستطيعان تغير شيئ ؟ اعتقد أن الإجابة معروفة سلفا .
ألم تشعر الجامعة والمؤتمر بظلم الحكام ، ألم يتعاطفا مع الضعاف من الشعوب ، ألم يقدما نصيحة لحاكم ، أو عونا لمحكوم ، فما دورهما إذن إذا كانا لا يردان الحاكم ولا يقيمان المحكوم ؟
السؤال الآن لماذا إذن هذه الجامعة ، وذلك المؤتمر إذا كانا لا يملكان ولا يقدران على شيء ؟ الجواب طبعا أنهما صورة من صور التقليد للغرب ، وهذه هى مشكلتنا الحقيقية نحن لا نريد أن نتغير ، ولكن نريد فقط أن نجمل أنفسنا ، نريد الشكل لا المضمون ، الصورة لا المعنى ، فليس مهما أن يجتمع رأينا ولكن المهم أن تكون هناك جامعة ، ليس مهما أن يصلح حال الناس ، ولكن المهم أن نقول ذلك ، فكما هو الحال فى كل شعوب العرب ، نتحدث عن الإصلاح ولا نصلح ، عن العلم ولا نتعلم ، عن العمل ولا نعمل ، وقد يفسر لنا ذلك أن السيناريو الذى نراه فى دولة يتكرر فى بقية الدول ، فالشعب يثور ، والحاكم يعد بالإصلاح ، ثم يستمر الشعب فى ثورته ، ويحاول الحاكم أن يضحك على شعبه بإخراج بلطجية أو منافقين يخرجون فى شكل مظاهرة تأييد .... الخ .
إلى هذا الحد من السخف والتخلف وإغفال المطالب الأساسية للشعوب ، كل ذلك من أجل السلطة والخوف من المساءلة ، فمن للمظلوم والمقهور الذى ظل رازحا تحت الظلم سنوات ، ويوم أن أراد أن يقول للظالم : كفى ظلما ، راح الظالم ليبطش به ويرديه قتيلا ، وما ذنب من قتل ويقتل كل يوم فى دولنا العربية على أيدى حكامها ، لا أعدائها ، الحاكم السورى والليبى واليمنى والبحرينى وغيرهم ، أليس هناك من يقول لهم لا ، أليس هناك من يضرب على أيديهم ، أليس هناك من يقول لهم ارفعوا أيديكم عن قتل الأبرياء ، ولماذا هذه القسوة على الضعفاء ، أن هذه القلوب أشد قسوة من الحجارة ، وليس لدينا من العلماء من يقول لهم قولة حق ، فعلماؤنا فقط يتحدثون بعد أن يذهب الحاكم .
إن العجب ليس من الجامعة وحدها ، ولا من المؤتمر الإسلامى أيضا ، ولكن العجب من تلك العقول التى تملكنا وتسير أمورنا ، لماذا هذا التجمد الفكرى ، لماذا هذا الخداع ؟ إننى بعد سعادتى بالثورة ، وما سوف نراه منها من إصلاح وتقدم ، وبعد عن التخلف والسيطرة ، أصبحت اليوم أخوف من الأمس ، وماذاك إلا لأننى لا أرى العقول تغيرت ، بل أراها جامدة متحجرة ، ففى كل يوم تظهر علينا طائفة تريد أن تتحدث بالسخيف من القول ، ناهيك عن محبى الشهرة الذين وجدوا فى الساحة متسعا ، وفى عقول الناس مرتعا فراحوا كل يوم يرددون سخيف البيان وسفساف المقال . فهؤلاء الساقطون هم الذين لم يتعلموا الدرس من الحكام الغابرين ، أولم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم .
والله من وراء القصد
أنور محمد أنور
التعليقات (0)