تنفس أهالي بيشة وحفر الباطن وجدة الصعداء بعد قرار خادم الحرمين الشريفين إنشاء ثلاث جامعات جديدة بعد طول إنتظار فكان لهم ما حلموا به طوال سنين . قرار إنشاء الجامعات الجديدة دليل على الإستثمار في العقول ودليل على الرغبة في تنمية المناطق وخلق فرص جديدة , قرار له أبعاده الإيجابية الكبيرة والكثيرة , و بقية المحافظات تحلم بجامعة تضعها في خانة التنمية وعجلتها المتسارعة , فالقطيف تحلم بجامعة منذ زمن وكذلك القنفذة وغيرهما وأظن أن تلك المحافظتين وغيرها ستتنفس الصعداء في القريب العاجل فنحن في زمن الإستثمار في العقول ؟ قرار إنشاء الجامعات الثلاث أتى متزامناً مع إقتراب عودة أفواج المبتعثين والمبتعثات من الخارج , أفواج التنوير وبناء الغد المشرق , فماذا وضعت وزارة التعليم العالي من خطط لإستقبال تلك الأفواج المحملة بالآمال والطموحات , وماذا أعدت وزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل لتلك الأفواج , فأفواج المبتعثين والمبتعثات عائدة لأارض الوطن محملة بالعلم والمعرفة !هل ستستوعبهم وزارة التعليم العالي في جامعاتها المختلفة أم ستتركهم بيد وزارة العمل ووزارة الخدمة المدنية , المستقبل ليس بغامض أمام أؤلئك المبتعثين بل قاتم لدرجة أن المبتعثين والمبتعثات لا يفكرون الإ فيما تخبيه لهم الأيام القادمة ! ليست عودة المبتعثين والمبتعثات الوحيدة بل تزامن إعلان الجامعات الثلاث مع قرب تخرج دفعة جديدة من طلاب وطالبات الثانوية العامة , دفعة يحدوها الأمل بمقعد جامعي وتعليم اكاديمي وأظن الجامعات الثلاث وغيرها قادرة على إستيعاب الخريجين والخريجات , لكن ماذا وضعت وزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل , هل سيبقى الخريجون والخريجات أسرى للمناهج النظرية وسوق العمل متعطش لتخصصات تطبيقية وعملية , ماذا أعدت وزارة التعليم العالي لهيكلة أقسام الجامعات , وماذا أعدت من خطط لمستقبل العائدون والعائدات والمتخريجن والمتخرجات من الجامعات ؟ أظن لا شيء فكل شيء يسير بالإجتهاد والبركة ؟ أظن أن على وزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل تشكيل فريق عمل لوضع خطط لإستقبال العائدين والعائدات من الخارج ووضع خطط لإستيعاب خريجي وخريجات الداخل , ووضع دراسات وتصورات لإحتياج سوق العمل الحكومي والخاص , أما ترك الحبل على الغارب فتلك كارثة تسهم في تكدس وزيادة البطالة المقنعة بقناع عدم التأهيل وضعف الرواتب ورداءة مخرجات التعليم بفروعة العام والجامعي والتقني . وزارة التعليم العالي تسهم بشكل مباشر في غموض مستقبل خريجوا الجامعات فهي تسير بعقلية الماضي القديم فعدد الخريجين حالياً يفوق بمراحل خريجوا الماضي , غموض وأحلام ونداءات والنتيجة مزيداً من العاطلين ومزيداً من الصمت الغير مبرر . أظن أن على وزارة التعليم العالي إعادة هيكلة بعض التخصصات , وأظن عليها إستيعاب خريجي الخارج والداخل بدلاً من التعقيدات والتعاقدات الخارجية فأبن الوطن أولى بحلال وطنه من غيره . وزارة التعليم العالي ووزارة الخدمة المدنية ووزارة العمل نائمات في العسل لا تحرك ساكناً ولا تضع التصورات للغد القادم . الإستثمار في العقول يصنع المعجزات ويحقق الأحلام , و تلك العقول بحاجة لإستيعاب حتى تبدع وتنتج وتخلق المعجزات , والجامعات الناشئة وغيرها من الجامعات تقدم لأبناء وبنات الوطن فرص لكنها ناقصة بفعل عدة عوامل مرتبطة بإدارات لم تعمل لأجل الغد وبعد الغد فمتى تستيقظ تلك الإدارات يا تٌرى فمستقبل الأجيال على المحك مع النمطية الإدارية القديمة ..
التعليقات (0)